أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، الشيخ صلاح البدير المسلمين بتقوى الله سبحانه، فإن تقواه أعظم مكتسب وطاعته أعلى نسب مستشهدا بقول الله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد النبوي الشريف، إن قبول النصيحة هو دليل الرشد، والرجوع إلى الحق فضيلة، وراجح العقل كامل النهى، إذا وقع فيما يشينه فوعظ وزجر أقصر وانتهى وارتدع وامتنع، وأسرع إلى الإجابة وأظهر التوبة والإنابة. أما عكسه فلا يبال ذما ولا عارا ولا يخاف لوما ولا عذلا لا يردعه توبيخ ولا يفزعه تأنيب ولا ينفعه تعنيف لا يصغي لناصح ولا يلتفت إلى موعظة، تجده على غيِّه مصرٌّ وعلى ضلالته مستمر، وإذا قيل له اتقي الله أخذته العزة بالإثم، ولم يقابل النصيحة إلا بالصدود والتعالي والتعامي. وبيّن أن رد النصيحة والتعالي واحتقار الناصح، دأب السفهاء والمتكبرين وصفة الفجار والمنافقين، قال الله تعالى (وإذا ذكروا لا يذكرون). وأضاف إن من عرف الحق وجب عليه الخضوع له والرجوع إليه، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، وقبول الحق والنصيحة لا يحط من رتبة المنصوح ولا ينقص من قدره ولا يغض من مكانته، بل يوجب له ذلك من جلالة القدر وسامي المنزلة وحسن الثناء ما لا يكون في تصميمه على الباطل. وأشار إلى أن من أصرَّ على باطله واستثقل كلام ناصحه ازدرى عقله وحقر شأنه وصغُر مكانُه. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف قائلاً: أيها المسلمون لماذا تميل النفوس إلى من يتملق ويجامل ولا ينصح، مع أن صنيعه الغش والخداع والمطاوعة فيما تفر من الناصح المشفق مع أن نصحه صدر عن رحمة وإحسان وغيرة على المنصوح، فطوبى لمن أطاع ناصحا يهديه واجتنب غاويا يرديه، وشقي من استخف بعظة المشفق الناصح وتعالى عن تذكرة الأمين الصالح وتمادى في غوايته، جاريا على عاداته القبيحة وماضيا في أخلاقه الرذيلة ويقظ القلب وافر الفطنة فهم العقل يعي الموعظة وتنفعه الذكرى، قال تعالى (سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى).