أعلن وزير الأوقاف المصري، الدكتور عبد الله الحسينى، أن الوزارة تخطط حاليا لإنشاء قناة فضائية مستقلة تحمل المنهج المعتدل والوسطى الذي يمثله الأزهر الشريف، لمواجهة الفكر المنحرف والتيارات المتعصبة يعلو صوتها، مؤكدا على أن القناة لن تكون حكومية رغم أي دعم فني أو مادي ستقدمه لها الوزارة. يأتي هذا فيما دعا "ائتلاف دعاة الأزهر"، وهو مجموعة من علماء الأزهر ودعاته المطالبين باستقلاله عن الدولة، إلى مسيرة حاشدة غداً الثلاثاء تتوجه من الجامع الأزهر إلى المشيخة لمطالبة المجلس العسكري بعدة مطالب، منها إعادة الأوقاف للأزهر لتحقيق استقلاله عن الدولة، سواء فيما يتعلق بالتمويل أو القرار. وبحسب الوزير في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، فإن القناة الفضائية المزمع بث برامجها قريبا تهدف إلى نشر وسطية الإسلام ومواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة وشرح الأخطاء الشائعة، وذلك بالاستعانة بالى نشر منهج الدعوة الإسلامية الوسطى وشرح الأخطاء ومواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة وتسعى إلى تقديم صورة حقيقية للدين الإسلامي والمنهج الازهري الوسطى بعيدا عن اى غلو او تشدد. وعن مصادر التمويل قال الحسيني إن الوزارة ستقدم دعما فنيا وماديا، غير أنها تبحث عن مصادر تمويل أخرى. وتأتي القناة ضمن عدة محاولات للرد على التيارات الدينية المتشددة التي تقول السلطات المصرية إنها تتزايد، يساعدها في ذلك الفضائيات التي تدعم تيارات دينية بعينها، ليس من بينها من يمثل المنهج الوسطي للأزهر الشريف. والدعوة لإنشاء فضائية تحمل فكر الأزهر هي دعوة متجددة؛ حيث ترددت على مدار السنوات الخمس الماضية أو ما يزيد، لمواجهة ما يسمى بفوضى الفتاوى في الفضائيات؛ وذلك بعد انتشار فتاوى أثارت جدلا كبيرا بين المسلمين، وصفها بعض علمائهم بأنها لا تمت للدين بصلة، وتصدر عن دعاة وليس عن علماء مؤهلين لإصدار الفتاوى. ومع اندلاع ثورة 25 يناير الشعبية نشطت المبادرات التي تخرج من الأزهر الشريف لاستعادة دور المؤسسة العريقة في نشر وحماية الفكر الديني المعتدل، ومنها مبادرة استقلال الأزهر التي يتبناها "ائتلاف دعاة الأزهر" المكوَّن من عدة علماء ودعاة يدعون للقيام بثورة على القوانين واللوائح القديمة التي يقولون إنها أدت لتراجع دور الأزهر وتقزيمه في مواجهة الأحداث العظيمة التي تمر بها الأمة. وعلى صفحتهم على موقع "فيس بوك" تحمل نفس الاسم دعا الائتلاف إلى مسيرة حاشدة تحت اسم "وحدة وإصلاح واستقلال الأزهر"، تبدأ من جامع الأزهر الساعة 9 صباحا وتنتهي عند مشيخة الأزهر، قالوا إنها تهدف إلى استعادة دور الأزهر محليا وعالميا وريادته دعويا كأكبر مؤسسة شرعية. كما قالوا إن المسيرة تهدف إلى ضم الأوقاف إلى الأزهر لإعادة استقلاله المادي عن الحكومة؛ بما يضمن بالتبعية استقلال مواقفه وآرائه، وإنشاء نقابة تدافع عن الدعاة، وصدور مرسوم فوري بهذا من المجلس العسكري، مهددين بالدخول في اعتصام مفتوح بالمشيخة حتى تحقيق المطالب.