كشفت جلسة محاكمة الإرهابي "د· إبراهيم" المكنّى "جابر" الذي سلّم نفسه لمصالح الأمن بتاريخ 26 أوت 2008، أنه كان ضمن جماعة عنتر زوابري التي ارتكبت مجازر بن طلحة وسيدي موسى، والتي راح ضحّيتها المئات من الأبرياء، كما شارك في تنفيذ عدّة عمليات استهدفت قوّات الجيش الوطني والدفاع الذاتي، من بينها محاولة اقتحام مركز الأمن الحضري ببومرداس رفقة 25 إرهابيا للاستحواذ على الأسلحة، غير أنه أصيب في تبادل إطلاق النّار بين الطرفين، الأمر الذي دفع به إلى النّزول إلى العاصمة بغية تلقّي العلاج قبل أن يقرّر تسليم نفسه· جلسة محاكمة المتّهم الذي دامت أكثر من أربع ساعات كشفت عن دموية تنظيم "الجيا" السابق تحت قيادة عنتر زوابري الذي قضت عليه قوّات الأمن، والذي استباح زهق أرواح النّاس حتى الرضّع بدون استثناء بحجّة أنه سيرهقون أولياءهم طغيانا وكفرا وسبي النّساء، حيث كان وراء مجزرتي بن طلحة وسيدي موسى المروّعتين بالعاصمة· وقد أجاب المتّهم على أسئلة المحكمة فيما يتعلّق بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية والمساهمة بإخلال بالنّظام العام ونشر التقتيل، الخوف وعدم الاستقرار وحمل أسلحة وذخيرة حربية· وتتلخّص فصول القضية في أنه بتاريخ 26 أوت 2008 تقدّم إلى مصالح الأمن وبالضبط إلى فرقة مكافحة الإرهاب على مستوى المقاطعة الشرقية المدعو "د·ع" للتبليغ عن قريبه الإرهابي "د· إبراهيم" المكنّى "جابر" الذي قرّر تسليم نفسه، وقد تمّ الترتيب لذلك على مستوى حاجز أمني بالأخضرية· حيث حضر المتّهم مرفوقا بسلاحه الذي كان يحوزه، وقد اعترف بنشاطه الإرهابي لفترة تزيد عن 15 سنة، حيث التحق سنة 1993 بكتيبة الفرقان ببوزفزة بطلب من شقيقه، ومن ثمّ بجماعة "أولاد علاّل عبد العزيز رمضان" أين تمّ القضاء على أمير الجماعة عام 1995، ومن ثمّ انسحب إلى كتيبة "بوفاعة" الناشطة بجبال بجيجل وبقي هناك لعامين كاملين ليحوّل بعدها إلى كتيبة "أبو بكر" في البويرة ثمّ المدية وبومرداس حيث شارك عام 1999 في عملية استهدفت مقرّ قوّات الدفاع الذاتي بالبويرة بغرض الحصول على الأسلحة، غير أن العملية باءت بالفشل جرّاء وشاية أحد الأشخاص الذي تمّ التخلّص منه لاحقان، فضلا عن مشاركته في عمليات الاغتيال التي مسّت عناصر الأمن، كما شارك عام 2008 في محاولة لاقتحام مقرّ للشرطة بولاية بومرداس وهذا بمعيّة 25 إرهابيا، والتي أصيب على إثرها بجروح بليغة استدعت نقله إلى العاصمة لتلقّي العلاج، وعلى أثر هذا اتّصل بشقيقة ليلتقي به ويصطحبه إلى أحد البيوت القصديرية المتواجدة بجسر قسنطينة، كما اتّفق معه على إمكانية تجنيد عدد من الشباب· وأمام هذه الاعترافات الثقيلة التمس ممثّل النيابة العامّة تسليط عقوبة الإعدام على المتّهم، قبل أن تدينه هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية ب 20 سنة سجنا نافذا·