سُنن مهجورة المضمضة والاستنشاق عند الوضوء يقول الله (تعالى): {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.. [الحشر:7]. وانطلاقاً من هذه الآية الكريمة يرصد مصراوي بعض السنن الواردة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- إحياء لها وتذكيراً بها. ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا .. (سنن ابن ماجة). ومن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الوضوء ما يلي: (1) الاستنشاق والمبالغة فيه عند وضوئه فعن لقيط بن صبرة قال: قال رسول الله أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً وهذا أخرجه جمع من الأئمة في مصنفاتهم منهم أبو داود والترمذي وقال: (هذا حديث حسن صحيح). وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام: (والحديث دليل على المبالغة في الاستنشاق لغير الصائم وإنما لم يكن في حقه المبالغة لئلا ينزل إلى حلقه ما يفطره ودل ذلك من أن المبالغة ليست بواجبة إذ لو كانت واجبة لوجب عليه التحري ولم يجز له تركها). (2) المضمضة والاستنشاق ثلاث مرات بكف واحدة قال ابن القيم: (وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق فيأخذ نصف الغرفة لفمه ونصفها لأنفه ولا يمكن في الغرفة إلا هذا وأما الغرفتان والثلاث فيمكن فيهما الفصل والوصل إلا أن هديه كان الوصل بينهما). وقد دل على ذلك من الأحاديث ما يلي: 1 - عن عبد الله بن زيد رضى الله عنه في صفة وضوء رسول الله: أنه أفرغ من الإناء على يديه فغسلهما ثم غسل أو مضمض واستنشق من كف واحدة ففعل ذلك ثلاثاً... ثم قال: هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن حجر: (واستدل به على استحباب الجمع بين المضمضة والاستنشاق من كل غرفة). 2 - عن ابن عباس رضى الله عنه (أنه توضأ فغسل وجهه أخذ غرفة من ماء فمضمض بها واستنشق.. الحديث وقال: هكذا رأيت رسول الله يتوضأ). قال ابن حجر - رحمه الله - (وفيه دليل الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة). 3 - عن علي رضى الله عنه (أن رسول الله توضأ فمضمض ثلاثاً واستنشق ثلاثاً من كف واحد) وفي لفظ : (ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً يمضمض وينثر من الكف الذي يأخذ منه الماء). - وقد ورد حديث مخالف لما تقدم وهو: عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصل بين المضمضة والاستنشاق . لكنه حديث ضعيف حيث ضعفه ابن حجر في بلوغ المرام وابن الملقن والإمام ابن القيم في زاد المعاد ونقل هو وابن حجر في التلخيص الحبير عن النووي في تهذيب الأسماء واللغات قوله: (اتفق العلماء على ضعفه).