المستشارة ميركل تزور بلادنا اليوم هذا ما تريده الجزائر من ألمانيا.. ف. زينب من المقرر أن تقوم مستشارة جمهورية ألمانيا الفيدرالية أنجيلا ميركل اليوم الاثنين بزيارة رسمية إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حسب ما جاء أمس الأحد في بيان لرئاسة الجمهورية في الوقت الذي يؤكد متتبعون أن الزيارة تحمل طابعا اقتصاديا وأبعادا سياسية وأن الجزائر تحلم بأن تستفيد من الخبرات الألمانية في مجال الصناعة والتكنولوجيا. وذكر بيان الرئاسة أنه بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ستقوم مستشارة جمهورية ألمانيا الفيدرالية أنجيلا ميركل بزيارة رسمية إلى الجزائر اليوم الاثنين 17 سبتمبر 2018 . وأضاف المصدر ذاته أن هذه الزيارة المندرجة في إطار التشاور الثنائي رفيع المستوى تأتي لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين الجزائر وجمهورية ألمانيا الفيدرالية والتي تشهد تطورا معتبرا في كافة المجالات والتي تجسدت أساسا في عديد الزيارات المتبادلة بين المسؤولين السامين لكلا البلدين . كما جاء في البيان أن لقاء القمة هذا سيكون فرصة جديدة حتى يتواصل -على المستوى الرفيع لكلا البلدين- التشاور والتفكير القائم منذ زمن طويل بين البلدين حول ترقية الحوار السياسي الثنائي والتركيز على إقامة شراكة ثنائية اقتصادية وتجارية هامة ستتوسع وتتعمق خلال الفترة المقبلة . من جهة أخرى سيتبادل الطرفان وجهات النظر حول المسائل الكبرى ذات الاهتمام المشترك لاسيما الأزمة في ليبيا وقضية الصحراء الغربية والوضع في مالي وفي منطقة الساحل وكذا الشرق الأوسط ويواصلان التشاور حول المسائل الشاملة على غرار الهجرة والإرهاب العابر للحدود حسب نفس المصدر. ورأى متتبعون أن زيارة ميركل إلى الجزائر تحمل طابعا اقتصادياً وهو ما يترجمه انعقاد منتدى الأعمال الجزائري الألماني المرتقب تنظيمه بفندق الأوراسي بالعاصمة على أن يتوج بإبرام عدة اتفاقيات ثنائية في عدة مجالات. وتنشط في الجزائر أكثر من 200 مؤسسة ألمانية في مختلف القطاعات حيث تحتل ألمانيا المركز الرابع بين المصدرين للجزائر بقيمة 2.3 مليار دولار في حين تشير أرقام الجمارك أن الجزائر استوردت في الأشهر السبعة الأولى من عام 2018 نحو 1.9 مليار دولار (1.6 مليار يورو) من المنتجات الألمانية. وسيتألف الوفد الألماني من الشركات الناشطة في مجالات الأدوية المياه الطاقة الهندسة البحرية البناء والتصميم الطاقة والبتروكيماويات والمعدات الطبية وتهدف زيارة هذا الوفد لمناقشة الفرص المتاحة في الجزائر لإقامة شراكة رابحة وتنمية العرض الألماني في القطاعات المذكورة. وتمخض عن الشراكة الجزائرية الألمانية عدة مشاريع أهمها في مجال الميكانيك وصناعة السيارات حيث فتحت ألمانيا مصنع فولكسفاغن بالشراكة مع سوفاك بطاقة إنتاجية سنوية قدرت بنحو 100 ألف مركبة. زيادة على ذلك تجمع الجزائربألمانيا شراكة في مصانع مرسيدس بنز للصناعة العسكرية الموقع عليها سنة 2012 بإنشاء 3 شركات رأسمال مختلط بين الجزائروألمانيا والإمارات العربية المتحدة. وحسب برنامج الزيارة تسعى الشركة الألمانية في ميدان الصناعة الصيدلانية روملاغ إلى الدخول بقوة في السوق الجزائرية عبر إنجاز مصنع ضخم لصناعة المصل الطبي في الجزائر حيث سينتج هذا المصنع قرابة 20 مليون وحدة مصل طبي سنويا بداية من سنة 2019. وإذا كان الشق الاقتصادي مهيمنا على زيارة ميركل إلى الجزائر برأي خبراء لكون الشركات الألمانية تسعى للاستثمار الحقيقي وخلق فرص عمل لكن ذلك لا يلغي الجانب السياسي من محطة المستشارة الألمانية حيث يرتقب أن تفتح عدة ملفات مع السلطات الجزائرية على رأسها ملف المهاجرين الذي بات يؤرق السلطات الألمانية منذ فترة. وصنفت برلينالجزائر رفقة كل من تونس والمغرب بلدان مغاربية آمنة وهي الدول المغاربية الثلاث التي تصرّ الحكومة الألمانية على تصنيفها على أنها دول آمنة رغم اعتراضات داخلية. وعلى هذا الأساس تسعى برلين إلى الحصول على تعهدات من قبل الدول الثلاث لتسهيل عملية ترحيل اللاجئين المرفوضين. واتفاق مع الجزائر بهذا الخصوص من شأنه أن يساعد ميركل على تطبيق خطتها لالترحيل التي شددت عليها في أكثر من مناسبة. وقالت صحف ألمانية أن معضلة اللاجئين ستتصدر ملف المباحثات سواء ما يتعلق بملف تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسط أو عملية ترحيل المواطنين الجزائريين غير الحاصلين على إقامات شرعية في ألمانيا أو رفضت طلبات لجوءهم من قبل السلطات الألمانية المختصة. إضافة إلى ذلك يشكل ملف الأمن والإستقرار محور نقاش بين المسؤولة الألمانية ونظرائها الجزائريين حيث تنظر الحكومة الألمانية إلى الجزائر كفاعل مهم للاستقرار والأمن في محيط إقليمي مضطرب. ومن المقرر أن تلتقي ميركل بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة كما تعتزم المستشارة إجراء محادثات مع الوزير الأول أحمد أويحيى.