إن طريق الوصول إلى منزلة الرضا يبدأ ب .. أولاً: أعرف ربَّك .. فعندما تعرف ربِّك ستُحبه وإذا أحببته سترضى عنه وعن كل ما قدره لك .. وكلما أزددت قُربًا من ربِّك زاد حبك له حتى يتملَّك حبه كل ذرة في وجدانك .. عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي؟. فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي. [حلية الأولياء (3 76)] فالله سبحانه وتعالى أرحم بك من أمك وأبيك ولو علمت الحكمة من ابتلاءه لك لما تسخطت على قدره .. فقد يبتليك ليغفر لك ذنوبك .. عن النبي قال ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه [متفق عليه] أو لكي يرفع درجتك .. قال رسول الله إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها [رواه أبو يعلى وابن حبان وحسنه الألباني] .. فعملك لن يُبلغك تلك المنزلة العالية ولكن من رحمة الله سبحانه وتعالى بك أن يبتليك لكي تصل. فقدر الله لا يأتي بخير .. فعليك دائمًا أبدًا أن تقول من قلبك:: رضيت بالله ربًا ثانيًا: بث شكواك إلى ربِّك وفوِّض أمرك إليه .. فلا تشتكي لأحد سوى ربِّك فهو سبحانه يحب أن يسمع أنينك وهو وحده القادر على أن يفرِّج كربك. ثالثًأ: القيام بأعمال يحبها الله تعالى ويرضى عن فاعلها .. ومنها: 1) بر الوالدين .. قال رسول الله رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين [حسنه الألباني صحيح الترغيب والترهيب (2503)] .. وبرهما يكون حتى بعد موتهما بالدعاء لهما. 2) شكر الله تعالى على نِعمَه .. عن أنس قال: قال رسول الله إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليه أو يشرب الشربة فيحمده عليها [رواه مسلم] 3) الرفق وعدم العنف .. يقول الرسول إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف .. [رواه الطبراني وصححه الألباني صحيح الجامع (1770)] .. فعليك أن تكون هادئًا في معاملتك للناس ولا تلجأ إلى الشدة والعنف. 4) كظم الغيظ .. قال رسول الله ..ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا .. [رواه الأصبهاني وصححه الألباني] 5) الإصلاح بين الناس .. عن أنس رضي الله عنه: أن النبي قال لأبي أيوب ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله قال: بلى قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا [رواه الطبراني وحسنه الألباني] فاللهم رضنِّا بقضائك وارض عنا يا ربِّ العالمين