لترسيخ الثقافة البيئية في المجتمع ضرورة إدراج مناهج التربية البيئية في البرنامج الدراسيأكد بالبليدة مشاركون في ملتقى وطني حول إشكالية البيئة في المجتمع العربي بين الممارسة والتنظير: الأمن البيئي في الجزائر نموذجا على ضرورة إدراج مناهج التربية البيئية في البرنامج الدراسي لترسيخ الثقافة البيئية في المجتمع. وأكد هؤلاء خلال أشغال الملتقى الذي بادرت بتنظيمه جمعية صناعة الغد بالتعاون مع مخبر الأمن القومي الجزائري لجامعة خميس مليانة (عين الدفلى) على أن المحافظة على البيئة يأتي من خلال تلقين الثقافة البيئية منذ الصغر ولهذا يتوجب -حسبهم- إدراج التربية البيئية ضمن المقررات الدراسية الرسمية في جميع الأطوار الدراسية وصولا إلى الجامعة. وفي هذا الصدد قالت نسيسة فاطمة الزهراء أستاذة محاضرة في جامعة خميس مليانة في مداخلة ألقتها بالمناسبة أنه في الجزائر هناك تفريط نوعا ما في الثقافة البيئية من طرف المواطن حيث أنه رغم كل الجهود المبذولة من طرف الدولة و=الوسائل المسخرة إلا أننا نعيش خللا كبيرا في هذا المجال. دور بارز للمدرسة والأسرةوأضافت ذات الجامعية أن استدراك هذا الأمر لا يكون إلا من خلال تدريب المعلمين على تلقين الثقافة البيئية للتلاميذ منذ الصغر ووضع مناهج ونماذج تربوية داخل المؤسسات التعليمية لأن البرامج التربوية الوطنية لا تحوي كثيرا على التوعية ولثقافة البيئية . وبدوره أيد بشير مصيطفى مختص في الاقتصاد و الاستشراف هذه النظرية معتبرا أن المحافظة على البيئة يبدأ من العائلة و المدرسة من خلال التحسيس بخطورة التعدي على البيئة و تلويث المحيط وشدد السيد مصيطفى على ضرورة تضمين البرنامج الدراسي أبجديات الثقافة البيئية مثلما هو الشأن بالنسبة للدول المتقدمة وذلك تتمة لدور العائلة والمجتمع المدني في ترسيخ هذه الثقافة وبالتالي يصبح لدينا مواطن متحضر واعي بالنتائج الإيجابية لهذا الفعل الحضاري كما قال. الحفاظ على الأمن البيئيوأشار إلى أنه بتطبيق هذه النظرية نضمن الحفاظ على الأمن البيئي في بلادنا الذي يتحقق أيضا من خلال تطبيق عدة إجراءات أخرى أهمها استعمال الطاقات المتجددة و التي لا زالت ضئيلة هي الأخرى في بلادنا . وأضاف ذات المختص أنه يتعين على الجزائر التي وقعت على اتفاقية باريس لسنة 2016 في آفاق 2020 (سنة دخول الاتفاقية حيز التنفيذ) التقليل من نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 22 بالمائة والذي يأتي أساسا من إنتاج المحروقات ومن استهلاك البنزين الملوث للبيئة. كما يجب على الجزائر الاتجاه نحو استبدال المواد الملوثة للبيئة بمواد خضراء صديقة للبيئة كالطاقات البديلة حيث يجب أن يرتفع إنتاج هذه الأخيرة من 445 ميغاواط حاليا إلى 22.000 ميغاواط في سنة 2030 و نفس الشيء بالنسبة للسيارات التي تشتغل بسيرغاز --يقول المصدر-- أنه من المفروض أن يكون لدينا حاليا ما لا يقل عن 200.000 سيارة تشغل بهذه الطاقة البديلة ونحن حاليا لدينا فقط 60.000 سيارة على المستوى الوطني وهو ما يدفعنا للقول أن الجزائر لا زالت بعيدة عن بلوغ الأهداف المنشودة . ضرورة تكاثف الجهودكما أكد السيد مصيطفى على ضرورة مرافقة ودعم الجميع (جامعيين وجمعيات ومجتمع مدني ...) للبرنامج الحكومي الواعد الخاص بالبيئة والمشاركة في العمليات التحسيسية كل من موقعه وتكاثف الجهود من أجل بيئة خضراء ونظيفة في الجزائر من جهتها دعت رئيسة جمعية صناعة الغد وحيدة بن يوسف السلطات إلى اللجوء إلى القوانين الردعية من أجل المحافظة على البيئة معتبرة أن القانون وحده هو الكفيل بتأطير المواطن ومنعه من التعدي على البيئة. ويتضمن برنامج هذا الملتقى الذي يدوم يومين إلقاء عدة مداخلات من طرف أساتذة جامعيين حول إشكالية البيئة و كيفية معالجتها. ويشمل اللقاء الذي يجرى بمشاركة حوالي 400 مشارك من مختلف ولايات الوطن تنظيم ورشات و عرض ملصقات في المجال.