فيما اهتمت دور نشر بتوفير إصدارات للأطفال والمراهقين ** خصّصت الطبعة ال23 من الصالون الدولي للكتاب بالجزائر فضاء مناسبا لكتب الأطفال وروايات الشباب مراهنة على اهتمام الجمهور بالأعمال الموجهة للقراء الشباب والتي مافتئ الطلب عليها يرتفع سنة بعد الأخرى حسب ما أكده الملاحظون الذين يتابعون تطور الصالون منذ إنشائه في الوقت الذي يخيّم جدل الأسعار على الصالون الذي اشتكى كثير من زواره مما وصفوه الارتفاع الكبير للأسعار. ورغم الإقبال الكبير على الصالون الذي استقطب أزيد من مليون زائر في يوم واحد المصادف للفاتح أفريل إلا أن نسبة المبيعات قد لا تعكس ذلك حيث عاد جدل الأسعار ليكون محور حديث كثيرين في الوقت الذي يُتوقع ويُؤمل أن تشهد الأيام الأخيرة من الصالون المستمر حتى 10 نوفمبر بعض التخفيضات.. وفي سياق ذي صلة يعرض جناح الأهقار الذي يضم ناشرين جزائريين وأجانب مختصين في كتب الأطفال وروايات الشباب سلسلة متنوعة من الإصدارات الأدبية والتسلية والترفيه وتعرف أجنحة هذه الدور المختصة من شتى الجنسيات إقبالا كبيرا منذ افتتاح الصالون في الأسبوع الماضي. أما الأعمال الصادرة بالعربية والفرنسية وحتى بالإنجليزية التي يقترحها العارضون فتشمل الكتب التعليمية للغات وكذا القصص المصورة مرورا بكتب الألعاب والتلوين حيث وجد الصغار والآباء ضالتهم فيها. واعتبر الزوار نوعية طباعة هذه الإصدارات بالجيدة حيث تم تسجيل اهتمام خاص بالقصص المصورة والكتب التعليمية الاخرى الصادرة باللغة الفرنسية. ومن بين دور النشر المشاركة في هذه الطبعة هناك دار المستقبل وإقرأ و البدر ودار الحكمة حيث بادرت بعرض مجموعة ثرية من القصص الموجهة للأطفال وكتب الشباب. أما الحدث الأبرز في هذه التظاهرة هو مشاركة الكاتب والشاعر بوزيد حرز الله في الطبعة ال23 من الصالون الدولي للكتاب بالجزائر بمجموعة من القصص التراثية الجزائرية والموجهة خصيصا للأطفال. وفيما يخص دور النشر الكبرى للأطفال على غرار الأردنية دار المنهل والمصرية بسمة فإن الطلب كان كبيرا على القصص المصورة والكتب التعليمية باللغة الفرنسية الموجهة للتعليم المبكر للأبجدية حسبما سجله الملاحظون. كما سجلت الرواية المختصرة والمصورة حضورها في المعرض واحتلت مرتبة هامة حيث جلبت اهتمام عديد الزوّار والتلاميذ والثانويّين وشكلت أهم مصادر الجلب لهذه الفئة من القراء. وعلاوة على جناح الأهقار الذي احتضن أكبر عدد من ناشري الكتب الموجهة للأطفال والشباب فإن دور نشر أخرى على مستوى الجناح المركزي على غرار بني مزغنة و داليمان قد عرضت اعمالا متنوعة من كتب اجنبية إلى مجلات الشريط المرسوم الموجهة للقراء الشباب. وتشارك دار نشر بني مزغنة التي تعتبر من رواد نشر الرواية الشبابية في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر بمائة عنوان تتراوح بين الأدبي وكتب الألعاب والترفيه والتسلية. ومن بين الروايات الأجنبية المختصرة والمصورة الموجهة لفئة المراهقين نجد عناوين مشهورة على غرار الأمير الصغير لسان إكزوبيري و دون كيشوت لميغال دو سارفونتيس و نداء الغابة لجاك لندن او أيضا الترجمة الفرنسية والعربية لكتاب أليس في بلاد العجائب للويس كارول. للتذكير أن اكثر من الف عارض من بينهم 739 ناشرا اجنبيا يمثلون 47 بلدا يشاركون في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر (2018) والذي سيتواصل إلى غاية ال10 نوفمبر الجاري. هوس الرواية يحرك النشر الجزائري تشكّل الرواية رقما مهما في المنشورات الجزائرية بحيث يضع أغلب الناشرين الأدبيين والعامين رهاناتهم على عناوين روائيّة لدخول الصالون الدولي للكتاب هذا الاهتمام بالرواية صنعته موجة الهوس الجماعي التي تترجمها مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الثقافية وانتشار الجوائز الموجهة للسرد. تستقبل المكتبات الجزائرية في الأسابيع القليلة القادمة أكثر من 200 رواية حسب ما تم الكشف عنه لحد الآن لموعد الصالون الدولي للكتاب وكلها من منتوج دور النشر الجزائريّة ما يؤشر على وجود مقروئية وسوق فعلية للرواية في الجزائر. ويعتقد الروائي بشير مفتي من منشورات الاختلاف لا تركز على الرواية فهي أقل من كتب الدراسات والفلسفة لكنه يعترف أن الإقبال على الرواية خلال صالون الكتاب أكثر من غيرها من العناوين ملاحظا أنه وقبل سنوات قليلة كانت الدراسات وكتب النقد الأكثر إقبالا . ويرى مفتي أن الكثرة التي نشهدها اليوم لا تعني الجودة مشيرا إلى وجود متطفلين ومن يكتب وينشر لتجريب حظه فقط معتقدا أن قلة فقط تأتي للكتابة بدافع هاجس حقيقي واشتغال جاد لكنه يؤكد بأنه ورغم الفوضى الكبيرة سيحدث فرز وغربلة فرغم أن القارئ يتشتت مع عشرات النصوص التي لا قيمة لها إلا أنه يدرك طريقه في غابة النصوص . وبالنسبة لمدير نشر دار الجزائر تقرأ عبد الرزاق بوكبة فإنّ هيمنة الرواية على منشوراتنا بداية وليست أفقا كاشفا أنّهم يسعون لتقديم مجمّع دور نشر قريبا للانفتاح على مجالات النشر الأخرى. وتعتقد نسيمة بلقندوز مديرة نشر دار بوهيما أنّ الرواية أصبحت تستحوذ على سحر خاص فهي خيال الحقيقة كما هي حقيقة الخيال مضيفة أنها صنعت شغف القارئ بها والناشر مطالب أن يقدم ما يخدم ويستجيب للطلب ويرقي الذوق وتنفي بلقندوز استحواذ الرواية على منشورات بوهيما رغم أن رقمها هو الأعلى إلا أن نسبتها لا تتجاوز 30 بالمائة . وبخصوص وصف السرد الجزائري اعتقدت بلقندوز أن المشهد السردي الجزائري فيه من العلة والصحة ما فيه مرجعة الأمر إلى الأذواق التي تختلف وإلى فهم الرواية والكتابة لدى القارئ والكاتب على حد سواء لكنها لا تنفي وجود كتابات عالية المستوى ومختلفة الخيارات لدى الكتاب الحاليين .