مظاهر متميزة بأبعاد روحانية وتضامنية هكذا تحتفل زوايا قسنطينة بالمولد النبوي الشريف تغتنم العائلات القسنطينية مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف للإكثار من الذكر والتشبث بعديد التقاليد المتوارثة أبا عن جد والتي لا يمكن القيام بها في أيام أخرى من السنة ولعل أهم ما يميز احتفالات المولد النبوي الشريف بمدينة قسنطينة تلك الخاصة بالزوايا والتي لا يفوت مريدوها هذه الفرصة لممارسة مظاهر ذات أبعاد روحانية وتضامنية حيث تتم تلاوة القرآن الكريم وتنظم حلقات للذكر والمدائح النبوية وسرد السيرة النبوية الشريفة مع توزيع الطعام على فئة الفقراء. وفي هذا السياق يشير صالح داود وكيل الزاوية الرحمانية بقسنطينة بأن هذه الزاوية تستغل في كل سنة فرصة مولد خير الأنام لتقدم دليلا آخر على مدى تشبثها بالدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة فتفتح أبوابها ليلة المولد أمام جميع العائلات القسنطينية بمختلف شرائحها لتأكل من طبق واحد يجمع بين الفقير والغني على حد سواء. وأضاف بأن الزاوية الرحمانية تشهد كل سنة إقبالا كبيرا للعائلات بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حيث تحرص الأسر على زيارتها حاملة معها ما أعدته من أكلات وأطباق مختلفة تسمح لكل من يزور الزاوية بتناولها كما أنها فرصة للقاء الأحباء والإطلاع على أخبارهم مشيرا إلى أن في هذه المناسبة الدينية الغالية يتقاسم جل الحضور بمختلف شرائحهم وطبقاتهم الاجتماعية الأكل وإذا كان هناك فائض في الطعام يتم توزيعه على المقيمين بجوار الزاوية من الفقراء. كما تخصص هذه الزاوية في مناسبة المولد النبوي الشريف للأذكار وتلاوة القرآن الكريم والمدائح النبوية مع قراءة أدعية لفائدة البلاد والعباد قبل بزوغ الشمس وذكر على وجه الخصوص قصة البرزنجي وقصيدة البردة اللتين يتم تقديمها بطبوع قسنطينية محضة تجذب السامعين وتوصل الرسالة المراد إيصالها وهي حب الرسول وإتباع سيرته. وتتكرر نفس مظاهر الاحتفال التي يعيش خلالها مريدو الزاوية لحظات روحانية في أجواء من التآخي والتآزر بعد مرور أسبوع على ذكرى مولد خير الأنام حسب السيد داود الذي قال: إن الزاوية الرحمانية ما تزال تولي اهتماما كبيرا للجانب الديني الأساسي لهذه الذكرى والذي يقوم أساسا على العبادة والذكر وتمجيد خصال النبي صلى الله عليه وسلم . وأضاف أيضا بأن هذه الزاوية وعبر أنشطتها الدينية تسعى إلى ترسيخ العقيدة الإسلامية إضافة إلى نشر المحبة والخير والتآزر في سبيل الله مضيفا بأن المجتمع الذي أصبح ماديا في حاجة اليوم أكثر إلى الروحانيات من أجل ترسيخها في نفوس الجيل الصاعد . واستنادا لوكيل الزاوية الرحمانية التي تخضع حاليا لأشغال ترميم فإن الأهم من كل هذا أن مناسبة المولد النبوي الشريف عظيمة لأنها تذكر المواطنين بعظمة أفضل مخلوقات الله وبوضعية الفقراء وحاجتهم للمساعدة والتوجه إلى الله بالدعاء لمساعدة الفقير وفك كرب الناس . وما يميز أيضا الزاوية الرحمانية خلال هذه المناسبة هي تلك الإضاءة اللافتة التي تعم أرجاءها من خلال الشموع الموقدة التي تبعث في نفس من يراها الشعور بالفرح والاطمئنان حسب ذات المتحدث. وينتظر أن يحتضن مساء اليوم الأحد قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة احتفالية بادرت إلى تنظيمها بالمناسبة المديرية المحلية للثقافة ستحمل في طياتها أبعادا روحية وتضامنية وثقافية وذلك بمشاركة الزاوية الرحمانية ومطربين محليين سيقدمون وصلات في طابع المديح.