أكد حرص الجزائر على اقتنائها.. ميهوبي يكشف: ** أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أمس الثلاثاء بمعسكر أن الدولة مستمرة في جهودها للحصول على الوثائق التاريخية باعتبارها جزءا من الذاكرة الوطنية الجزائرية لوضعها في متناول الباحثين والمؤرخين وكشف ميهوبي أنه في إطار هذه الجهود يتم السعي لاقتناء وثائق ومخطوطات خاصة بالأمير عبد القادر تعرض هذا الأربعاء للبيع في مزاد ينظم بالعاصمة الفرنسية باريس عبر المشاركة في هذا المزاد. وقال الوزير خلال إشرافه على إفتتاح المؤتمر الدولي الأول الأمير عبد القادر الجزائري بين ضفتين المنظم بجامعة معسكر بمناسبة إحياء الذكرى 186 لمبايعة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة: وزارة الثقافة ستبذل كل المجهودات لاقتناء تلك الوثائق باعتبارها جزءا من الذاكرة الوطنية الجزائرية لوضعها في متناول الباحثين والمؤرخين الجزائريين لاستغلالها في كتابة التاريخ الوطني وإبراز القيم والأفكار التي حملها ودافع عنها الأمير عبد القادر . وأعلن الوزير من جهة أخرى عن الإنطلاق قريبا في مراجعة الشروط الخاصة بإنتاج فيلم عن الأمير عبد القادر بعد الصعوبات التي واجهت الوزارة في محاولتها الأولى لإنتاج فيلم عن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ليتم إنتاجه لاحقا باعتباره مطلبا وحلما للجزائريين . كما أشاد ب القيمة الأدبية والتاريخية للأمير عبد القادر باعتباره شخصية عالمية وإنسانية ذات أبعاد مختلفة كونه رجلا عسكريا وفارسا ومتصوفا وشاعرا ومدافعا عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان وهي الأبعاد التي جعلته يرسخ في الوجدان الشعبي والإنساني . ونوه وزير الثقافة ب الأهمية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لشخصية وكفاح الأمير عبد القادر ورعايته المستمرة للأنشطة المخلدة لهذه الشخصية الفذة ومنها إحياء ذكرى مبايعته . وأشار السيد ميهوبي إلى أن دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لإعتماد الأممالمتحدة لمبدأ العيش معا في سلام الذي بادرت به جمعية جزائرية هو إعتراف من رئيس الجمهورية بالقيم التي ناضل من أجلها الأمير عبد القادر وعلى رأسها الدفاع عن السلم باعتباره مطلبا إنسانيا من الشعوب التي ملّت من الحروب والنزاعات . ويشهد هذا الملتقى الدولي مشاركة ما لا يقل عن 36 أستاذا وباحثا من الوطن ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان وفرنسا والدانمارك وتركيا وتونس وموريتانيا وليبيا حيث سيتطرقون لمختلف جوانب حياة وكفاح وفلسفة الأمير عبد القادر. كما يعرف حضور أيضا بعض المواطنين الأمريكيين من مدينة القادر الأمريكية في إطار التوأمة بين هذه المدينة ومعسكر. وسيناقش المؤتمر المنظم من طرف جامعة مصطفى سطمبولي لمعسكر خمسة محاور تتعلق بالدراسات التاريخية والصوفية والفلسفية والأدبية والعسكرية المتعلقة بشخصية الأمير عبد القادر. تسليم جائزة الأمير عبد القادر للسلام للأسقف تيسي سلم وزير الثقافة جائزة الأمير عبد القادر للسلام التي تمنحها جمعية على خطى الأمير لأسقف الجزائر السابق هنري تسيي. وقال الوزير أثناء تسليمه الجائزة لشارل رايموند مدير مركز الأمل بمدينة معسكر نيابة عن الأسقف هنري تيسي أن اختيار هذه الشخصية لتسلم جائزة الأمير عبد القادر للسلام من قبل جمعية على خطى الأمير بمناسبة إحياء الذكرى 186 لمبايعة الأمير عبد القادر يأتي إقرارا بالدور الإنساني الكبير لهذا الرجل وسعيه طيلة عمله بالجزائر من أجل التفاهم بين الشعوب وزرع المحبة بينهم . ونوه السيد ميهوبي خلال هذه المراسم التي أقيمت بموقع الدردارة ببلدية غريس الذي تمت به مبايعة الأمير عبد القادر من قبل القبائل يوم 27 نوفمبر 1832 بخصال الأمير عبد القادر الذي كان رجل تسامح بامتياز ورجل دولة أسس الدولة الجزائرية الحديثة ورجل عسكري خاض وانتصر في معارك لا تزال تدرس تكتيكاتها في الكليات الحربية . من جهته أبرز شارل رايموند أن هنري تيسي الفائز بالجائزة المتمثلة في برنوس تقليدي ومجسم للاحتفالات بذكرى مبايعة الأمير عبد القادر عاش لمدة 60 سنة في الجزائر وعمل خلالها بجد من أجل الجزائريين وساندهم في مطالبهم بالاستقلال وأعجب بالأمير عبد القادر وألف عنه كتابا تناول فيه مميزات الأمير كرجل للتسامح والسلام . كما دعا رئيس بلدية ألكادير بالولاياتالمتحدةالأمريكية جوش بوب الذي شارك رفقة وفد أمريكي في إحياء ذكرى مبايعة الأمير عبد القادر إلى تقوية العلاقات الجزائرية-الأمريكية وتعزيزها في كل المجالات مشيدا ب العمل الكبير الذي يتم على مستوى بلديته والولاياتالمتحدة في هذا المجال . بوشامة: الأمير عبد القادر سيبقى رمزا رغم محاولات الطمس كان الأمير عبد القادر وسيبقى رمزا من رموز النضال والمقاومة ضد الاحتلال على مرّ الزمان على الرغم من محاولات الطمس والنسيان التي يتعرض لها تاريخه حسب ما أبرز بمعسكر الوزير السابق وسفير الجزائربسوريا سابقا كمال بوشامة. وذكر السيد بوشامة خلال افتتاح المؤتمر الدولي حول الأمير عبد القادر بين ضفتين المنظم من طرف جامعة مصطفى سطمبولي لمعسكر أن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة لم يوف حقه من البحث والدراسات حول تاريخه الطويل في المقاومة والأدب والصوفية وعمله الإنساني الخيري . وأكد أن رجل المقاومة لا يزال فيه الكثير من الجوانب الخفية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة يمكن أن تكون مادة للعديد من المؤلفات التي ستكون دون محالة ذات فائدة كبيرة لكتابة التاريخ الجزائري كما أن دراسة جوانبه الإنسانية خاصة منها رجل المجتمع والصوفي يمكن أن تلهم الكثير. وأبرز كمال بوشامة أن الأمير عبد القادر حظي باستقبال كبير عند استقراره بدمشق مثلما استقبل صلاح الدين الأيوبي بعد عودته من الحروب التي قادها ضد الصليبيين مشيرا إلى أن سمعة الأمير المقاوم والأديب والصوفي سبقته إلى دمشق فالتف حوله السوريون وساهم في خلق نهضة ثقافية واجتماعية واسعة النطاق. وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية تأسف السيد بوشامة كون الدراسات والكتب التي ألفت حول الأمير عبد القادر كانت أكثرها من خارج الوطن. وحسب نفس المتحدث فإن بعضا من تاريخ الأمير عبد القادر القيم وتراثه اندثر بفعل القدم وعدم التطرق له بشكل جيد إلا أن الكثير منه لا زال باقيا وسجله التاريخ بأحرف أزلية هي باقية على مر الدهور على الرغم من محاولات الطمس والنسيان التي عانى منها والفضل في ذلك يعود إلى بعض المؤرخين والعرب والأجانب الذين اقبلوا على سيرة الأمير وأولاده وحتى أحفاده . وثمن في هذا الصدد السيد بوشامة محاولات تخليد تاريخ الأمير عبد القادر عبر مشروع لجامعة معسكر لإنشاء مكتبة للأمير جامعة لكل إرثه الثقافي والمقاومي والإنساني. مؤرخ أمريكي: الأمير عبد القادر كان سباقا في الحوار ما بين الأديان يعتبر الأمير عبد القادر سباقا في الحوار ما بين الأديان بتدخله لإنقاذ آلاف المسيحيين من الموت في سوريا حسب ما ذكره أمس الثلاثاء بمعسكر جون كيزر المؤرخ والمدرس بجامعة فيلادفيا (الولاياتالمتحدةالامريكية). وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش المؤتمر الدولي حول الأمير عبد القادر بين الضفتين المنظم من قبل جامعة معسكر أبرز هذا المؤرخ الأمريكي أن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة كان سباقا في الحوار ما بين الأديان وإنسانيا حقيقيا ومدافعا عن حقوق الانسان بتدخله لإنقاذ حياة أكثر من 15.000 مسيحي كانوا يعيشون بسوريا . لقد دخل الأمير عبد القادر التاريخ العالمي عندما دافع مع رفقائه عن المسيحيين السوريين الذين كانوا مهددين من طرف الدروز حسبما ذكره جون كيزر مبرزا أنه بفضل الامير عبد القادر تم اجتناب حمام من الدم حقيقي. لقد كان من بين الشخصيات الأولى التي أثارت مسألة حقوق الإنسان وكان دوما يناشد السلام والحوار بين المسلمين والمسيحيين مثلما جاءت به تعاليم الإسلام والقرآن الكريم حسبما أوضحه ذات المتحدث. وبالنسبة لهذا المؤرخ الأمريكي فإن الأمير عبد القادر يعتبر شخصية متعددة الأبعاد ومتميزة بالعمق وكان رجلا ذا شجاعة وأخلاق وعلم. وسمحت له تربيته الصارمة المستمدة من الدين الاسلامي بأن يصبح أميرا مقاوما وانسانيا وهذا ما كان عليه دوما . أستاذ بجامعة طرابلس: الأمير رمز عربي وإسلامي وعالمي اعتبر الأستاذ بجامعة طرابلس (ليبيا) عبد الواحد عبد السلام شعيب أمس الثلاثاء بمعسكر أن الأمير عبد القادر يعد رمزا عربيا واسلاميا بامتياز يمتد تأثير مواقفه ومبادئه إلى أرجاء العالم أجمع . وذكر الأستاذ عبد الواحد عبد السلام شعيب في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش أشغال مؤتمر دولي حول الأمير عبد القادر الجزائري بين ضفتين أن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة يعد رمزا عربيا وإسلاميا وعالميا بامتياز ولم يكن تأثيره على الساحة الجزائرية فحسب بل تأثرت المنطقة العربية والإسلامية والعالم بمواقفه الثابتة في الدفاع عن المظلومين ومبادئه القائمة على نبذ الاحتلال بشتى أنواعه واحترام مبدأ حق الشعوب في العيش بسلام . وأبرز المتحدث أن الأمير كان رجلا من طراز نادر جمع بين السيف والقلم وجاهد لما يفوق 20 سنة متأسيا بالثقافة العربية والإسلامية ومتكأ على نهج الخلفاء الراشدين وعاملا بكل ما أوتي من قوة وعدة وعتاد على توحيد الصف الجزائري . وكان الأمير -حسب المصدر- رجلا دبلوماسيا بامتياز حيث كانت له علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول و استغلها للترويج لنبذ الاحتلال الفرنسي وتبيان فظائعه التي قام بها ضد الشعب الجزائري .