الهزيمة التي تلقاها الخضر في الوقت بدل الضائع أمام المنتخب الأمريكي ألقت بظلالها على الكلّ، فبعد الغضب والحزن الذي ملأ قلوب الكثيرين لحقت الانعكاسات السلبية للهزيمة حتى بالتجار الذين اختصوا في بيع الألبسة والمقتنيات الرياضية والتي عرفت رواجا لا مثيل له خلال منافسات الخضر في المونديال، إلا أنه وبعد المباراة الأخيرة التي أخرجت الخضر من المنافسة ندب الكثير من التجار حظهم وبينوا تخوفهم من كساد تلك السلع والتي كان فيها المونديال بادرة خير عليهم بعد أن عادت عليهم تلك التجارة بالخير الوفير، بحيث صممت الأسر الجزائرية على إلباس أبنائها إناثا وذكورا بالألوان الوطنية، إلا أن تعثر الخضر مع المنتخب الأمريكي على الرغم من الأداء الرائع والمتميز، صدم الكثير من التجار الذين تخوفوا من كساد سلعهم. انتشرت تلك الطاولات خاصة على مستوى الأسواق الشعبية واصطفت طاولات تعرض مختلف الألبسة الرياضية من بذلات وحتى فساتين مُخصَّصة للإناث وعرفت إقبالاً من طرف المواطنين وتهافتاً عليها قبل المباريات التي خاضها الخضر وحتى خلالها مما عاد بالخير الوفير على من اختاروا تلك التجارة وكان أغلبهم من الشبان بعد أن عزموا على الخروج ولو قليلا من قوقعة البطالة، دليل ذلك الطاولات التي انتشرت عبر مختلف الأزقة والشوارع، ناهيك عن المحلات التي استبدلت هي الأخرى نشاطها نحو ترويج المقتنيات الرياضية التي غالبا ما يستعملها الأنصار من بذلات وبالونات ومعاصم قماشية حاملة للألوان الوطنية وغيرها من اللوازم المستحدثة والتي أفرزها مونديال جنوب إفريقيا 2010. وقد عرفت تلك المقتنيات أسعاراً متفاوتة، فمن التجار من انتهزوا الفرصة لرفع أسعارها وكلهم تخوف من ركود تجارتهم في حالة عدم صعود الخضر إلى الدور الثاني، إلا أن هناك من تفاءلوا خيرا وعرضوها بأسعار معقولة لتمكين الكل من اقتنائها وإدخال الفرحة على قلوب الأطفال، لكن بعد الصدمة التي تلقاها الكل بعد تفوق المنتخب الأمريكي بالنتيجة، وتعادله في الأداء القوي والمتميز مع المنتخب الوطني، احتار كل التجار في أمر تجارتهم وتخوفوا كثيرا من كسادها إلا أنهم استمروا في عرضها حتى بعد اللقاء الأخير للخضر، فلا بديل لهم عن ذلك فإمَّا الاستمرار أو الخسارة. ولرصد مدى الإقبال على تلك السلع بعد مغادرة الخضر للمونديال، انتقلنا عبر بعض الأسواق الشعبية في اليوم الموالي للمباراة، فقابلنا جموع التجار وهم يعرضون سلعَهم بطريقةٍ جد عادية لاسيما وأن الخضر خرجوا من حلبة الصراع بكل قوة، فبسوق ساحة الشهداء بالعاصمة استمر بعض الشبان في عرض سلعهم على المواطنين عبر الطاولات. والجدير بالذكر أنها عرفت إقبالاً من طرف الزبائن كون أن الكل بينوا رضاهم على أداء المنتخب الوطني الذي لم يسعفه الحظ في الصعود إلى الدور الثاني على الرغم من الأداء الرائع والمتميز أمام المنتخب الأمريكي الذي يمتلك عدة تجارب في المونديال مقارنة مع منتخبنا الفتي. يقول شاب مختص في ترويج المقتنيات الرياضية إنه سيواصل بيع سلعته مادام أن طلبها مستمر من طرف الزبائن الذين لم تنفرهم النتيجة من منتخبهم، ولم ينسوا بطولاته المحققة، فالصعود إلى المونديال هو بمثابة خطوة مشجعة ستدفعه حتما إلى الأمام في الفرص الأخرى، فالتعثر لا يعني الفشل أبدا وقال أن هناك زبائن لازالوا لحد الآن يطلبون بعض البذلات لأطفالهم، والنتيجة لم تغير شيئا من حبهم لمنتخبهم والتفافهم حوله. تاجر آخر وجدناه حائرا ومتخوفا من أمر سلعته وقال إنه سيجبر على خفض أثمانها بدل الخسارة كونه يرى أن الإقبال سوف يتراجع حتما ولا يكون مثلما كان عليه الحال قبل مغادرة المنتخب الوطني لجنوب إفريقيا.