الصيام المنتظم قد يكون جيدا لقلبك.. هذه هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة جديدة قام بها أطباء في ولاية يوتاه الأمريكية، درسوا العلاقة بين الصيام الدوري وبين الأمراض القلبية الوعائية. وأجرى الباحثون مقابلة مع 200 مريض كانوا يخضعون لفحص تشخيصي يعرف باسم «تصوير الأوعية الدموية» وهو فحص بالأشعة السينية للأوعية الدموية وأذينات القلب يمكن أن يحدد ما إذا كان الشخص يعاني من مرض القلب التاجي. وسُئل المرضى عما إذا كانوا يشاركون في صيام منتظم، وقارن الباحثون بين الإجابات التي حصلوا عليها من المرضى وحول ما إذا كانوا قد تلقوا في النهاية تشخيصاً لأمراض القلب. ولأن نحو 90 في المائة من المرضى كانوا من المسيحيين من طائفة المورمون، وهي طائفة تشجع أعضاءها على الصيام بمعدل يوم واحد شهريا، توقع الأطباء العثور على معدل عال من الصيام المنتظم بين المشاركين في الدراسة. صيام صحي وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين صاموا بشكل منتظم قل لديهم خطر التعرض للأمراض التاجية بنسبة 85 في المائة مقارنة بالأشخاص الذين ذكروا أنهم لم يصوموا، حسب ما ذكر تقرير قدم في مؤتمر الكلية الأميركية لطب القلب الذي أقيم في مدينة نيو أورليانز مؤخرا. ولكن الباحثين يقولون إن النتائج تبدو مهمة لأنهم يؤكدون نتائج دراسة مبكرة أكبر كانت قد نشرت في الدورية الأميركية لطب القلب عام 2008، التي توصلت إلى وجود ارتباط مشابه بين الصيام ومرض القلب بين 448 مريضا. وقال الدكتور بنيامين هورن، مدير طب القلب والأوعية الدموية وعلم الأوبئة الوراثية بشركة "إنترماونتين" للرعاية الصحية، وهي شركة للخدمات الصحية والعناية الفائقة في مدينة سولت ليك، إن "الدراسة الأولى التي أجريناها لم تكن نتيجة مصادفة. وقد تمكنا من تكرار النتائج، وأظهرنا أن الأشخاص الذين يصومون بشكل روتيني يقل معدل إصابتهم بالأمراض التاجية". ويكمن الجانب السلبي للدراسة في أنها لم تطلب الحصول على تفاصيل محددة عن نوع ومدة الصيام بين المرضى. ولكن المقابلات الأولية تشير إلى أن الشكل الأكثر شيوعا للصيام بين المشاركين في الدراسة كان عبارة عن شعيرة شهيرة للامتناع عن تناول كل الأطعمة وشرب المياه فقط لمدة 24 ساعة. وتشير دراسة ثانية أصغر أجراها فريق البحث نفسه إلى أن آثار الصيام لا تتمثل في امتلاك نمط حياة صحي إجمالي فحسب، ولكنها تكمن في أن الامتناع عن تناول الطعام بشكل منتظم يؤدي إلى حدوث تغيرات أيضية (في التمثيل الغذائي) جيدة للقلب. وفي هذا البحث، الذي قدم أيضا في مؤتمر نيو أورليانز، طلب من 30 مريضا الصيام لمدة 24 ساعة مع تناول المياه فقط. واستخدم العلماء فحوصا دموية قبل وبعد فترة الصيام من أجل دراسة عدد من العلامات الأيضية المختلفة. محاذير جفاف الجسم ومن بين التغيرات الأخرى، توصل العلماء إلى أن مستويات هرمون النمو البشري، الذي يعرف أيضا باسم هرمون "إتش جي إتش"، قد ارتفعت بعد الصيام، وزاد بمعدل 20 ضعفا لدى الرجال ومعدل 13 ضعفا لدى النساء. وينتشر الهرمون عبر الجسم في أوقات الجوع من أجل حماية كتلة العضلات الهزيلة وإثارة الجسم من أجل البدء في حرق مخزونات الدهون. وقال هورن إن "هناك الكثير من الأمور الإضافية التي يجب أن يتم إنجازُها من أجل شغل الأبحاث المتعلقة بالآليات الحيوية. ولكن ما يشير إليه هذا البحث هو أن الصيام ليس علامة على سلوكيات نمط الحياة الصحية الأخرى. ويبدو أن الصيام يتسبب في حدوث بعض حالات الإجهاد الكبيرة، وأن الجسم يستجيب لهذه الحالات عبر بعض الآليات الوقائية التي من المحتمل أن تمتلك تأثيرا مفيدا طويل الأجل على خطر التعرض لأمراض مزمنة". وأشار الدكتور هورن إلى أن المرضى يجب أن لا يواصلوا الصيام دون مناقشة هذا الأمر أولاً مع طبيبهم. ويجب أن يشتمل أي صيام على المياه لأن الجفاف يمكن أن يرفع خطر التعرض لسكتة دماغية. وقال هورن إن المجموعة كانت تخطط لإجراء أبحاث إضافية في ما يتعلق بالآثار الصحية المحتملة للصيام المنتظم. ولا شك أن صيام ثلاثة أيام منتصف كل شهر هجري، أي "الأيام البيض" كما حث على ذلك ديننا الحنيف، يجعل هذه الفوائد الصحية تتضاعف، وهكذا تأتي الدراسات والبحوث الغربية المستمرة لتؤكد كل يوم الإعجاز العظيم لديننا الحنيف الذي جاء منذ أكثر من 14 قرناً. * عن موقع "الشرق الأوسط". * توصل العلماء إلى أن مستويات هرمون النمو البشري، الذي يعرف أيضا باسم هرمون "إتش جي إتش"، قد ارتفعت بعد الصيام، وزاد بمعدل 20 ضعفا لدى الرجال ومعدل 13 ضعفا لدى النساء. وينتشر الهرمون عبر الجسم في أوقات الجوع من أجل حماية كتلة العضلات الهزيلة وإثارة الجسم من أجل البدء في حرق مخزونات الدهون.