❊ الدوائر الرسمية بباريس تخرق المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أكد المحلّل السياسي في العلاقات الدولية أبو الفضل محمد بهلولي، أن فرنسا تمارس اليوم ما يسمى بالتضليل الإعلامي الأيديولوجي القائم على الهوية وإثارة التمييز ونشر الكراهية ضد المهاجرين الجزائريينبفرنسا، وذلك على خلفية مطالبة وزير الداخلية الفرنسي بمراجعة اتفاقية التنقل المبرمة عام 1968، بين البلدين ما يخلق مستقبلا توترات عرقية ودينية. قال بهلولي، في تعليقه على وثيقة سرية مسرّبة تم نشرها عبر وسائل الإعلام الفرنسية، دعا فيها وزير الداخلية الفرنسية "إلى تكثيف التصعيد ضد الجزائر خاصة فيما تعلق بإلغاء اتفاقية 1968"، أن المجال بات مفتوحا حتى أمام روّاد الفضاء الاجتماعي ومواقع التواصل الاجتماعي لممارسة العنف ضد المهاجرين في فرنسا، على رأسهم ذوو الأوصول الجزائرية وهو ما سيتحول حسبه لا محالة إلى عنف في الواقع، بالنظر إلى السياسة التي ينتهجها اليمين المتطرّف ضد المهاجرين في فرنسا. وأوضح في اتصال ل"المساء" أن الدوائر الرسمية في فرنسا أضحت تخالف المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية رغم أنها تدّعي احترام القانون والمواثيق الدولية ما يعزّز خطاب الكراهية والعنصرية. وأضاف المحلل السياسي، "إننا أمام تضليل إعلامي ضد المهاجرين الجزائريين برعاية اليمين المتطرّف"، مبرزا أن هذا الفعل ينبثق من مؤسسات الدولة مباشرة، بدعم من الوكلاء الذين ينطلقون في تحليلاتهم بقناعات سياسية واستراتيجية محددة، في محاولة للضغط على الجزائر ما يؤكد خطورة هذا الفعل. وأوضح بهلولي، أنه "إذا كان في نيّة صانع القرار الفرنسي التعديل أو تغيير هذه الاتفاقية، فهناك إطار محدد بهذا الخصوص وفق ما يعرف باتفاقية المعاهدات والتي يمكن الاستناد إليها في إطار المفاوضات، غير أنه يفضّل العمل على المؤامرة وتعبئة الرأي العام الفرنسي لتفعيل خطاب الكراهية". وفي تعليقه على التضييق الممارس على المهاجرين بمختلف جنسياتهم، خاصة الذين تعود أصولهم إلى دول شمال إفريقيا والمسلمين، أشار إلى أن اليمين المتطرّف الفرنسي تشبّع بأفكار خبيثة، كانت في البداية سرية ومتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والغرف المظلمة، لتظهر إلى العلن مع وصول اليمين المتطرّف إلى السلطة وتحكمه في زمام الأمور، مضيفا أن ذلك نابع من الفكر العنصري والنازي ومن نظرية الاستبدال الأعظم للفيلسوف الفرنسي "رونو كامو" والتي تروّج لأفكار معادية للمهاجرين، والتي مفادها محاولة ضرب التركيبة السكانية لفرنسا وأوروبا واستبدال أصحاب البشرة البيضاء بسكان شمال إفريقيا، ما يعزّز بشكل واضح خطاب الكراهية والعنصرية . وعليه يرى بهلولي، أن اليمين المتطرّف لا يتردد في القيام بحملات إعلامية خبيثة، فضلا عن كون الدولة هي التي تمارس هذا التضليل الإعلامي مما يعد مخالفا لكل المواثيق الدولية وعلاقات الصداقة ما بين الدول.