اندلعت مظاهرات شعبية جديدة أمس السبت في مختلف المدن السورية تنديدا بالقمع الدموي للتظاهرات، وأطلقوا عليها "ثورة سبت الشهيد حمزة الخطيب"، الطفل البالغ من العمر 13 عاما، والذي توفي الأربعاء الماضي بعد تعذيبه الوحشي والتمثيل بجثته على يد القوات السورية، فيما سقط ثمانية قتلى في تظاهرات جمعة "حماة الديار" بعد اطلاق قوات الامن النار عليهم. وعرضت قناة "الجزيرة "الفضائية صورا لجثة الطفل الشهيد حمزة الخطيب يظهر جثة الطفل حمزة من بلدة الجيزة في درعا، الذي تعرض لتشويه مروع في أقبية أجهزة المخابرات السورية عقب اعتقاله سابقا خلال مشاركته في إحدى المظاهرات. ويتضح من الشريط، ومن رواية أسرته، أن النار أطلقت عليه بعد اعتقاله نهاية أفريل الماضي وتعريضه لتعذيب وحشي حيث قطع عضوُه التناسلي. وفي سياق متصل نقلت قناة "الجزيرة" عن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثمانية أشخاص في تظاهرات جمعة "حماة الديار" في عدة مدن سورية. وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق متظاهرين في مدينة دير الزور، كما فرقت بالقوة مئات المتظاهرين في حي ركن الدين شمال دمشق. وأضاف الحقوقيون أن قوات الامن فرقت كذلك مئات المتظاهرين في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب. ومن جانبها، ذكرت وكالة "سانا" السورية نقلا عن مصدر مسئول في وزارة الداخلية السورية أن اثنين من عناصر الشرطة قتلا أمس وجرح نحو 30 آخرين على أيدي ما وصفته الوكالة بمجموعات مسلحة استغلت تجمعات للمواطنين في عدد من المحافظات. وتهز سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة مستمرة منذ منتصف مارس وقد أسفرت عن مقتل نحو 1062 شخصا واعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص بحسب منظمات حقوقية، ما دفع بأوروبا وكندا والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد. وتتجاهل دمشق تزايد الادانة والعقوبات الغربية وتصر على سحق الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية بإرسال الجيش والدبابات لإخماد الاضطرابات التي تلقي بالمسؤولية عنها على "جماعات مسلحة تدعمها قوى أجنبية" كما تزعم لتبرير قمعها الوحشي للمتظاهرين المسالمين. واعلن التليفزيون السوري ان جماعات مسلحة قتلت تسعة من الشرطة والمدنيين الجمعة. وتقول السلطات ان 120 على الاقل من الجيش والشرطة قتلوا منذ أن اندلعت الاحتجاجات في مارس الماضي، بينما يؤكد معارضون أن أغلبهم قتل من طرف النظام بسبب رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين.