بقلم: رشيد حسن يورد المؤرخ الاسرائيلي المعروف ايلان بابيه في كتابه التطهير العرقي في فلسطين الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية 2007. يورد عددا من الاساليب والصورة المريعة التي نفذتها العصابات الصهيونية لطرد الشعب الفلسطيني من وطنه مؤكدا في كل ذلك ان السبب وراء هذه لاسالب القذرة هو كونها الاشد ترويعا للسكان لدفعهم الى الهجرة هروبا من الموت الصهيوني الذي يلاحقهم. اول هذه الاساليب وأكثرها فزعا هو المجازر والمذابح الجماعية والتي ابتدأت بمذبحة دير ياسين ولم تنته.. وقد تجاوزت الخمسين مجزرة ومذبحة.. ويقف المؤرخ مطولا امام هذه الكارثة التي لم تشهد مثلها فلسطين من قبل. وتذكر العالم بمذابح النازية.. ويقول ان هذه المذبحة الفظيعة..مذبحة دير ياسين.. نفذتها عصابات الارغون وشتيرن وقد طلبت الهاغاناة من المنظمتين المذكورتين تنفيذ المذبحة لتنفي عن نفسها التهمة والدافع الرئيس لهذه الجريمة هو تفريغ منطقة القدس الكبرى من السكان العرب وهذا ما تحقق بالفعل. ويكشف بابيه حجم الجريمة وبشاعتها التي ارتكبها وحوش الارغون وشتيرن فيقول: عندما اقتحم الجنود اليهود القرية رشقوا البيوت بنيران المدافع الرشاشة متسببين بقتل كثير من سكانها ومن ثم جمعوا بقية القرويين في مكان واحد وقتلوهم بدم بارد..وانتهكوا حرمة اجسادهم في حين اغتصب عدد من النساء ومن ثم قتلهن ص101 ويورد شهادة أحد الناجين من المجزرة ويدعى فهيم زيدان الذي كان عمره انذاك 12 عاما كيف رأى بام عينه عائلته تقتل: أخرجونا واحدا تلو الاخر.. فقتلوا رجلا عجوزا بالرصاص وعندما بكت احدى بناته قتلوها أيضا ثم استدعوا شقيقي محمد وقتلوه امامنا وعندما صرخت امي باكية وهي منحنية الظهر تحتضن اختي الرضيعة خضره قتلوها 102ص شهادة بابيه هذه مهمة جدا لانها تدحض اكاذيب البروباغندا الصهيونية وتخرس ألسنة من يدعون انه غير سامي فهو يهودي من لحمهم ودمهم وهاجر الى فلسطين وعاش في الكيان الصهيوني. قبل ان يترك هذا الكيان العنصري. مجزرة ديرياسين نشرت الرعب في كل فلسطين ودفعت بمئات الالاف الى الهجرة من مدنهم وقراهم بدءا من طبريا وبيسان والجليل والمثلث...وليس انتهاء بقرى القدس الكبرى.. اسلوب آخر وطريقة اجرامية اخرى ابتدعتها العصابات الصهيونية في ترويع الناس وطبقته بشكل فاشي في قرية سعسع في شمال فلسطين اذ قاموا بتلغيم كافة منازل القرية وزرعها بالمتفجرات ومن ثم تفجيرها في ساعة ليل ما ادى الى مقتل غالبية سكان القرية واختلفت التقديرات حول عدد الضحايا الا ان النتيجة او لنقل الفاجعة هي مقتل الجميع والابقاء عليهم مدفونين تحت الركام.. وفي حيفا قامت العصابات الصهيونية بدفع براميل معبأة بالمتفجرات من اعلى جبل الكرمل الى وسط المدينة والى منطقة الميناء والاسواق التجارية ما ادى الى مقتل المئات ودفع الالاف الى الفرار وركوب القوارب فرارا من الموت فانقلب بعضها وغرق الجميع وهذا الاسلوب الفاشي المريع طبقته العصابات الصهيونية في صفد وطبريا ايضا ما ادى الى ترويع المواطنين وفرارهم من مدنهم الى المجهول.. اما ما لجأت اليها عصابات الاحتلال في عكا فكان هو الاخطر اذ قامت بتسميم مياه القناة التي توصل المياه الى المدينة بجراثيم التيفوئيد ما ادى الى وفاة العشرات وانتشار الوباء في المدينة كلها وانتقاله الى جنود الحامية البريطانية.. وحاولت هذه العصابات تسميم المياه في غزة الى ان محاولتها فشلت والقي القبض على المشتبهين وقامت السلطات المصرية باعدامهم.. وهما دافيد حورن ودافيد مزراحي.. ص112 باختصار.. حرب التطهير العرقي التي شنها العدو الصهيوني على شعبنا الفلسطيني لاحتلال فلسطين لم تنته ولا تزال ماثلة في هدم المنازل..اذ تم حتى الان هدم 11 الف منزل في القدس الخالدة وضواحيها واستعمال الاسلحة المحرمة الفوسفور الابيض في العدوان على غزة.. والحصار الجائر الظالم لمليوني فلسطيني لمدة 12 والحكم عليهم بالموت البطىء وحرق المنازل على ساكنيها. ما يحتم على شعبنا وامتنا الصمود والمقاومة بكل انواعها كسبيل وحيد لحماية نفسه وحماية امته.. فلا مساكنة ولا سلام مع الصهاينة الفاشيين. انه صراع وجود..فاما ان نكون او لا نكون