ملايين الجزائريين يتشبثون بمطالبهم سلمياً الحراك يصل الجمعة 13 وسط إعجاب عالمي قيادة الجيش: هناك انسجام قوي بين الشعب وجيشه * الشعب الجزائري يجسّد قيم العيش معا في سلام س. إبراهيم يصل الحراك الشعبي السلمي في الجزائر غدا إلى الجمعة 13 في ظل تشبث ملايين الجزائريين بمطالبهم المشروعة التي يُعبّرون عنها بطريقة حضارية أثارت وما تزال إعجاب العالم بأسره الذي يتناقل صورا جميلة عن الجزائر وهي صور ساهمت أجهزة الأمن المختلفة في صناعتها من خلال احترافيتها وحرصها على حماية حق التظاهر السلمي. وقبل الجمعة 13 يُحتفل اليوم الخميس 16 ماي باليوم العالمي للعيش معا في سلام الذي يرمز إلى مجموعة من القيم التي يجسدها الشعب الجزائري منذ 22 فيفري الماضي مطالبين بشكل سلمي وبروح تضامنية لا مثيل لها بنظام سياسي جديد يقوم على دولة القانون. وقد أثار التجند الشعبي والمظاهرات الجماعية المنظمة منذ هذا التاريخ للمطالبة بتغيير جذري للنظام السياسي اعجاب العالم باسره من خلال روح التحضر وسيرها السلمي بجميع ربوع الوطن. وتحلى الشعب الجزائري بدرجة عالية من الوعي السياسي والتمسك العميق بالعمل السياسي السلمي خلال هذه المظاهرات التي خلت من المواجهات وجرت في اطار تميز بالتضامن والمساعدة. كما تميزت هذه المظاهرات بخروج عائلات جزائرية بأكملها وبمشاركة جميع شرائح المجتمع والفئات المهنية. كما شاركت الجالية الجزائرية في الخارج في هذا الحراك (الحركة الشعبية) مبدية بذلك تمسكها الشديد بالوطن الأم. ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون جيش شعب خاوة خاوة و سلمية سلمية وهي شعارات دوت جميع التراب الوطني كرست بذلك الارادة في اصلاح عميق للبلد مع السهر على حماية استقراره ووحدته. وقد جابت صور لشباب وهم ينظفون الشوارع عقب هذه المظاهرات وصور لآلاف الأشخاص وهم يفسحون الطريق وبانتظام أمام مرور سيارة اسعاف أرجاء العالم. وبدا الشعب الجزائري في كل مرة في صورته الحقيقية: فخور ومتمسك بالسلام. وحرصت من جهتها قيادة الجيش الوطني الشعبي على الإشارة إلى الانسجام القوي بين الشعب وجيشه معربة في هذا السياق عن رفضها القاطع لإراقة قطرة واحدة من دم الشعب منذ بداية المسيرات الشعبية وعزمها على سد الطريق امام كل من يحاول هز استقرار البلد والمساس بوحدة الشعب . وأكدت ايضا وقوفها إلى جانب الشعب قصد بلوغ أهدافه الرامية إلى إحداث التغيير المرجو . وتم ترسيم اليوم العالمي للعيش معا في سلام من طرف منظمة الاممالمتحدة سنة 2017. وتعتبر اللائحة المتعلقة بهذا اليوم ثمرة مبادرة من الجزائر حيث تمت المصادقة عليها بالإجماع من طرف 193 بلدا عضوا في منظمة الاممالمتحدة. ويتمثل الهدف من اللائحة (130/72) للجمعية العامة لمنظمة الاممالمتحدة في تشجيع التعبئة المتواصلة للجهود المبذولة من طرف المجتمع الدولي لصالح السلم والتسامح والتكامل والتفاهم والتضامن . ودعا الشيخ خالد بن تونس مؤسس الجمعية الدولية الصوفية العلوية الذي يعتبر صاحب مشروع ترسيم يوم دولي للعيش معا في سلام بمناسبة احياء الطبعة الثانية لهذا اليوم إلى انشاء دور للسلام على مستوى روضات الاطفال والمدارس الابتدائية قصد تلقين الاطفال ثقافة السلم بفضل بيداغوجية بديلة مؤكدا ان مثل هذه الدور موجودة في الجزائر والمغرب وهولندا. وفي حديث للجريدة الفرنسية نيس-ماتان اوضح الشيخ بن يونس ان جمعيته تعمل مع جامعات في كندا والمانيا ومنظمات غير حكومية ومنظمة اليونسكو لنشر ثقافة السلم في جميع مدارس العالم.