ق.حنان من بين الأمراض الخطرة، التي تحدث عنها الأطباء والأخصائيون، خلال اليوم العالمي ضد التدخين، مرض "برغر" الذي يصيب فئة المدخنين دون غيرهم، مقدمين شروحا واسعة وصورا مرعبة عن هذا الداء وانتشاره في أطراف الشخص المصاب، ومرض "برغر"، هو مرض يصيب الشرايين والأوردة في الذراعين والساقين، حيث تلتهب الأوعية الدموية في سياقه وتتورم وقد تُسدُّ بالجلطات الدموية (الخثرات)، و يؤدي هذا إلى أذية وتدمير الأنسجة الجلدية وقد يؤدي إلى الخمج والغنغرينا، يتظاهر داء برغر بدايةً في اليدين والقدمين وقد يؤثر في النهاية على مساحات واسعة من الأطراف. وقد ثبت عمليا أن جميع المصابين هم من مستهلكي التبغ بأي شكل من أشكاله، سواء عن طريق تدخين السجائر أو مضغ التبغ، وأعراض المرض هي تقريباً نفس أعراض تصلب الشرايين، فالمريض يشكو من آلام في القدم والساق عند المشي، وفي الحالات المتقدمة يكون الألم مستمراً حتى فترة الراحة، فإن وجدت هذه الأعراض في مريض ذكر في سن مبكرة ( 20_ 40) سنة ومدمناً للتدخين في غياب أعراض تصلب الشرايين مع إرتفاع سرعة ترسيب الدم يتجه التفكير نحو الإصابة بمرض برغر، والخصائص المميزة لهذا المرض تتمثل في عدم وجود تغييرات في الشرايين الكبيرة علي شرايين الساق التي تكون مسدودة تماما، ويحل محلها قنوات تعويضية في شرايين العضلات الصغيرة، وتأخذ هذه القنوات شكلاً مميزاً يشبه السلك الحلزوني الذي يستخدم لاستخراج الزجاجات الفلينية، وتزيد مضاعفات المرض عادة مع الوقت إلي أن تؤدي إلي تقرحات في القدم أو "غرغرينا" في الأصابع. ويؤكد الأخصائيون انه ليس هناك علاج جراحي ناجح لهذا المرض، لأنه يصيب الأوعية الصغيرة، ولا يترك أجزاء من الشرايين المصابة تصلح لعمل توصيلات جراحية تحل محل الشريان المسدود، وأهم طريقة لوقف مضاعفات هذا المرض هي الإقلاع عن التدخين، وبدون ذلك ينتهي الأمر بالبتر تحت الركبة، وقد يمتد هذا المرض إلى الساق الأخرى أو القدمين مما قد يحتمل بتر أكثر من طرف واحد. وعدا انه من الضروري، أن يتوقف الشخص عن التدخين، كخطوة وقائية وعلاجية في المقام الأول، فانه يجب أيضا تجنب التواجد في المناطق ذات درجات الحرارة المنخفضة، وارتداء الجوارب لتدفئة الساقين والقدمين، والحرص على تحريك القدمين بصفة شبة دائمة حتى أثناء الراحة والجلوس لتنشيط الدورة الدموية على قدر المستطاع. إلى جانب استخدام الأدوية الموسعة للشرايين الطرفية ليساعد على وصول أكبر كمية ممكنة من الدم إلى الأنسجة المصابة ويؤخر حدوث المضاعفات، ولكن لابد أن يكون تناولها تحت الإشراف الطبى. ولكن هناك بعض الحالات التي قد يلجأ الطبيب فيها إلى التدخل الجراحى لبتر الجزء المصاب، وذلك يحدث فقط في حالة حدوث الغرغرينا.