أكد الدكتور عادل عبد الله الفلاح عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الوسطية والبعد عن الغلو يضمن استقرار المجتمعات الإنسانية ويفعل الحوار بينها لخير الإنسان وتقدمه، موضحا بأن "الوسطية" هي من السمات الأساسية للإسلام، وحذر من تنحية الوسطية عن دنيا الناس لأن ذلك حسب رؤيته يوجه إلى طريقين لا ثالث لهما.. إما إلى إفراط أو إلى التفريط، في حين أن تعزيز منهج الوسطية يبرز الوجه الحقيقي لسماحة وعالمية الإسلام. وقال الفلاح الذي مُنح أخيراً احد ارفع الأوسمة في روسيا لدوره في العمل الخيري هناك، ان "الطابع الوسطي ظل هو المهيمن على القرون المبكرة للإسلام مع وجود بعض "النتوءات" الهامشية في بعض المراحل التاريخية التي كانت تمثل بؤراً للتطرف والغلو". ودعا الفلاح العلماء المسلمين إلى دعم التوجه الوسطي والاهتمام به وتربية النشء عليه وتخريج دعاة متمسكين بالوسطية ويدعون إليها، مؤكدا ان نشر الوسطية فيه حل لكافة الإشكاليات المزمنة التي يعاني منها العالم الإسلامي في الوقت الحاضر، مجددا تذكيره بان الوسطية تمثل منطقة الأمان والبعد عن الخطر، فالأطراف عادة تتعرض للخطر والفساد أكثر من غيرها، بخلاف الوسط، فهو محمي ومحروس بما حوله، والوسطية أيضا دليل القوة، فالوسط هو مركز القوة "ألا ترى الشباب الذي يمثل مرحلة القوة وسطا بين ضعفين: ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة والشمس في وسط النهار أقوى منها في أول النهار وآخره". واعتبر ان الوسطية تمثل مركز الوحدة ونقطة التلاقي فحين تتعدد الأطراف تعدداً قد لا يتناهى، يبقى الوسط واحدا، يمكن لكل الأطراف أن تلتقي عنده، فهو المنتصف، وهو المركز، وهذا واضح في الجانب المادي والجانب الفكري والمعنوي على سواء. ولهذه المزايا والفوائد للوسطية - يقول الداعية عادل الفلاح- حرص الإسلام على أن تكون إحدى خصائصه العامة، وأن تتجلى في كل مقوماته بوضوح.