فتح أقسام العلاجات الداعمة ضرورة قصوى الآلام النفسية تضاعف أوجاع مرضى السرطان تبقى معاناة مرضى السرطان من الناحية النفسية لا تقل غالباً عن الآلام الجسدية خصوصا أن المحيط العام الذي يتموقع فيه المريض يصور مرض السرطان وكأنه الموت المحقق مما يدمّر معنويات المريض فالسرطان لم يعد قاتلاً كما في السنوات الماضية وإنما تطور العلاجات يعطي أملا للشفاء والبقاء على قيد الحياة لاسيما في حال الاكتشاف المبكر وإتباع خطوات العلاج كما أن المعاملة السيئة عبر المستشفيات وتباعد مواعيد العلاج يزيد من التعب النفسي للمرضى لذا ترافع العديد من الأصوات لضرورة فتح أقسام العلاجات الداعمة عبر مراكز مكافحة السرطان قصد إبعاد الخوف ومشاعر اليأس والتكفل النفسي بالمرضى. نسيمة خباجة أكدت رئيسة الجمعية الجزائرية للطب النفسي الدكتورة زينة أوكال على ضرورة فتح أقسام العلاجات الداعمة بمراكز مكافحة السرطان عبر القطر وتعزيزها بوحدات في الطب النفسي وذلك للتخفيف نفسيا واجتماعيا من معاناة المرضى. وأوضحت ذات المختصة على هامش الصالون الوطني الرابع للإعلام والتحسيس حول السرطان الذي نظم مؤخرا أن الارتفاع المحسوس في عدد المصابين بالسرطان يستدعي تعزيز التكوين في جميع التخصصات الطبية وشبه الطبية بما فيها العلاجات الداعمة والطب النفسي للتخفيف من معاناة المرضى . واعتبرت الدكتورة أوكال أن مشاركة الجمعية في هذا الصالون الذي وصفته بالهام لا يهدف إلى التعريف بعملها في مجال التكفل بالمعاناة النفسية للمصابين بالسرطان فحسب بل محاولة التشجيع على توسيع هذه المهمة إلى بقية مراكز ومصالح التكفل بالسرطان عبر القطر . التكفل الجيد بالمصابين بالسرطان وأشارت الدكتورة أوكال في ذات السياق إلى أن فئة المصابين بالسرطان بحاجة ماسة إلى توجيه وحسن الاستقبال والإعلان عن المرض بصفة انسانية والاستفادة من العلاج في حينه والحصول على مواعيد في وقتها واعادة التأهيل الحركي والمرافقة عند ظهور اعراض جانبية سواء كانت بارزة أو باطنية مع استفادة هذا المريض من علاجات داعمة ونظام غذائي يتلاءم مع مرضه إلى جانب تدخل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لمساعدته على اخذ عطلة خاصة عند الضرورة . كما حثت ذات المختصة على ضرورة ترسيم شبكة الفاعلين في ميدان الطب النفسي والعلاجات الداعمة التي ظلت إلى يومنا هذا من مهام الجمعيات والأشخاص المتطوعين مؤكدة بأن المصابين وبعد استفادتهم من العلاج الأساسي بالمؤسسات العمومية أصبحوا اليوم يطالبون بتحسين نوعية الحياة ومرافقتهم في مراحل المرض . المساندة المعنوية ضرورية واعتبرت من جانب آخر أن التنسيق بين مختلف الاختصاصات يساهم في تحسين حالة المريض وإبعاده عن التهميش النفسي والاجتماعي داعية في هذا الإطار إلى مساعدته على الحصول على بعض الإمدادات الطبية كالشعر وتركيب الثدي الاصطناعي وأعضاء أخرى بأسعار تكون في متناوله وفي هذه الحالة يبرز -كما أضافت -الدور الذي يجب أن يلعبه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في ضمان استفادته من هذه الإمدادات والتخفيف من الإجهاد النفسي . كما شددت على ضرورة تعويض الحصص الخاصة براحة المريض التي تقدمها بعض العيادات التابعة للقطاع الخاص من طرف الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي وأشارت البروفيسور نادية سعداوي مختصة في الطب النفسي العيادي بالمؤسسة الإستشفائية العمومية برويبة من جانبها إلى النقص الفادح في الطب النفسي ومرافقة المصابين بالسرطان مشددة على ضرورة تطوير هذا الاختصاص مستقبلا لتحسين التكفل بحاملي هذا الداء المخيف والمرتبط -حسبها- لدى العديد من الذهنيات بالموت المؤكد . كما ترى بأن التكفل النفسي ضروري جدا لدى المصابين بالسرطان ويستدعي تواجد هذا الاختصاص بجميع مراكز مكافحة الداء وحتى بمؤسسات الصحة الجوارية قصد التخفيف من الألم نفسي والجسدي لهذه الفئة ودعت من جانب آخر الفريق الطبي المتعدد الاختصاصات أخذ الوقت اللازم للشرح للمريض كيفية تناول العلاج والأعراض الجانبية التي قد تظهر خلال العلاج كما أكدت من جهة أخرى على دور المحيط والعائلة في مساعدة المريض على قبول مرضه وكل الأعراض الأخرى إلى جانب ضمان توازنه النفسي .