دعا أخصائيون مشاركون في ورشة عمل حول التكفل النفساني بالمصابين بالسرطان يوم الخميس بالجزائر الى تعزيز المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان بيار وماري كوري بأطباء نفسانيين للتكفل نفسيا بالمصابين بهذا الداء . وفي هذا الصدد ترى الدكتورة زينة أوكال مختصة في علم النفس بنفس المؤسسة أنه غالبا ما يرتبط اسم السرطان بالوفاة مما يتطلب تكفلا نفسيا بالمرضى بجانب التكفل الطبي والاجتماعي. وأكدت خلال هذا اللقاء العلمي أن السرطان " لا يؤثر على الجسد فحسب بل يتسبب في اضطرابات نفسية لدى المريض تؤدي إلى اصابته بالقلق والكآبة وفي بعض الأحيان الانهيار العصبي". ورغم التكفل الطبي بالمريض بفضل التطور العلمي ورغم تماثل المريض الى الشفاء غير ان السرطان يترك أثارا يصعب القضاء عليها مما يستدعي "مرافقة" المريض خلال العلاج وبعده تضيف نفس المختصة. وقالت في نفس الإطار أن المؤسسة الاستشفائية بيار وماري كوري كانت تستقبل خلال التسعينات 70 مريضا يوميا يستطيع الفريق الطبي بالمؤسسة التكفل بالمرضى في جميع الحالات إلا أن الارتفاع "الهائل" لعدد المرضى الوافدين على المؤسسة جعل من الصعب التكفل نفسيا بهؤلاء المرضى كما ينبغي . ولتدارك الوضع دعت المختصة إلى تكوين السلك شبه الطبي والأطباء العامين على غرار ما هو معمول به بالدول المتطورة للمساهمة في مساعدة الأطباء المختصين في علم النفس الذين يعدون على الأصابع. ورافعت من أجل تعزيز التكوين في هذا المجال لمواجهة الوضع وضمان التكفل الجيد للمرضى وإعادة الاعتبار لاختصاص علم النفس في طب السرطان الذي "لازال لم يأخذ بعد المكانة الخاصة به" . أما الدكتورة نورة حزايمية فقدمت مداخلة تحت عنوان "الحمل والسرطان" مشيرة إلى الحالة التي تعيشها المرأة الحامل المصابة بسرطان الثدي بين فرحة انتظار المولود ومأساة المعاناة من الإصابة مما يؤدي إلى اضطراب وزعزعة استقرار كل العائلة. كما أكدت على مكانة الثدي بالنسبة للمرأة فهو يمثل علامة الأنوثة وفقدانه بعد الإصابة بالسرطان يتسبب في اضطرابات جسدية ونفسية للمصابة. وأشارت إلى القلق الذي عاشته العديد من النساء الحوامل المصابات بسرطان الثدي اللواتي كن يتابعن علاجهن بمؤسسة بيار وماري كوري. وأبدت الآنسة نورية ب شابة في مقتبل العمر تعاني من هذا الداء أسفها لعدم استفادة العديد من النساء القطانات بالمدن الداخلية من العلاج سواء لقلة الإمكانيات أو نتيجة تخلى بعض الأزواج عنهن بعد إصابتهن بالمرض مما يزيد الطين بلة