قال الباحث الاجتماعي الدكتور عبد الله الفوزان إن بعض الدعاة والسياسيين يلجأون أحياناً إلى المبالغة لتحريف الحقائق وتزييفها، وهو أسلوب يختاره البعض ليؤكد الفكرة التي يراها. وقال إن هذا الطرح يقدم الرؤى بطريقة تهويلية من أجل دعم قضيتهم، مبيناً أن البعض "لديهم هوس بما هو جديد وإبداعي، ويفسرون كل شيء تبعاً لأمراضهم النفسية، ويبدو أن من طرح هذه الأفكار، يضعها وفق الفكر المسيطر على ذهنه". وكانت قصة أوردها الداعية السعودي محمد العريفي في أحد البرامج التلفزيونية أثارت امتعاض عدد من المبتعثين السعوديين في الخارج، وحملت القصة وصف الطلاب بكثير من المبالغات من أجل تشويه صورة الابتعاث خاصة بالنسبة للفتيات. والقصة التي وردت في البرنامج أن العريفي اتصلت به فتاة تشكو من تأثرها، حيث حصلت لها قصة معقدة تعرضت خلالها لمرض الإيدز بعد أن أوقعها أخوها في أوحال المخدرات والآثام. وقال المبتعث السعودي لدراسة الدكتوراه فائق المطيري إن "مثل هذه القصص تحتاج إلى التبين، خاصة وأنها تحمل بعض الغرابة"، مشيراً إلى أن هذه القصة تأتي في سياق القصص المبالغ فيها المنتشرة في المجموعات البريدية الإلكترونية. وأشار إلى أن ما فعله الدكتور العريفي، إهمال للتأكد من مصداقية المعلومة التي يمكن التأكد منها بسهولة من الملحقية السعودية والسفارة في البلد مصدر القصة، خاصة وأن الدول التي تستقبل المبتعثين لديها قوانين صارمة بخصوص حضور المحاضرات وتتابع الطلاب بتقارير تبين تحركاتهم. وقال فائق إن القصة ركّزت بشكل سلبي على مشروع الابتعاث، رغم أنه "أهم مشاريع التنمية في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز". مثل هذه الرسائل تعطي انطباعاً بأن هذه الرسالة حقيقية، وتؤثر في نشر صورة سيئة عن الابتعاث والمبتعثين. وكانت "العربية" حاولت الاتصال بالدكتور محمد العريفي لسماع رأيه في الموضوع، ولم تحصل على رد منه حتى اللحظة.