حرفة تراثية تأبى الزوال السيدة أم الخير.. أنامل تبدع في نسج الزربية التقليدية تُعّد السيدة حمو معمر أم الخير واحدة من النساء اللواتي ورثن حرفة نسج الزربية بالطرق التقليدية بمستغانم وصقلنها بالتكوين المهني ولايزلن يحافظن على هذه الذاكرة الحية والتراث المادي الذي يختزن الثقافة المحلية بين قطع الصوف وخيوط المنسج. خ. نسيمة /ق.م بدأ ولع السيدة أم الخير بالزربية وهي لا تزال صغيرة السن وكان المنسج الخشبي التقليدي الذي يتخذ من أحد زوايا البيت العائلي مخضعا له أول ما تعلقت به وكان صوت دمغ الخيوط بالمشط التقليدي جزءا من حياتها اليومية. ولأن صقل الموهبة وتطويرها في شكل مهارة حرفية يحتاج إلى تكوين نوعي تلقت أم الخير عدة تكوينات في صناعة الزرابي التقليدية بتيبازة وغرداية ومستغانم قبل أن تبدأ مشروعها الخاص الممول ضمن جهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بورشتها الواقعة بمدينة مستغانم يوجد منسجان تقليديان فهي بالرغم من تحكمها بالأدوات العصرية وأجهزة النسج الحديثة تفضل الدمغ اليدوي وصبغ الخيوط بشكل طبيعي وتقليدي واستخدام الألوان ذات الرمزية المحلية والأشكال البسيطة والمعبرة ولاسيما اللون الأزرق (البحر) والبني (التربة) والأخضر (الغابة ) شغفها وحبها لهذه الحرفة التقليدية دفعها بإصرار واجتهاد للبحث والتنقيب عن ما يسمى بزربية مدينة مستغانم هذه الزربية المحلية التي تحتفظ بها بعض العائلات في البيوت ولا أثر لها في الأسواق المحلية. تقوم أم الخير بنسجها بناء على طلبات الزبائن أو للمشاركة بها في المعارض الوطنية والدولية وتبرع في مزج الخيوط لصناعة ما يسمى بالحنبل او كما يطلق عليه محليا بورابح و الشرماط (نوع من الأغطية) والزرابي ولاسيما القطيفة (زربية بيضاء) والسجادات العصرية التي تستخدم للأرضيات أو التعليق كجداريات. تقول أم الخير أن دور الحرفي يتعدى المحافظة على التراث ويمكن أن يكون له قيمة مضافة للحفاظ على البيئة والمحيط وتدوير هذه المخلفات من قطع القماش غير المستعمل أو الرث أو حتى ما يتم رميه من ورشات الخياطة . وبعد أكثر من عقد من العمل الحرفي (2008-2020) بين الورشة العائلية بالمنزل والمحل التجاري وورشة الخياطة تطمح أم الخير اليوم وهي في منتصف عقدها الرابع لنقل خبرتها ومهارتها لفتيات أخريات ولاسيما الماكثات في البيت أو المقيمات في الوسط الريفي. كما تأمل السيدة حمو معمر في أن تصبح صناعة الزرابي التقليدية جزءا من العروض التي يقدمها قطاع التكوين المهني أو إنشاء مدرسة تخص هذا المجال الحرفي لتطوير مهنة نسج الزرابي والحفاظ على هذا الموروث الثقافي والحضاري التي حملتها المرأة معها وزينت به بيتها وجعله علامة مسجلة.