بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد إضرارا بوالدته الضحية (ح· ع تسعديت) وشقيقته الضحية (ب· ع) فاطمة، مُثل المدعو (ب· ع اعمر) البالغ من العمر 83 سنة، وذلك للفصل في القضية الجنائية التي توبع بها قضائيا منذ سنة 2002، حيث بقي في حالة فرار إلى أن ألقي القبض عليه بمطار الجزائر قادما من فرنسا وأحيل على العدالة· تفاصيل القضية التي نظرت فيها محكمة الجنايات تعود وقائعها حسب ما دار في جلسة المحاكمة إلى يوم 2 ماي 2002 أين كانت قرية آيت امغور بمشتراس ببوغني مسرحا لجريمة مزدوجة نفذها شيخ ضد والدته وشقيقته المسنتين بدورهما، حيث أقدم على هشم رأسيهما وتوزيع ضربات قاتلة بفأس على مختلف أنحاء جسدهما حتى أرداهما قتيلتين وغادر المنزل تاركا إياهما غارقتين في بركة من الدماء، قبل أن يتصل بمنزل شقيقه القاطن بالعاصمة أين أخبرهم بالجريمة التي اقترفها، وبقي في حالة فرار إلى أن ألقي القبض عليه بمطار هواري بومدين سنة 2008 وأحيل على العدالة للتحقيق مجددا في القضية بعدما أدين بالإعدام غيابيا، إلا أن إلقاء القبض عليه لم يكن ليحل اللّغز بحيث تبين بأن الجاني الملقى القبض عليه ليس إلا شخصا يتشابه في الهوية مع القاتل الحقيقي، والضحية الشبيه به هو من مثّل أمام محكمة الجنايات أين أكد رفقة الشهود أنه غادر أرض الوطن للاستقرار بالمهجر منذ 1948 ولم تطأ رجله أرض الجزائر إلا سنة 2008 وذلك بالإلحاح المستمر من طرف أقاربه الذين أرادوا التعرف عليه، ليجد نفسه عند أول خطوة مطلوبا لدى العدالة وبتهمة قتل أقرب المقربين والدته وشقيقته، ولحسن حظه حضر أبناء شقيق القاتل الحقيقي الذين أكدوا وجود اختلاف كبير بين عمهم والمتهم المفترض، وصرحوا من خلال شهاداتهم بأن عمهم الجاني كان يعيش بعيدا عن العائلة منذ عقود من الزمن وكان عاملا بإحدى الفنادق بوهران وبعدما تقاعد عاد للعيش مع عائلته إلا أن قلة معاشه تسبب في مشاكل كبيرة بينه وبين والدته وشقيقته اللتان تملكان أموالا طائلة وأكد بعض الشهود ممن عايشوه قبيل الجريمة أنه كان دائم الخلاف معهما، حيث أنه طلب تدخل لجنة القرية لفك النزاع بينهم إلا أن جريمته كانت أسبق من موعد اللجنة، ويذكر أن الشقيقة توفيت بعين المكان بعدما حولت إلى مستشفى بوغني في حين مكثت الوالدة مدة 10 أيام كاملة في مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد النذير بتيزي وزو، فتوفيت متضررة بالجروح الخطيرة التي تعرضت لها بواسطة الفأس· وبعد المداولة القانونية قضت المحكمة ببراءة المتهم والضحية في نفس الوقت بهذه القضية، حيث أكد الشيخ أنه ومباشرة بعد إكمال الإجراءات القانونية سيغادر من دون رجعة نظرا لما أصابه من قلق جراء هذه القضية·