تصيب المجتمعات تحولات وتغيرات هامة تفرض عليه الانتقال من محطات ذات توجهات فكرية وسياسية لأخرى مغايرة وقد تكون ملامحها سلبية أو إيجابية وهنا يكون المجتمع والوطن والأمة بحاجة ماسة لأبنائه وأفراده وتحركهم روح الوطنية الحقة بمعانيها الجليلة الكريمة الفاضلة. وهذه الروح تتحول لأفعال وممارسات يومية أطلق عليها الخطاب السياسي المعاصر مصطلح المواطنة وهي باختصار كل ممارسة وطنية تجسد حب الوطن فعلا ولا تكتفي بالشعارات والانغام الوطنية التي لا تتحول لفعل يومي وهنا تتجلى فاعلية المجتمع المدني كآلية من آليات اجتماع قوى الجماعة الوطنية الراشدة المثقفة عبر التطوع والمبادرة لخدمة المجتمع دون الاكتفاء بالكلمات الرافضة المنتقدة وهي تصبح لكمات لفظية وخطاب عنيف في ظل غياب البدائل والحلول والاستراتيجيات العملية. نريد أن نؤكد هنا أهمية انتقال جمعياتنا من دور كرنفالي مناسباتي لدور تطوعي مؤسساتي يقترح ويبادر ويتحرك من غير ايعاز للخطاب السياسي السلطوي بارادة خدمة المجتمع والدولة وليس البحث عن تموقعات سلطوية مؤقتة وضيقةالرؤية ومصلحية تلهدف؟؟ كما وقع في زمن مضى كانت فيه الجمعيات آلات انتخابية للتطبيل والعزف لمشاريع السلطان؟؟والتاريخ سيجل دائما المواقف ويفرز القناعات الزائفة من الصادقة. بمعنى: إننا نريد من المجتمع المدني الاسهام في توعية الأمة بكل المقترحات السياسية والقانونية والاقتصادية والدعم النخبوي في النقاش حول قضايا تهم الشأن الوطني عبر لغة الاخلاص والصدق وليس لغة النفاق والخداع والتموقع. نحن في فترة هامة نريد كل مساهمة وطنية صادقة نريد البدائل والأفكار ونريد التحرك المخلص/ الباني/ الطموح وليس خطاب التهريج والتخريب والشتم ونريد الاتحاد حول جزائر الأمل أو جزاىر الانتصارات كما عبر بصدق وبراعة الكاتب الاعلامي فنيدس بن بلة فلتتحرك الأقلام والمساهمات والمقترحات لجزائر متحولة/ متغيرة يريد ابناءها دولة النهضة والمستقبل لتتجاوز سوداوية الماضي من خلال الاقتراح الفكري والمبادرة المواطناتية/ المدنية/ المحتمعية في ظل تفاعل وجداني جماعي /وطني تجمعه عناصر الهوية الجزاىرية الخالدة روحها الاسىلام وأصالتها أمازيغية ولغتها عربي فمن يعي ومن يقل كلمة الحق ويفعل فعل البناء وليس الهدم؟... اللهم احفظ الوطن ووفق أهله للوفاء بعهد الشهداء.