إعداد: جمال بوزيان الأستاذ محمد جربوعة يصدر موسوعة القبائل العدنانية والقحطانية: أنساب العرب في المشرق محفوظة وفي المغرب مُغيَّبة تواصل أخبار اليوم رصد مقالات الكُتاب في مجالات الفكر والفلسفة والدِّين والتاريخ والاستشراف والقانون والنشر والإعلام والصحافة والتربية والتعليم والأدب والترجمة والنقد والثقافة والفن وغيرها وتنشرها تكريما لهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها ثانية بأدواتهم ولاطلاع القراء الكرام على ما تجود به العقول من فكر متوازن ذي متعة ومنفعة. الأستاذمحمد جربوعة نسابة ومحقق أنساب : الهاشميون مطالبون بتأسيس منظمة تحفظ قدر النبوة والدفاع عنه للمغنين نقابة..وللفلاحين نقابة..وللمشتغلين بتربية الأغنام نقابة..ولهواة التزلج نقابة..والشواذ يناضلون للحصول على نقابة. سؤالي هو: أين هذه الملايين التي تعلن في كل مجلس أنها من آل البيت ومن ذرية الحَسن والحُسين وجعفر وعقيل؟. لِمَ لا يكون لهؤلاء رابطة تمثيلية أو مؤسسة أو نقابة يكون من مهامها منع أي عدوان على جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والتحرك بالملايين واللجوء إلى القضاء عند أي مساس بجناب أبي فاطمة الزهراء وجد الحَسنيْن صلى الله عليه وسلم؟. إن الأشراف ليسوا مطالبين بالتحرك كمسلمين بل كأحفاد لجدهم عليهم حق.. من حق الهاشميين أن يكون لهم تمثيلهم ككل زاوية وككل جمعية دينية فَلِمَ لا يتداعى أعيان هؤلاء لعقد مؤتمر جامِع يختار فيه أهل الفضل والحكمة ليكوّنوا هيئة تمثيلية لكل أشراف البلاد على أن تكون هذه الهيئة بعيدة عن التجاذبات السياسية؟. إن سعي آل البيت اليوم إلى الحصول على قانون يحفظ للنبي صلى الله عليه وسلم قدره ويجعله خطا أحمر ويمنع الإساءة إليه عليه الصلاة والسلام أمر بسيط على هذه الملايين لو أنها تعي..فهل تراها تعي؟. لقد أعطى رئيس (فرنجة) منذ أيام الضوء الأخضر لانطلاق حملة تستهدف الرسول والرسالة في فرنسا ومستعمراتها القديمة. واليوم نحن أمام مناسبة ذكرى المولد النبوي فهل يغتنمها المسلمون لإظهار حبهم لرسول الله وتجديدهم بيعتهم له على نطاق واسع يكون ظاهرة تبلغ الآفاق وتفرض نفسها على الإعلام؟. الشعراء مطالبون من اليوم إلى ذكرى ليلة الميلاد بأن يكتبوا له صلى الله عليه وسلم.. والنساء والرجال من أتباعه صلى الله عليه وسلم مطالبون بأن ينشروا بكثافة عن شمائله وفضله وعن تجديدهم البيعة له. والهاشميون مطالبون على الأقل بأن يتواصلوا فيما بينهم لتأسيس إطار نظامي أو مؤسسة تعنى بتراث جدهم وبالحفاظ على قدر النبوة والدفاع عنه. وقد قام بعض الإخوة بإطلاق حساب عبر الموقع الإلكتروني فيسبوك وهو خاص فقط بالهاشميين الأشراف. أنساب محفوظة هناك.. مغيَّبة هنا وحين يكون (السجل الكامل لأنساب الجزائريين) غير موجود في الجزائر وموجود في إيران فَكَمْ يحتاج الباحث في علم الأنساب من الجهد والمشقة ليحقق الكثير من الأنساب وليحقق أمنية الكثير من الذين يراسلونه ظامئين إلى معرفة أصولهم؟. لا مراجع كما هو الحال بالنسبة لأنساب المشرق..ولا كبار سن لهم معلومات موثقة ودقيقة ولا مشجرات محفوظة عند الناس..ورغم ذلك نشق هذا الطريق الوعر. الذين لا يعرفون أهمية علم النسب يجب أن يدركوا مصيبة أن يصطدم أبناؤهم يوما بوثيقة قديمة من متحف أو أرشيف تجعل نسبهم في جهة غير مرغوبة. العالم كله يقوم على النسب وإن كان كبار السياسة يزهّدون البسطاء في هذا العلم. الصينيون واليابانيون كانت تحكم منهم أسر معينة..والإيرانيون حكمتهم الكسروية أبا عن جد ثم هم اليوم يتحولون إلى الحكم باسم (آل البيت) هناك مملكات تقوم اليوم على النسب (الأردن والمغرب).. لاحظوا أن الربيع العربي لا يمس الدول القائمة على النسب (الإمارات والمملكات). لاحظوا أن العثمانيين حين أرادوا حكم المنطقة استندوا إلى (الخلافة) الخلافة القرشية وزعموا أن العباسيين تنازلوا لهم عنها. ليس سهلا خوض لجة الأنساب في المغرب العربي لذلك نرجو من متابعينا أن يدركوا أن الأمر أشد من حمْل جبل. موسوعة (قبائل عدنان وقحطان في الجزائر والمغرب العربي) في 10 أجزاء أغطي فيها كل القبائل وقد فاجأني وعي قبيلة من بين كل القبائل وهي قبيلة (أولاد عطية) وقاعدتها في ولاية سكيكدة وقد تعرضت للتنكيل والبطش في عهد الاحتلالين العثماني والفرنسي. ولئن كان بعض أبناء القبائل الأخرى يتصلون بي في قلة ليسألوا ويتحروا فإن أبناء قبيلة أولاد عطية يتصلون بأعداد كبيرة وقد راسلني أحدهم يقول: إن صدور الجزء الأول من الموسوعة حيث تحقيق نسبهم قد فتح بابا ليكون هذا الموضوع موضوعا للنقاش العام في تلك المنطقة. إن النسابة وهو يعكف أسابيع أو شهورا على تحقيق نسب ليهتمّ باحتفاء أصحاب ذلك النسب ويُسرّ حين يرى استبشارهم بما كتب وقد حدث أن حققتُ مرة نسب أحد العروش في بلاد الشام وهم أهل بادية وضعوا بين يدي من مخطوطات عندهم وحين انتهى التحقيق إلى نسبتهم إلى آل البيت أقام هؤلاء حفلا مشهودا في باديتهم نحروا فيه وأعلنوا البشرى وتحدث إمامهم يوصيهم بوجوب الالتزام بأخلاق آل البيت وبفقههم ومن ذلك عدم الأكل من الصدقات. أما عندنا فكثير من الناس زاهدون لا يدفعهم سوى الفضول يلحون في تحقيق أنسابهم فإذا تم لهم ذلك استنكفوا حتى من إظهار ذلك خجلا أو ضعفا..بل إن أحدهم حاصرني أياما لتحقيق نسبه وحين فعلت وظهر أنه من نسب قحطاني كريم وجدته بعد ذلك ينشر منشورات ينصر فيها الترك على العرب. لذلك يسرني الذين يعرفون قيمة أنسابهم.. ويهتمون بتفاصيلها ويغرسونها في أبنائهم ويلتزمون بما تستدعيه وتوجبه.. ومن ذلك أني أشمئز من الرجل يكون من آل البيت ثم تراه فاحشا ضعيفا ذيلا تابعا. إنني أتعامل مع آل البيت اليوم باحترام وتقدير لأشعرهم بفضلهم ولإيفائهم حقهم وألتمس منهم أن يكونوا في مستوى النسب الشريف وأن يظهروا ذلك ولا يخفوه فهو من نعم الله عليه وواجب النعمة التحديث بها.. وواجبها في النسب التعريف بها لقوله تعالى:(..وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَلِتَعَارَفُواْ..) من الآية رقم 13 من سورة الحُجُرات. وأولاد عطية قبيلة مُضرية نسبها في قريش إلى الحُسين بن علي رضي الله عنه وجدها عطية بن محمد الحُسيني (دفينالدوسن) ببسكرة في القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي. ونسب أولاد عطية ثابت محفوظ فهم أبناء موسى بن محمد بن علي بن مسعود بن سليمان بن عطية بن محمد بن عثمان بن سعد بن غانم بن خليفة بن منصور بن زيد بن غالب النمر بن سلامة بن عبد الكريم بن الحُسين بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحُسين بن علي بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. بعد إتمام موسوعتي الحالية وهي من عشرة أجزاء سأتحول إن كان في العمر بقية إلى تحقيق أنساب تونس وليبيا في 5 أجزاء بعنوان (قبائل عدنان وقحطان في تونس وليبيا).. وقد أحتاجُ إلى جولات ورحلات إلى بعض المناطق في هذين البلدين. أما المغرب الأقصى فهو أقرب إلى الاحتفاظ بنسبه لأسباب منها أنه مهد الأدارسة والمرجع في أنسابهم ثم لوجود نقابات للنسب خاصة الشريف.. مع وجود مهتمين بالأنساب. لِمَ لا يكون في الجزائر نقابةللأشراف وهُم كثيرون؟ في كل البلدان العربية توجد نقابة للأشراف توثق مشجراتهم وأنسابهم فَلِمَ لا يكون عندنا في الجزائر نقابة مع العِلم أن الأشراف كثيرون من حَسنيين وحُسينيينوعقيليينوجعفريين؟. ثم إن الحسم في النسب الشريف الذي حاول كثيرون ادعاءه كذبا يقتضي وجود مثل هذه النقابة. إن علم الأنساب يجب أن يأخذ طابعا علميا بعيدا عن السياسة ومزايداتها.. لأن من حق الإنسان أن يعرف أباه وجده وقومه..قال تعالى:(.. وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَلِتَعَارَفُواْ..) من الآية رقم 13 من سورة الحُجُرات. أي ليعرف بعضكم بعضا بالرد إلى قبيلته فيقول في تعريف نفسه: (فلان بن فلان من بني فلان). إنني أدعو الذين يملكون وثائق أو مشجرات أو مخطوطات في النسب إلى إمدادنا بها مساهمة في الحفاظ على أنساب الناس من الاندثار. ولقد قيدتُ عندي قرابة 200 قبيلة بما في كل قبيلة من البطون والأفخاذ مما أعمل على تحقيقه.. وهو ما يعني تغطية مئات البطون والأعراش والأفخاذ الداخلة في القبائل المائتين. وقد تم تحقيق أنساب كثير من القبائلفي الموسوعة منها: قبائل الجزء الأول: أولاد نايل البوازيد بنو مالك بن أحمد بن عبد السلام بن مشيش أولاد عطية البراكنة الرواشد الحسانة الأموية (لموية) (لمويا) ريغة أولاد جاب الله بنو كيل وأولاد حاجي الفولان (الفلاتة) بنو الصميل بنو مروان(المراونة) بنو عدي بنو خطاب أولاد رحمن الربايع النكاكعة الشعانبة. قبائل الجزء الثاني:السناجرة (السناخرة) المعاضيد البوبكريون أولاد دراج بنو ثور أولاد رباب الشرارات (الشراير) كنتة أولاد عبيد أولاد البرك الشياظمة (الشقاطمة) أولاد قُصير قبيلة مولاة بنو وهران العجالات من السباعيين بنو هلبا بنو لام الرباب (الغرابة في وهران) الأعشاش. مع العلم أنها مسؤولية عظيمة فقد جاء في الأحاديث أن من دعا شخصا إلى غير آبائه فهو ملعون لذلك أقضي في تحقيق النسب الواحد أحيانا شهورا حرصا على الأمانة التي سأسأل عنها أمام الله تعالى.. وقد توقفت في منتصف عشرات التحقيقات حين لم أصل إلى ما يسعفني مع استمرار البحث والنظر فيها وكم يكون سروري عظيما حين أبلغ نهاية تحقيق. وأكرر ما أقوله دوما: بعد قرن من الزمن لن نكون فوق هذه الأرض لكن ما كتبناه سيبقى حينها مرجعا لملايين من الناس. الإفراج عن الأرشيف الجزائري في فرنسا وتركيا وإيران بالتدريج تفرج فرنسا وتركيا وإيران وغيرها ممن يملكون أطنانا من الأرشيف الجزائري بين الحين والآخر على ملايين الوثائق في عمليات مدروسة ودقيقة. مع العلم أن إيران بحوزتها نسخة من سجل الألقاب والأنساب الجزائري القديم. إن الوثيقة التاريخية تعد برميل بارود كامن.. لذلك يبقى كثيرون على أعصابهم خوفا مما تأتي به الأيام وما قد تفاجئهم به هذه الوثائق. بتاريخ 23 جانفي 1851 أصدرت وزارة الحرب الفرنسية تقريرا جاء فيه أنّ الوزارة أحصت في الجزائر آنذاك 1145 قبيلة وبطنا وفخذا.. كان ذلك التقرير بداية لمشروع كبير لتدمير أنساب الجزائريين وطمسها والسؤال اليوم هو: أين كل هذه القبائل التي كانت معلومة النسب تتوارث مشجراتها أبا عن جد مشافهة أو كتابة؟. إن الظمأ الذي وجدته عند الناس لمعرفة أنسابهم يعدّ بداية للاهتمام بهذا العلم الذي اندرس. فهل يعلم العقلاء كم يحوز المرء من الاطمئنان حين يحصل على كِتاب يوثق نسبه وأصله بما لا تستطيع هذه الوثائق مهما كانت أن تفنده أو تمسه بخدش؟.