قال ممثل عن البنك العالمي أمس الثلاثاء أن الجزائر (بلد نموذجي) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال تعبئة الموارد المائية واستعمالها العقلاني، مُشيرا إلى أن الجزائر انتهجت سياسة متوازنة في مجال تعبئة الموارد المائية وتنويعها في الوقت الذي تواجه فيه عدة بلدان من المنطقة مشاكل كبيرة في تزويد سكانها بالماء الشروب· وأفاد السيد بيكيلي ديبيلي نيغوو من البنك العالمي خلال ورشة حول (آفاق الماء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: العلاقة بين تحلية المياه والطاقات المتجددة) أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تسارعا معتبرا لندرة الموارد المائية جراء التراجع الكبير لكميات الأمطار المتساقطة والاستغلال المفرط للموارد المائية· وأشار ممثل البنك العالمي في هذا الصدد إلى أن الموارد المائية في هذه المنطقة المعروفة بجفافها قد تراجعت ب75 بالمائة خلال السنوات ال60 الأخيرة في حين يتوقع تراجع كميات الأمطار المتساقطة بنسبة 20 بالمائة في مطلع 2050· وأضاف بيكيلي ديبيلي نيغوو أن أكثر من 80 بالمائة من الموارد المائية المتوفرة حاليا موجهة للري في حين تمثل التسربات بين 30 و40 بالمائة من الشبكة بمستوى نجاعة استعمال بأقل من 5 بالمائة· وفي سياق ذي صلة، من المنتظر أن تتوفر الجزائر في أفق 2016 على حوالي 96 سدا بطاقة إجمالية تعادل 9 ملايير متر مكعب حسبما أكده أمس الثلاثاء بالجزائر مسؤول بوزارة الموارد المائية· ولدى مشاركته في أشغال ورشة حول الماء والطاقات المتجددة، صرح مدير التموين بالمياه الصالحة للشرب بوزارة الموارد المائية السيد مسعود ترة أنه يتم حاليا استغلال 64 سدا عبر كامل التراب الوطني بطاقة تراوح 7 ملايير متر مكعب مقابل 44 سدا (3·3 مليار متر مكعب) في سنة 1999· وأضاف ذات المسؤول أن هذا العدد مرشح للإرتفاع ليبلغ 96 سدا في إطار إنجاز حوالي ثلاثين منشأة قاعدية من مختلف الأحجام مؤكدا أنه قد تمت مباشرة عدد من المشاريع والتي بلغت نسبة إنجاز (جد متقدمة)· كما أوضح السيد ترة أن إرتفاع طاقة التخزين في السدود المستغلة للسنوات الخمس المقبلة سيسمح بتعزيز تأمين وتوفر المياه الصالحة للشرب وكذا توسيع مساحة السقي· من جهة أخرى، ذكر نفس المسؤول بأن موارد الري التي تتوفر عليها الجزائر والقابلة للإستغلال تقدر ب2·17 مليار متر مكعب منها 12 ملايير من الموارد السطحية في الشمال ومليارين من الموارد الباطنية (الشمال) و2·5 مليار متر مكعب في الجنوب (سطحية وجوفية )· كما أشار السيد ترة أن الجزائر قد تجاوزت معايير البنك العالمي في مجال الإستفادة من الماء الشروب بنسبة ربط وطنية تفوق 93 بالمائة· وكان وزير الموارد المائية عبد المالك سلال قد ذكر أن معدل استهلاك الفرد بالجزائر من مياه الشرب سيرتفع إلى 185 لتر في اليوم سنة 2025 مقابل 170 لتر حاليا و90 لتر فقط في التسعينات· وقال الوزير في تصريح للإذاعة الوطنية (إن للجزائر اليوم إمكانيات لتغطية احتياجات المواطنين من المياه الصالحة للشرب لعدة سنوات) قائلا (إننا وصلنا إلى رقم قياسي مقارنة بدول الجوار وهذا بفضل الاستثمار المعتبر في بناء السدود وكذا اللجوء إلى تحلية مياه البحر)· وفيما يخص المياه غير المتجددة قال السيد سلال إن الدراسات بينت أن مخزون المياه الجوفية التي تتوفر عليها الجزائر جد معتبرة بحيث تقدر ب40 ألف مليار متر مكعب لا يستغل منها إلا 5 مليار متر مكعب حاليا· وأرجع مشكل توزيع المياه إلى قدم شبكة التوزيع الذي يؤدي إلى تسربات كبيرة وصلت في بعض المناطق إلى 50 بالمائة وكذا سرقة المياه مما أدى بالدولة إلى القيام بعمليات تحديث شبكة المياه التي تخص عموما أكثر من 50 مدينة· وأكد الوزير أن القطاع توصل إلى نتائج جد إيجابية بالنسبة لتوزيع المياه بحيث انتقلت النسبة من 40 في المائة سنة 2000 إلى 70 في المائة حاليا في حين توصلت الكثير من البلديات إلى التزود بالمياه بشكل دائم·