توتر..قلق واضطرابات عقلية الآثار النفسية تلقي بظلالها على الأطفال خلال الجائحة أثرت أزمة كورونا على الصغار والكبار على حد سواء ففترة الحجر الصحي ولدت عادات وسلوكات سيئة لاسيما إدمان الانترنت والألعاب الالكترونية من طرف الأطفال وهو المشكل الذي دق بخصوصه المختصون ناقوس الخطر بسبب آثاره وعواقبه الوخيمة على صحة ونفسية الأطفال. نسيمة خباجة أكد رئيس مصلحة الطب النفسي للأطفال بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة ببني مسوس البروفيسور مجيد تابتي أن الأطفال الصغار معرضون أيضا للآثار النفسية لكوفيد-19 مبرزا مخاطر استغلال الشاشات والإدمان عليها التي يتعرض لها الأطفال خلال هذه الأزمة الصحية. وفي تصريح له أوضح البروفيسور تابتي أنه غالبا ما يستهان بأثر هذه الجائحة على الطفل كون هذا الأثر يظهر بصورة مختلفة عما يظهر لدى البالغين خصوصا وأنه ليس لديه لغة شفوية تمكنه من التعبير عن استيائه حيث أنه عكس ما قد نعتقده فحتى الطفل الأقل من 3 سنوات يمكن أن يتأثر بسبب قدرته العالية على الشعور بالضيق النفسي الذي يحس به البالغون لا سيما الوالدين اللذان ينقلان إليه قلقهما . انتقال التوتر من الآباء إلى الأطفال وكشف أن نقل التوتر يحصل من خلال أجسام الوالدين وتغير تصرفاتهم نحو الأطفال مشيرا إلى أن الأطفال الأكبر سنا من هذه الفئة يعبرون بطريقة غير مباشرة عن قلقهم بكوابيس ورهاب ليلي والمشي أثناء النوم وأحيانا ظواهر تراجعية على غرار التبول اللاإرادي . وأضاف أن الضيق النفسي لدى المراهق يظهر في تزايد ميوله إلى سرعة الانفعال ورفضه لسلطة الوالدين مبرزا أنه كون الأطفال يعتمدون على البالغين مما يعرضهم لسوء المعاملة التي تتزايد خلال الجائحة . واسترسل أن هذه الحالة تنطبق على وجه الخصوص على التوتر الناجم عن الحجر المنزلي الذي يواجه الوالدان خلاله صعوبة في التصرف مع اضطراب أبنائهم موضحا أن هذه الجائحة تسببت في ارتفاع تبعية الأطفال للشاشات المستخدمة غالبا في ظل غياب بدائل أخرى لشغل أنفسهم . وأكد السيد تابتي أن الآثار النفسية والعقلية لكوفيد-19 تختلف من فرد لآخر تبعا لعدة عوامل إذ أن الأشخاص الذين لديهم قابلية للإصابة باضطرابات عقلية هم المتأثرون أكثر من الآخرين وكذا الذين فقدوا شخصا عزيزا عليهم أو أكثر... إلخ . تفشي الاضطرابات العقلية وأضاف أن هناك ارتفاع ملحوظ في انتشار الاضطرابات العقلية والسلوكية المرتبطة بوباء كوفيد-19 مبررا ذلك بالعدد المتزايد من طلبات التدخلات للحالات الاستعجالية التي تستقبلها يوميا المؤسسة الاستشفائية المتخصصة لبني مسوس. وأكد أن هذه التدخلات سُجلت سواء حضوريا على مستوى الاستعجالات الطبية النفسية للأطفال أوعن بعد عبر المكالمات الهاتفية أو من خلال حسابات الإنترنت الموضوعة تحت تصرف السكان لهذا الغرض . كما تطرق رئيس المصلحة إلى المرضى الذين استقرت أمراضهم العقلية نسبيًا ولكنها انتكست أثناء الوباء ويعزو ذلك إلى البنية الأسرية التي أضعفتها العلاقات المتضاربة والمختلة والمشاكل الاقتصادية والاختلاط والتوترات المتفاقمة بسبب الحجر الصحي والعزلة الاجتماعية مع نقص الدعم وغيرها. وعلق المختص قائلا: هذه الحقيقة تؤكدها دراسات أجنبية تعتبر أن هذا الوباء يمكن تشبيهه بحرب تسودها ضغوط جماعية تشجع على ظهور اضطرابات نفسية مرتبطة بوساوس الموت والإصابات الخطيرة وكذلك عودة ظهور المشاكل الاجتماعية والاقتصادية مستنكرًا غياب معطيات بالأرقام عن الاستشارات النفسية في الجزائر. وصمة العار عرقلت العلاج وهذه الحقيقة ترجع أساسا إلى صعوبة إحصاء الاستشارات عن بعد التي تطورت خلال هذه الفترة حسبما لاحظ ذات المتحدث قبل أن يتطرق إلى حدود العرض العلاجي ليجيب قائلا: يواجه الطب النفسي في الجزائر نفس الصعوبات التي يواجهها الطب بشكل عام دون ذكر وصمة العار التي تحيط بالمرض العقلي مستشهدا على وجه الخصوص بعدم تنظيم التسلسل الهرمي للعلاجات . وأوضح أن ذلك أدى إلى اكتظاظ المستشفيات المتخصصة في الطب النفسي بنشاطات العلاجات الأساسية ونقص في العرض في الأماكن بالمستشفيات مستنكرًا عدم وجود قسم للأمراض النفسية مخصص للأطفال والمراهقين . بالإضافة إلى الفوارق الهائلة من حيث أجور المتخصصين في القطاعين العام والخاص.