الحلول غائبة وسط تصعيد مستمر فتنة الحدود تشتعل بين السودان وإثيوبيا تدخل الأزمة بين الخرطوم وأديس أبابا مرحلة عنق الزجاجة باقتراب الجيش السوداني من برخت كبرى المناطق التي يقول السودان إن إثيوبيا تسيطر عليها داخل منطقة الفشقة الحدودية وتبني مصر مقترح السودان الخاص بتدويل الوساطة بشأن سد النهضة. ق.د/وكالات رغم أن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي استبعد نشوب حرب مع السودان بسبب التوتر الحدودي بين البلدين فإن واقع الحال في الميدان ينذر بخطوة عسكرية فاصلة. وبدأ الجيش السوداني منذ نوفمبر 2020 يعيد انتشاره في مناطق واسعة على الحدود الشرقية وقال لاحقا إنه استرد 90 بالمائة من أراض كانت قوات ومليشيات إثيوبيا تحتلها طوال 26 عاما. *أهمية برخت تقع منطقة برخت في أراضي الفشقة الكبرى بولاية القضارف السودانية بعمق 5 كيلومترات داخل أراضي السودان وهي منطقة محاذية لإقليم تيغراي الإثيوبي. وطبقا للمدير التنفيذي السابق لمحلية القرّيشة في ولاية القضارف صديق حسن فريني فإن برخت مستوطنة إثيوبية بمثابة مدينة مصنوعة بوضع إستراتيجي يربط المشاريع الزراعية بالداخل الإثيوبي . ويقول فريني -الذي سبق أن عمل ضمن لجان الحدود المشتركة بين البلدين- في تصريح لموقع الجزيرة نت إن الحكومة الإثيوبية ومنذ إقامة هذه المستوطنة قبل 25 سنة أنشأت بنية تحتية شملت طرق الإسفلت والاتصالات. ويضيف أن برخت تحولت بفضل تطورها المتسارع إلى ملتقى للمستثمرين وكبار التجار الإثيوبيين خاصة من قومية الأمهرة . ويؤكد أن المستوطنة لا يقل سكانها عن 10 آلاف نسمة من الأمهرة والتيغراي وهم قوام المليشيات ذات الارتباط الوثيق بالجيش الفدرالي. وطبقا لمصادر موثوقة فإن التيغراي في برخت فضلوا الهروب بعد الحرب التي شنها عليهم الجيش الإثيوبي. وبفضل توفر الخدمات في برخت -بما فيها الخدمات الفندقية وملاعب الخماسيات - تحولت المستوطنة إلى منطقة إمداد للداخل الإثيوبي بالمحاصيل الزراعية فضلا عن كونها نقطة انطلاق عسكرية إستراتيجية. *معركة مؤجلة وأصبح الجيش السوداني على مشارف برخت بعد خوضه معارك هذا الأسبوع كفلت له السيطرة على منطقة الكردية التي تقع على بعد 3 كيلومترات غربي المستوطنة. لكن عسكريين يرون أن القوات السودانية الآن في حالة هجوم لكنها تتوخى الحذر بسبب 10 آلاف نسمة يقطنون مستوطنة برخت. من جهته يقول الخبير العسكري الفريق محمد بشير سليمان إن الاستيطان الإثيوبي في الفشقة مبني على منهج عسكري يسمى القرى العسكرية يسكنها مواطنون مهيؤون للقتال ولديهم أسلحة بالمخازن ويقودهم ضباط. ويؤكد سليمان أن برخت بهذا الأسلوب منشأة عسكرية مجهزة للدفاع عن نفسها إلى أن يتدخل الجيش الإثيوبي لإسناد مليشيات المستوطنة. ويشير إلى أن القرار السياسي السوداني الآن هو تحرير كل أراضيه لاعتبارات فرض السيادة وفقا لخط حدود 1902 وهو حق مشروع ويوضح أن الجيش السوداني يمكن أن يحاصر برخت كإحدى وسائل الحرب. *سد النهضة ولا يكاد ملف الحدود ينفصل عن ملف سد النهضة حيث يمضي الملفان في اتجاه التعثر بشكل لافت خاصة بعد أن أعلن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية رفض بلاده الوساطة الرباعية التي اقترحها السودان ووافقت عليها مصر. وفي ختام مباحثات لوزيري خارجية السودان ومصر أعلنت القاهرة تأييدها مقترح الخرطوم الخاص بتطوير آلية التفاوض بشأن ملء وتشغيل سد النهضة إلى وساطة رباعية تشمل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وأمريكا. من جهته يقول هشام عبد الله عبده كاهن المستشار القانوني عضو الوفد السوداني المفاوض إن مقترح الخرطوم لا يخرج عن الوساطة الأفريقية بل هو لتوسيعها تحت رئاسة الاتحاد الأفريقي. ويؤكد كاهن أن توسيع الوساطة لا يخرج عن إعلان المبادئ لأن المادة العاشرة من الإعلان تنص على أنه إذا لم تنجح الأطراف (السودان ومصر وإثيوبيا) يمكن اللجوء للوساطة بموافقة الدول الثلاث. ويوضح أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي كانوا جزءا من مفاوضات سد النهضة بصفة مراقبين والمطلوب الآن ترقية صفتهم لوسطاء على أن يكون اللاعب الجديد في هذه المفاوضات هو الأممالمتحدة. ويتابع هناك حاجة لتطوير الوساطة هذا هو الحل الأمثل لأن العودة للشكل القديم للتفاوض مرفوضة بعد 8 أشهر من المفاوضات تباعدت فيها المواقف . ويقول السودان إن الملء الثاني لسد النهضة ب13.5 مليار متر مكعب في جويلية المقبل يشكل خطرا على سدوده على النيل الأزرق كما يهدد حياة 20 مليون سوداني يقطنون على ضفاف النيل.