ماكرون يعلن عن تسهيل الاطلاع عليه بدءاً من اليوم* فرنسا ترفع السرية عن أرشيف الثورة الجزائرية * سفير فرنسابالجزائر: نأمل العمل معاً على طريق التصالح بشأن الذاكرة * س. إبراهيم* قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إتاحة الاطلاع اعتبارا من هذا الأربعاء على الأرشيف السري الذي يرجع تاريخه لأزيد من 50 سنة خصوصا تلك المتعلقة بحرب التحرير الوطني (1954-1962) حسب ما أفاد به أمس الثلاثاء بيان لرئاسة الجمهورية الفرنسية وتعد هذه الخطوة هامة في نظر الباحثين لكنها قد لا تكون كافية في نظر متتبعين حذروا من إمكانية ممارسة باريس للانتقائية في رفع السرية عن الأرشيف الخاص بثورة نوفمبر. وحسب البيان اتخذ هذا القرار من اجل السماح لمصالح الأرشيف اعتبارا من الأربعاء برفع السرية على وثائق مشمولة بسرية الدفاع الوطني خصوصا المتعلقة بعام 1970 ضمنا مضيفا أن هذا القرار من شأنه تقليص مدة الانتظار المرتبطة بإجراء رفع السرية لا سيما الملفات التي تتعلق بحرب التحرير الوطني (الجزائر) . وجاء هذا الإعلان بعد أسبوع من اعتراف الرئيس ماكرون نيابة عن فرنسا بتعذيب واغتيال الشهيد علي بومنجل من طرف جيش الاحتلال سنة 1957. ويدل هذا القرار على أننا نتقدم بخطى سريعة حسب نفس البيان مشيرا إلى ان نطاقه يتجاوز الإطار التاريخي للجزائر وان الرئيس الفرنسي قد استجاب لتطلعات المجتمع الجامعي التي لطالما اشتكت من صعوبة الاطلاع على الأرشيف السري الذي يرجع تاريخه لأزيد من 50 سنة بسبب التطبيق الصارم لمنشور حول حماية سرية الدفاع الوطني . وفي سياق ذي صلة أكد سفير فرنسابالجزائر فرانسوا غوييت مساء الاثنين بقسنطينة أن الفرنسيين يأملون في العمل مع الجزائريين على طريق التصالح فيما يخص الذاكرة . و أوضح الدبلوماسي الفرنسي بأن المسعى الذي اتبعه مؤخرا الرئيس إيمانويل ماكرون الذي اعترف باسم فرنسا بأن المحامي والقيادي السياسي في الحركة الوطنية الجزائرية علي بومنجل قد تم تعذيبه واغتياله على يد جيش الاحتلال خلال حرب التحرير يندرج في إطار المجهودات المبذولة لتجاوز العداوات المتعلقة بالذاكرة بين فرنسيين وجزائريين . وأكد السيد غوييت في ندوة صحفية عقدها عقب جلسة عمل مع متعاملين اقتصاديين بمقر غرفة التجارة والصناعة الرمال بقسنطينة بأن مبادرة الذاكرة للرئيس ماكرون بشأن اغتيال علي بومنجل عام 1957 تندرج ضمن مسعى الاعتراف بأفعال تاريخية معتبرا أنه من المهم جدا معرفة والاعتراف بأفعال تاريخية كما وقعت . وذكر السيد غوييت أيضا بأن الجزائر قد تلقت بارتياح قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤكدا أن الرئيس الفرنسي يريد حقا بناء علاقة هادئة وديناميكية وإيجابية وبناءة مع الجزائر والمضي قدما ودفع التعاون بروح بناءة وودية . وبشأن آفاق تطوير العلاقات العلاقات الاقتصادية والتجارية بين فرنساوالجزائر وبخاصة قسنطينة أفاد الدبلوماسي الفرنسي بأن هذه الولاية توجد في الطليعة في المجالات الصيدلانية والصناعة الغذائية وهما تخصصين بإمكانهما أن يجلبا اهتمام الفرنسيين حسب ما أضاف. وبعد أن وصف فرنسا ب الشريك الكبير للجزائر و مستثمر هام أكد السيد غوييت بأن مجهودات جارية من أجل تشجيع حركة الاستثمار في الاتجاهين ومحاولة تعزيز التقارب والتضافر والتآزر من خلال إقامة علاقات بين الشركات الفرنسية والجزائرية خاصة منها الصغيرة والمتوسطة. كما أكد السفير الفرنسي أن الرئيسين الجزائري والفرنسي يرغبان في إضفاء ديناميكية على العلاقة بين البلدين مبرزا أن فرنسا تعمل على العمل أكثر في مجال التعاون وتبقى في إصغاء وتفتح من أجل تعزيز العلاقات الثنائية . وأشار السيد غوييت إلى أن السلطات الجزائرية تفكر في تكييف إطار الأعمال لجعله أكثر جاذبية مؤكدا على أن فرنسا تبقى مستعدة لمرافقة هذه الحركية من أجل ترقية الجاذبية للاستثمار والشراكة بين البلدين . وبعد أن وصف جامعة الإخوة منتوري (قسنطينة1) ب الرائدة ضمن الجامعات الجزائرية أشار الدبلوماسي الفرنسي إلى وجود برنامج تعاون جامعي بين الجزائروفرنسا. وقد استقبل فرانسوا غوييت في إطار زيارته إلى قسنطينة من طرف الوالي ساسي أحمد عبد الحفيظ حيث تحادث معه بشأن التعاون الجزائري الفرنسي وذلك بحضور رئيس المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة. للإشارة فقد زار السفير الفرنسي جامعة الإخوة منتوري (قسنطينة 1) كما توجه إلى مواقع ومعالم تاريخية بالمدينة على غرار نصب الأموات حيث وضع إكليلا من الزهور تخليدا لذكرى قتلى الحرب العالمية الأولى وكذا إلى المقبرة المسيحية.