متابعة قياسية لقنواتهن.. يوتوبرز يتخطين البطالة نحو عالم الشهرة والثراء لم تعد الوسائط الاجتماعية سبيلا للمعرفة واستقاء المعلومات والتعلم بخطوات سريعة ويسيرة وإنما تحولت إلى فضاء للعمل والكسب والخروج من قوقعة البطالة اختارتها بعض النسوة والشابات لإنشاء قنوات عبر اليوتيوب سعيا نحو الشهرة والثراء وحصدت تلك القنوات متابعة قياسية في ظرف وجيز تلك المتابعة أو المشاهدة التي تدر على أصحاب القنوات أو اليوتوبور مبالغ متفاوتة على حساب أحلام المتابعين الذين تجذبهم حياة الرفاهية بعيدا عن كل السلبيات. نسيمة خباجة تنوعت تلك القنوات فمن الطبخ إلى التجميل إلى تعليم فنيات الديكور واستقبال الضيوف إلى وصفات متنوعة وتجهيزات البيت فهي عالم قائم بذاته حصد اهتمام النسوة لكن لا يخلو من السلبيات فالرفاهية غير متاحة للجميع مما جعل الكثيرات يندبن حظهن بسبب حياتهن البسيطة التي تبعد كثيرا عن حياة اليوتوبرز أو الحياة المصطنعة التي تصورها اليوتوبرز بإيجابياتها بعيدا عن الواقع المعاش. قنوات متنوعة تتعدد القنوات عبر اليوتيوب لجلب اكبر نسبة من المشاهدة قصد حصد الشهرة وبالتالي كسب مداخيل لأصحاب تلك القنوات أو اليوتوبرز وتُحظى قنوات الطبخ والتجميل والتدابير المنزلية وغيرها باهتمام النسوة الجزائريات من مختلف الأعمار ولا يخفى على أحد المتابعة القياسية لقناة أم وليد المختصة في الطبخ والتي بدأت كفكرة بسيطة في المطبخ لتتخطى عتبة 8 ملايين مشترك في القناة وآلاف الإعجابات يوميا لاسيما أن صاحبة القناة تعتمد البساطة وتساير الواقع الاجتماعي المعاش في الجزائر في فيديوهاتها بعيدا عن مظاهر الفخامة التي نراها في قنوات أخرى. قنوات التجميل هي الأخرى حُظيت بمتابعة من طرف النسوة والسيدات المهووسات بعالم الجمال والوصفات الطبيعية المستعملة في التجميل إلى جانب قنوات ديكور البيت والتدابير المنزلية المتنوعة وعالم تربية الأطفال التي تحظى هي الأخرى بمتابعة قياسية من طرف الأمهات في أولى تجاربهن مع الحمل وتربية الأطفال بحيث صارت تلك القنوات مرجعا للتعليم والتكوين عن قرب وتعددت فوائدها فأضحت المرأة الجزائرية تحصل على الكثير من النصائح والإرشادات وتعلم فنيات الطبخ والتجميل والتربية بكبسة زر. ثراء فاحش لم يكن هدف تلك القنوات إسداء خدمة للمشاهدين بصفة مجانية بل هناك غايات عديدة لليوتوبرز في عالم الشهرة والثراء بالوصول إلى حد معين من المتابعين وهي الغاية التي يطمح لها كثيرون من أصحاب تلك القنوات بحيث أن الحرفة أخرجت الكثيرين ومن الجنسين من قوقعة البطالة وصارت حرفة لمن لا حرفة له ورغم أن الكثيرون نجحوا في عالم اليوتبور إلا أن الكثيرون فشلوا بسبب بعدهم عن الاختصاص أو عدم نجاح فكرتهم وعدم حصد الكثير من المتابعين. فعدد المشاهدات اليومية للقنوات يلعب دورا بارزا في شهرة القناة ورفع عدد المشتركين إلى جانب نقرة الإعجاب مما يساهم في رفع بورصة القنوات والحصول على أموال لابأس بها تصل أحيانا إلى 15 مليون سنتيم يوميا. إيجابيات وسلبيات رغم الإيجابيات التي تحصدها قنوات اليوتيوب إلا أن بعض القنوات لا تخلو من بعض السلبيات بسبب التشهير لحياة الرفاهية والفخامة التي تولّد التعالي والنرجسية لبعض صاحبات تلك القنوات مما يعرضهم إلى النقد لكونهن يبعدن عن الحياة البسيطة والروتين اليومي للجزائريات بحيث صرن طريقا للتحريض على التحرر والخروج عن قيود الأسرة مما يؤثر على بعض الفئات التي تتابعهن على غرار القاصرات اللواتي يعشن في أحلام طيلة مشاهدة فيديو معين عبر قناة اليوتيوب ليصطدمن بواقعهن المعاش مما يؤدي بهن إلى عدم التقبل والبحث عن الحرية والخروج عن قيود الأسرة ونقصد بكلامنا هذا بعض القنوات التي تخصصت في الترويج السياحي والسفر وعيش حياة الرفاهية إلى جانب الغلاء الفاحش لبعض المستلزمات والتي تفوق القدرة الشرائية للجزائريين بحيث تخصصت بعض القنوات في بيع مواد تجميل تصل إلى 5000 دينار من دون أن ننسى قناة تخصصت في الترويح وبيع الخمارات والتي يصل سعر الخمار الواحد فيها إلى 7000 دينار وتعرضت تلك القنوات إلى النقد أيضا كونها لا تتوافق مع الوضع الاجتماعي والمادي للعائلات الجزائرية. لكن لا ننفي الإيجابيات العديدة لقنوات أخرى المختصة في تعليم الطبخ والحلويات وكذا التدابير المنزلية بحيث صارت مرجعا للعديد من النسوة خاصة حديثات الزواج كما أنها حظيت بمتابعة من طرف الشابات للتعلم واختزلت خطواتهن في البحث عن مراكز للتكوين في الطبخ إلى جانب بعض القنوات التي اختصت في الأمومة والطفولة والتي حظيت أيضا بمتابعة المهتمات ليتراوح دور تلك القنوات بين الإيجابيات والسلبيات.