أفادت مصادر أمنية، أن الإرهابي »السابق« مقدم لونيس أبو النعمان عضو الهيئة الطبية لمنطقة الوسط، قد سلم نفسه في بلدية الرويبة، شرق الجزائر العاصمة، في ال18 أفريل الفارط، وقالت المصادر حول الإرهابي الذي سبق للسلطات قبل أسبوع أن كشفت أنه سلم نفسه، أن »أبو النعمان« كان مسؤولا طبيا في كتيبة »الأرقم« وروى أن التنظيم لم يعد بإمكانه تحمل الأعباء الطبية والعقلية التي باتت تصيب عناصره. كشف مصدر أمني، أمس، ل»أخبار اليوم«، أن الإرهابي مقدم لونيس أبو النعمان عضو الهيئة الطبية لمنطقة الوسط، ظل يتعاون مع مصالح الأمن إلى غاية تسليم نفسه في سرية تامة، ونقل أن الإرهابي حدد مكانا في الرويبة عند بائع للشرائح الهاتفية حيث قصده بحجة واهية هي جلب شرائح للمتعامل موبيليس، وأفيد أنه كان بدوره سببا في إقناع عديدين بالنزول من الجبل، لاسيما وأنه من القدامى والتحق بالتنظيم الإرهابي عام 1996. وأفيد أن »أبو النعمان« لما سلم نفسه كان يدرك أن عدة عناصر قيادية تنوي فعل نفس الأمر، ويتعلق الأمر ب»عثمان أبو العباس« واسمه الحقيقي تواتي عثمان أحد أعضاء مجلس الأعيان، والذي شغل أيضا منصب الضابط الشرعي لتنظيم »الجماعة السلفية للدعوة والقتال«، وهو أيضا سلم نفسه لمصالح الأمن، حيث أن »أبو العباس« ينحدر من عين الحمرة في برج منايل ببومرداس واسمه الحقيقي توات عثمان ويعتبر علبة التنظيم السوداء من حيث ما كان يشغله من مناصب في مقدمتها عضويته بمجلس الأعيان والضابط الشرعي للتنظيم وقاضي هيئة الجماعة. وفي نفس اليوم الذي قرر فيه »أبو العباس« تسليم نفسه حذا حذوه الإرهابي حسين عبد الحليم المكنى »عبد القادر«، وهو من مواليد العاصمة التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1994 بعد فراره من سجن تازولت في باتنة وكان قبل تركه السلاح ينشط ضمن سرية عين الحمام تحت لواء كتيبة »النور«. وبعدها المسمى مقدم لونيس واسمه في التنظيم »أبو نعمان« مسؤول اللجنة الطبية للتنظيم بمنطقة الوسط الذي التحق بصفوف الجماعات الإرهابية قبل 14 سنة، وكانت توبته صاعقة نزلت على »الجماعة السلفية« التي فقدت ركائزها وأصبحت أسرارها ومخططاتها بين أيدي مصالح الأمن لما وفره التائبون من معلومات هامة. ونقل »أبو النعمان« لمصالح الأمن، استعداد بعض المحيطين بالإرهابي درودكال، لتسليم أنفسهم، في وقت تغيب الثقة بين العناصر المتبقية وباتت الشكوك كثيرة فيما بينهم حول من يريد تسليم نفسه، لذلك أخبر أن الأمير عزل نفسه رفقة عنصرين لا أكثر ولم يعد أتباعه يدركون مصيره من فرط قلقله على الزعامة، ونقل أيضا أن الإرهابي الأمير بات يخشى التصفية من أشد المقربين منه ما جعل التنظيم بلا خطط جديدة وغير قادر على التحرك، حيث يبدي أغلب المجندين عدم اقتناعهم بشرعية الجهاد في بلد يدين بالإسلام ويقول المصدر أن كلا من يسلم نفسه يلخص دوافع التحاقه بركب المصالحة الوطنية فيما يعيشه التنظيم من انحراف وانتهاكات وانعدام الثقة، فضلا عن عدم شرعية الجهاد فإنه لم يبق في التنظيم ما يدفع للبقاء فيه فضلا على أن معظم من بقوا في الجبال من قدماء التنظيم فقدوا الثقة واقتنعوا أن التنظيم دخل في نفق مظلم وبدون مخرج ومصيره الزوال.