طالب العديد من أئمة السودان أول أمس في خطب الجمعة، الدولة، بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، وضبط أحوال المجتمع وفق ما يقتضيه الدين الإسلامي الحنيف. وجه خطيب مسجد الجامع الكبير الشيخ كمال رزق رسالة شديدة اللهجة لدولة الجنوب طالبها فيها بأن تكون حازمة وتراعي شؤون المسلمين وعدم إهانتهم وإذلالهم، وقال في خطبة الجمعة أول أمس نريد من حكومة السودان رجالاً وليس أنصاف رجال وحكومة صقور لا طيور.. مشددًا على إحداث تغييرات شاملة في الدولة وتطبيق الشريعة الإسلامية. وقال: بعد انفصال الجنوب لم يعد هنالك عذر لعدم تطبيق الشريعة وضبط الشارع العام والجامعات والنساء.. واتهم رزق شخصيات لم يسمها قال إنها محسوبة على الإسلام وتعمل على عرقلة تطبيق الشريعة، مشيرًا أنها لها مصالح في عدم تطبيق الشريعة، وطالب رزق بمحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين أمام الناس وإنشاء ساحة للقصاص وتوفير التعليم والعلاج ووقف القروض الربوية وتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب، ورسم رزق صورة قاتمة ومصيرًا مجهولاً لمسلمي الجنوب، وقال إن الحركة الشعبية ستعمل على تضييق الخناق عليهم وعدم توظيفهم وأردف: المسيحيون سترعاهم أمريكا واليهود أما المسلمون فلن يرعاهم أحد، ولفت إلى أن سلفا كير لا يهتم بأمرهم، وقال إن باقان أموم عدو للإسلام.. وأشار أن الجنوب سيصبح اليوم ساحة للفاتيكان وكل المسيحيين في العالم سيؤدون الصلاة في كنائس الجنوب، وعبّر عن أسفه لانضمام دولة جديدة وشعب جديد للكنيسة.. وقال: هذه أمنية ظلت تنشدها الدول الصهيونية، وتأسف رزق على أن اتفاقية نيفاشا لم تفرد حيزًا للمسلمين الجنوبيين مما حدا بالحركة الشعبية إلى استهدافهم والاعتداء على ممتلكاتهم.. وقال: نحن لا نبكي الأرض اليوم ولا الثروات ولا البترول الذي أكد أنه موجود في السودان.. ووضع رزق خيارين للمسلمين الجنوبيين، و قال: إما أن يحملوا السلاح ويدخلوا الغابة أو يعيشوا عيشة الهوان والذل. وبدوره نصح خطيب مسجد النور الإسلامي د. عصام أحمد البشير الدولة بمراجعة شاملة للدستور والتشريعات مشددًا على تطبيق الشريعة الإسلامية وأن تكون المرجعية الأساسية هي الكتاب والسنة.. وطالب عصام البشير الدولة بتخفيف الإنفاق الحكومي وإزالة الترهل في هيكلها.. ومعالجة البطالة وتوظيف طاقات الشباب وتحقيق العدالة الاجتماعية.. وناشد المشايخ وأئمة المساجد عدم الانشغال بالخلافات الفرعية والتكفير والتضليل، وقال: يجب على الجميع أن يكونوا في خندق واحد، ودعا الأحزاب السياسية والجماعات النقابية ومنظمات المجتمع المدني إلى العمل من أجل تحقيق الشراكة الاجتماعية مشيرًا إلى أن مستقبل البلاد ومصيرها بيد الجميع. ومن ناحيته وصف خطيب مسجد القوات المسلحة انفصال الجنوب بالخير على السودان والمسلمين موضحًا أن الجنوب كان عبئًا على الشمال، وقال إن الشمال لم يقصر مع الجنوب وتعامل معه بحسن النية.