قال إن قوة الجيش وراء استمرار الاستقرار.. الرئيس تبون: الجزائر مستهدفة.. * الحراك الأصيل انتصر بفضل سلميته تحت حماية مصالح الأمن والجيش * أخطأ من قال إن الجزائر ستسقط بعد سوريا.. * العصابة سرقت مئات الملايير من الدولارات وحوّلتها إلى الخارج * س. إبراهيم* أجرى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مقابلة صحفية مع قناة الجزيرة القطرية بث مساء الثلاثاء تطرق فيها إلى جملة من القضايا الوطنية الجوهرية والجهوية كالملف الليبي وكذا عدد من الملفات العربية في مقدمتها القضية الفلسطينية وحرص الرئيس تبون على الإشارة إلى أن الجزائر مستهدفة.. وذكر تبون أن الحراك الأصيل انتصر بفضل سلميته تحت حماية مصالح الأمن والجيش مصرّحا أن الاستقرار مستمر في الجزائر بفضل قوة جيشها . في الشأن الداخلي قال رئيس الجمهورية إن الحراك المبارك الأصلي أنقذ الدولة الجزائرية من الذوبان والجزائر كانت تحت سيطرة عصابة مضيفا أن هذه العصابة سرقت مئات الملايير من الدولارات وحولتها إلى الخارج وكانت ترغب في استغلال مرض الرئيس السابق للاستيلاء على السلطة لخمس سنوات أخرى . واعتبر في نفس الموضوع أن حجم الفساد في الفترة السابقة كان كبيرا وإلى اليوم ما زلنا نكتشف امتداداته الظاهرة وغير الظاهرة مشيرا إلى أن 50 شخصا فقط احتكروا الاستيراد في الحقبة الماضية وكانت لهم السلطة المطلقة والقرار في اختيار من يحق له الاستثمار في الجزائر . وأوضح أن العدالة حجزت واسترجعت جميع الممتلكات الظاهرة للعصابة وتم إرجاعها إلى خزينة الدولة والجزائر تعمل -كما قال- مع الدول الصديقة في أوربا والعالم لاكتشاف واسترجاع الأموال المنهوبة. وأضاف الرئيس أن 13 مليون جزائري أنقذوا الجزائر من العهدة الخامسة وتمديد الرابعة وبفضل وعي الشعب تجاوزت الجزائر مرحلة الخطر مذكرا ان الجزائر شهدت أول ربيع عربي بعد أحداث أكتوبر 1988. وفي الشأن السياسي أوضح رئيس الجمهورية أن الجزائر تخلصت من الإسلام الإيديولوجي إلى غير رجعة وأن التيار الإسلامي الناشط في الجزائر يختلف عن باقي التيارات الإسلامية في الدول الأخرى . واعتبر من جهة أخرى أن الحراك الأصيل انتصر بفضل سلميته تحت حماية مصالح الأمن والجيش وأن المسيرات الأخيرة مجهولة الهوية وغير موحدة فكريا لا في المطالب ولا في الشعارات وهي بالمئات فقط حيث أن خمسين ولاية جزائرية لا تشهد أية مسيرات في الفترة الأخيرة . وأشار الى ان العلاقة بين الرئاسة والجيش علاقة طبيعية مؤكدا أن الجيش الجزائري مؤسسة دستورية تقدس دستور الدولة . وبشأن القضية الفلسطينية قال رئيس الجمهورية إن موقف الجزائر ثابت لا يتغير بالتقادم او بالتخاذل مذكرا أنه يوجد اتفاق في اطار الجامعة العربية يتعلق بالارض مقابل السلام بما يعني قيام دولة فلسطين وبعدها السلم ولكن للأسف اليوم لا يوجد لا سلام ولا ارض مما يدعو للتساؤل عن جدوى التطبيع. وأضاف في نفس السياق أن الجزائر تحمل مشعل فلسطين والصحراء الغربية والشعوب المضطهدة ولذلك يريدون إسكات صوتها وهذا لن يحدث . واعتبر في هذا الموضوع أن الاستقرار مستمر في الجزائر بفضل قوة جيشها وأنه قد أخطأ من قال إن الجزائر ستسقط بعد سوريا . وفيما يخص العلاقات مع الجارة المغرب قال رئيس الجمهورية: لسنا نحن من لدينا مشكل مع المغرب ولكن المغرب من لديه مشكل معنا مذكرا أن قضية الصحراء الغربية بين أيدي اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار منذ أربعة عقود وأن الأممالمتحدة تعتبر أن الصحراء الغربية مستعمرة. وذكر في هذا الشأن أنه سبق وأن كانت علاقاتنا جيدة مع المغرب والحدود مفتوحة رغم ملف الصحراء الغربية مجددا موقف الجزائر الثابت والذي لم يتغير تجاه الصحراء الغربية ولا نقبل بالأمر الواقع مهما كانت الظروف . وبخصوص الأزمة الليبية ذكر رئيس الجمهورية ان الجزائر رفضت أن تقع طرابلس في قبضة المرتزقة وأنها كانت على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوطها . حينما قلنا أن طرابلس خط أحمر - يقول رئيس الجمهورية- كنا نقصد جيدا ما نقول والرسالة وصلت لمن يهمه الأمر مذكرا بموقف الجزائر المطالب في مؤتمر برلين بإجراء انتخابات عامة في ليبيا تحت إشراف الأممالمتحدة. وأشار تبون إلى أن الأشقاء الليبيين طلبوا أن تتم المصالحة الليبية في الجزائر وهذا ما أكده رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية في زيارته الأخيرة للجزائر . واعتبر أن اهتزاز استقرار ليبيا كانت له تداعيات على الوضع في المالي ودول الساحل حيث كانت -كما اضاف- قوافل محملة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة تم رصدها بالأقمار الصناعية متجهة إلى منطقة الساحل ولم يتم منعها وإيقافها . ويرى الرئيس ان مثل هذا السلوك يهدف إلى تطويق الجزائر لتسهيل اختراقها ولهذا السبب نسعى إلى تقوية جيشنا بشكل أكبر مشيرا إلى أن المناورات العسكرية للجيش في الفترة الأخيرة جاءت لضمان جاهزيته لأي طارئ . وبخصوص العلاقات مع فرنسا قال رئيس الجمهورية انه توجد بفرنسا ثلاث لوبيات لا يتوافق أحدهم مع الأخر الأول من المعمرين الذين غادروا الجزائر بعد الاستقلال وورثوا حقده لأحفادهم والثاني امتداد للجيش السري الفرنسي في فترة والثالث متكون من جزائريين اختاروا الوقوف مع فرنسا . و بشأن افتتاحية يومية لوموند الفرنسية المخصصة للجزائر قال إن الجزائر التي تحدثت عنها هذه الجريدة ليست هي الجزائر التي نعرفها .