الظاهرة المُروِّعة تشهد تصاعداً في الجزائر أبناء ينتحرون.. وأولياء مُتهمون عاشت بلديتان كبيرتان بالجزائر العاصمة (باب الزواروبرج الكيفان) مؤخراً حادثتين متزامنتين تقريباً هزتا سكان المنطقة بانتحار طفلين بالغين من العمر 13 و16 سنة بطريقة شنيعة.. وإذا كان من الثابت أن الانتحار جريمة لا تبرير لها إلا أن ذلك لا يغني عن البحث في الدوافع والمسبّبات وحسب شهادة بعض الجيران فإن ضغوط الآباء كانت القاسم المشترك بين الحالتين. قبل أيام قليلة اهتزت بلدية باب الزوار على وقع وفاة مراهق ووجهت حينها انتقادات إلى محيطه العائلي وتم اتهام الأولياء بالتسلط على قاتل نفسه وهذا ما أنكره الوالد وهو في حالة صدمة وانهيار مشيرا إلى أنه لم يقصر أبدا بأي شكل من الأشكال وأنه لم يتسلط على ولده وكان فقط يعاتبه كأي والد يعاتب ابنه حرصا وخوفا عليه حسب ما استقته أخبار اليوم من مصادر محلية. وفي اليوم الموالي لهذه المأساة وغير بعيد عن باب الزوار وبالضبط في بلدية برج الكيفان استيقظ السكان على وقع فاجعة أخرى تكاد تكون نسخة طبق الأصل من فاجعة المراهق المنتحر بالبلدية المجاوِرة حيث وضع فتى آخر حَداً لحياته بطريقة مشابهة ونفس الانتقادات تم توجيهها للأب الذي قيل بأنه كان متسلطا على ابنه. هاتان الحادثتان ليستا الأوليين من نوعهما ولا يبدو أنهما ستكونان الأخيرتين وذلك أن بعض الأبناء يتخذون من وجهة نظرهم المشاكل والضغوطات الأسرية الناتجة عن سوء الوضع المعيشي في الفترات الفائتة من أزمات مختلفة: (كوفيد -19- نقص الأكسجين الحرائق تدهور المستوى المعيشي....) يتخذونها غطاءً وتبريراً للانغماس في بعض الآفات الاجتماعية والسلوكات غير السوية التي قد تبلغ حد التفكير في الانتحار والتخطيط له وتنفيذه أحيانا. هذا الوضع يحتم على مختلف مؤسسات المجتمع فتح مجال النقاشات والبحث عن حلول ناجعة تكبح هذه الظاهرة المتصاعدة في بلادنا القيام بجريحة الانتحار . ويرى مختصون في علم الاجتماع أن أبناء جيل اليوم أصبحوا أكثر حساسية وهشاشة نفسيا وهذا قد يكون راجعاً إلى عدم تحمل أوليائهم المسؤولية الكاملة لتربيتهم أحسن تربية من جهة ومن جهة أخرى انغماس كثير من أبناء هذا الجيل في أمور سطحية وتافهة وسرعة وسهولة تأثرهم بأقرانهم من المراهقين لاسيما ميسوري الحال وهو ما يجعلهم فريسة سهلة لمختلف الآفات وكلما زاد ابتعادهم عن الدفء العائلي زاد احتمال إقدامهم على الانتحار خصوصا في فترة المراهقة التي تُعرف بأصعب حالة يمر بها الإنسان في فترة نموه وكل هذا يفرض على الأولياء أن يكونوا أكثر حرصا ويقظة أملا أن يتجنبوا وقوع حوادث وأمور لا يُحمد عقباها.