لنكهته الطبيعية ومنافعه الصحية.. ربات البيوت يتسابقن على تخليل الزيتون تتسابق ربات البيوت على تخليل الزيتون الطازج في موسم جنيِّه ويقتنينه على طبيعته ومذاقه المر ليقمن بتخليله على مستوى بيوتهن بطريقة خاصة وعلى مراحل وهي عادة ألفنها في كل سنة من أجل تحضير زيتون طبيعي بعيداً عن المواد الحافظة التي تغمر الزيتون الصناعي الجاهز الذي يباع عبر المحلات. نسيمة خباجة هناك عادات التزمت بها المرأة الجزائرية منذ أمد بعيد وأبت إلا المحافظة عليها كونها تنبع من تراثنا التقليدي العريق على غرار تجفيف التين وتخليل الزيتون والفلفل الحار وغيرها وهي كلها عادات تحمل أبعادا صحية وتدخل في عولة العائلات للأيام الشتوية لاسيما مع الغلاء الذي تشهده مختلف المواد الاستهلاكية على غرار الخضر بحيث بتلك العادات الحميدة تضمن ربات البيوت الإنتاج العائلي وبالتالي المحافظة على الميزانية وتقليص النفقات اليومية. سلال الزيتون تزين الأسواق اصطفت سلال الزيتون عبر الأسواق بكل أنواعه منه الأخضر والبنفسجي المائل للون الأسود ومنه الصغير والكبير الحجم واصطفت أيضا النسوة أمامه لتفقده واقتناء أجود الأنواع.. تقول السيدة سامية في العقد الخامس إنها تعتزم على اقتناء كمية قصد تخليلها في المنزل والحصول على زيتون منزلي طبيعي يجمع بين النكهة والمنافع الصحية وهي تفضله على الزيتون الصناعي الجاهز الذي يعلو ثمنه وتنخفض قيمته الغذائية بسبب المواد الحافظة وأضافت أنها ورثت الحرفة عن أمها التي كانت تتقن تحضيره جيدا منه الأسود والأخضر وتنوّع في نكهته بإضافة بعض التتبيلات على غرار الزعيترة والرند إلى جانب بعض أنواع الخضر كالجزر والبسباس بعد تقطيعها إلى مربعات صغيرة وكل تلك الخطوات لإضافة النكهة على الزيتون والتزمت بنفس الخطوات هي أيضا. وهو نفس ما ذهبت إليه السيدة مريم التي قالت بأنها تتمسك سنوياً بعادة تحضير الزيتون ببيتها بكميات مضاعفة لإدخاله في الاستهلاك اليومي لأفراد عائلتها في موسم الشتاء بالنظر إلى منافعه الصحية لاسيما مع إرفاقه بزيت الزيتون بعد استكمال مراحل إعداده ونضجه والتي لا تزيد فترتها من 12 إلى 15 يوم ورأت أنها بذلك تستفيد من زيتون طبيعي وتقلص ثمن اقتناء الزيتون الصناعي الجاهز الذي قد يصل إلى 450 دينار. إقبال وتفاوت في الأسعار يعرف الزيتون إقبالا كبيرا من طرف الزبائن لاسيما ربات البيوت اللواتي يتقنّ تحضيره رغم تفاوت أسعاره واختلافها إذ يصل النوع الجيد ذو الحجم الكبير إلى حدود 200 دينار للكيلوغرام لتنخفض الأنواع الأخرى ما بين 130و170 دينار بحيث يحدد السعر وفق الحجم والنوعية وكل زبون حسب رغبته وقدرته المادية. لكن مهما علا ثمنه فهو ينخفض عن الزيتون الصناعي الذي يتراوح سعره ما بين 350 إلى 500 دينار ونجد أن الزبائن عادة ما يقتنونه بالغرامات في حدود استطاعتهم بسبب ارتفاع السعر وبالتالي اتجاه النسوة إلى الزيتون الطبيعي وتخليله بالمنزل رغم البحث عن النكهة الطبيعية كغاية إلا انه يعكس اتجاه ربة البيت الجزائرية إلى كل ما من شأنه التخفيف من النفقات الأسرية المتراكمة والمتزايدة في الفترة الأخيرة لاسيما مع ارتفاع الأسعار فكانت عادة تخليل الزيتون وسيلة للظفر بالنكهة والمنافع الصحية و كذا تحقيق الاكتفاء الغذائي للعائلة الجزائرية في موسم شتوي وبارد بأقل النفقات.