أثنى على تطور العلاقات الجزائرية الموريتانية.. الرئيس تبون: السياق الدولي متأزم تطبعه التحديات والتهديدات الرئيس الموريتاني: زيارتي إلى الجزائر مثمرة وبناءة س. إبراهيم أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمس الثلاثاء أن العلاقات بين الجزائر وموريتانيا عريقة وتعرف تطورا لافتا ازدادت وتيرته في المدة الأخيرة بفتح المعبر الحدودي وبالمناسبة أشار الرئيس تبون إلى أننا نعيش في ظل سياق دولي متأزم تطبعه التحديات والتهديدات . وقال الرئيس تبون في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الموريتاني السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عقب المحادثات التي جمعت بينهما بمقر رئاسة الجمهورية أن هذه المحادثات كانت ثرية وشكلت فرصة للتطرق للعديد من جوانب التعاون الثنائي والعلاقات بين البلدين الشقيقين مؤكدا أن هذه العلاقات عريقة وتعرف تطورا لافتا ازدادت وتيرته في المدة الأخيرة بفتح المعبر الحدودي . وأوضح أن هذا المعبر الحدودي أصبح بالفعل جسرا للتواصل بين سكان المنطقة الحدودية وضاعف من مستوى التبادل التجاري معتبرا أنه مكسب هام تعزز بإنجاز آخر وهو اللجنة الثنائية الحدودية التي استحدثت مؤخرا برئاسة وزيري الداخلية للسهر على التعاون الثنائي في المناطق الحدودية ومتابعة التنسيق الأمني . وشدد رئيس الجمهورية على أن علاقات التعاون والشراكة بين البلدين حققت مكاسب في العديد من المجالات مشيرا إلى أنها تتطلب اليوم توفير شروط ترقيتها وتذليل ما بقي من الصعوبات للوصول إلى التنمية المشتركة والمستدامة التي نتطلع إليها جميعا . وبذات المناسبة عبر الرئيس تبون عن ارتياحه الكبير لزيارة الرئيس الموريتاني التي أتاحت لنا فرصة إثراء الإطار القانوني المنظم للتعاون الثنائي من خلال التوقيع على جملة من الاتفاقيات شملت العديد من القطاعات تمهيدا لتوسيع التعاون إلى ميادين أخرى وتهيئة للظروف المواتية لرجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين للمساهمة في الدفع بالتعاون الاقتصادي والتجاري وبناء شراكة قوية وضرورة البدء في إنجاز طريق تندوف-زويرات . وفي سياق متصل لفت رئيس الجمهورية إلى أنه خلال تبادل الآراء والأفكار مع أخيه الرئيس الغزواني حول راهن العلاقات الأخوية تم استحضار محطات من تاريخنا المشترك وصفحاته المشرقة وكيف كان علماء الجزائر من مختلف المدن والحواضر يسافرون رغم المسافات والمشاق إلى بلاد شنقيط للعلم والتعليم . وأضاف أنه علاوة على العلاقات الثنائية المتميزة بين شعبينا فإن زيارة الرئيس الغزواني شكلت سانحة لتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف المسائل التي تهم بلدينا ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة الوضع في ليبيا وفي منطقة الساحل . كما سمحت - يضيف رئيس الجمهورية - بالتطرق إلى العمل العربي المشترك الذي حظي في المحادثات باهتمام خاص لاسيما وأن الجزائر ستحتضن قريبا القمة العربية التي نأمل أن تكون قمة جامعة وموحدة للصف العربي . وأردف الرئيس تبون قائلا أنه في ظل سياق دولي متأزم تطبعه التحديات والتهديدات تطرقنا إلى أولوية تضافر جهودنا وتنسيق مواقفنا مشيرا إلى تطابق وجهات النظر حول هذه القضايا وتوافق مواقفنا بشأنها . وخلص رئيس الجمهورية إلى التأكيد مرة أخرى بأن الجزائر ستبقى حريصة على توطيد علاقات الأخوة وتوسيع مجالات التعاون بالتمكين لديناميكية جديدة تعزز الشراكة التي نتطلع إليها خدمة لشعبينا الشقيقين وللمنطقة . الرئيس الموريتاني يؤكد أن زيارته إلى الجزائر مثمرة وبناءة أكد رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أمس الثلاثاء أن زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر مثمرة وبناءة وستسمح بالارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين إلى مستوى الأخوة والصداقة التي تربط الشعبين الشقيقين . وقال الرئيس الغزواني إن زيارته إلى الجزائر مثمرة وبناءة جددنا خلالها عزمنا المشترك على مضاعفة الجهود سويا من أجل الدفع بالتعاون بين البلدين إلى مستويات أكثر تنوعا ورسوخا خدمة لمصلحة الشعبين والمغرب العربي الكبير والأمة الإسلامية عموما . وشدد على أن علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين واسعة ومتنوعة ومتجذرة في التاريخ مضيفا بالقول: نحن نعمل الآن على تعميقها والارتقاء بها لتكون في مستوى الأخوة والصداقة التي تربط الشعبين الشقيقين . وأوضح أن زيارته شكلت فرصة لترسيخ علاقات التعاون لافتا إلى أن ذلك تجلى في التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجالات مهمة . وأضاف الرئيس الموريتاني أن زيارته إلى الجزائر سمحت أيضا بالتطرق إلى العلاقات الثنائية واستعراض أبرز القضايا الدولية والإقليمية التي تهم البلدين . وبذات المناسبة تقدم الرئيس الموريتاني بشكره للرئيس تبون على دعوته الكريمة معربا له عن عميق ارتياحه والوفد المرافق له لما حظي به من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة . محادثات موسعة توسعت المحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مع نظيره الموريتاني السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة لتشمل أعضاء وفدي البلدين. وقد شارك في هذه المحادثات التي جرت بمقر رئاسة الجمهورية عن الجانب الجزائري وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق وزير التكوين والتعليم المهنيين ياسين مرابي والوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالمؤسسات المصغرة نسيم ضيافات. وعن الجانب الموريتاني حضر المحادثات أعضاء الوفد المرافق للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تحادث بمقر رئاسة الجمهورية على انفراد مع نظيره الموريتاني السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يقوم بزيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام. الرئيس الموريتاني يستقبل رئيس مجلس الأمة استقبل رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أمس الثلاثاء بمقر إقامة الدولة بزرالدة (الجزائر العاصمة) رئيس مجلس الأمة السيد صالح قوجيل. مخلوف ساحل: الزيارة تحمل دلالة متعددة الأبعاد اعتبر خبير الشؤون الإستراتيجية والأمنية البروفسور مخلوف ساحل أن زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للجزائر منذ الاثنين وعلى مدى ثلاثة أيام تحمل دلالات متعددة الأبعاد بالنسبة للبلدين الشقيقين. وأضاف في هذا الخصوص أن العلاقات الجزائرية-الموريتانية تكتسي ديناميكية جديدة لدفع التعاون الثنائي إلى آفاق أوسع انطلاقا من توافق كبير في المواقف والرؤى وإرادة سياسية مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي التجاري وخاصة المجال الأمني. وقال مخلوف ساحل لدى نزوله أمس الثلاثاء ضيفا على برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى إنه من المهم جدا بالنسبة لدول منطقة الساحل إعادة بعث آلية دول المجال التي بإمكانها أن تساهم في التعاون لمواجهة التحديات المشتركة مضيفا أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أعطى أهمية لإعادة بعث التحرك الدبلوماسي الجزائري في الكثير من الفضاءات الجيوسياسية التي تهم البلاد سواء تعلق الأمر بالمنطقة المغاربية أو الإفريقية أو منطقة الساحل والمنطقة العربية. وأشار المتحدث أيضا إلى ما يمكن تمثله من تعزيز فرص الاستثمار وإقامة مشاريع شراكة في القطاعات ذات الأولوية على مستوى المناطق الحدودية وترقية التبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية والرياضية إلى جانب تنظيم وتسهيل تنقل الأشخاص والممتلكات وتأمين الحدود المشتركة ومحاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود .