محل للتباهي والتعالي عبر الفايسبوك موائد الأكل الفاخرة تستفز الجزائريين أصبحت الوسائط الاجتماعية مرآة عاكسة للفوارق الطبقية في المجتمعات والجزائر ليست في منأى عن تلك التأثيرات السلبية بحيث أضحت وسيلة للتعالي والتفاخر من خلال إظهار نمط العيش اليومي الذي يختلف من شخص لآخر ومن عائلة لأخرى للعوام ومن بين العادات الطاغية حاليا إظهار الموائد والأطباق والتفاخر بها وهي الممارسات التي تعرضت إلى انتقادات لاذعة. نسيمة خباجة يبدو أن التكنولوجيا فضحت كل شيء مستور وتعددت سلبياتها وأضحت تجسد معاني الطبقية بحيث أصبحت فضاءً لاصطفاف الموائد وأنواع المأكولات الفاخرة على مرأى البسطاء الذين يلقون نظرة خاطفة ويمرون. امتلأت صفحات الفايسبوك و الستوريات بأفخم الأطعمة وتحولت إلى عادة يومية لدى البعض رافعين شعار كول وصوُر حتى اكتست طابع المفاخرة والتباهي بالمأكولات في الوقت الذي يعاني فيه الكثيرون من غلاء المعيشة والتهاب الأسعار فمن العائلات من أضحت لا تقوى حتى على اقتناء البطاطا كمادة استهلاكية التي عاودت الارتفاع إلى 90 و100 دينار اما اللحوم بنوعيها والاسماك فحدث ولا حرج لكونها بعيدة المنال. ستوريات كُول وصوّر محل انتقاد لم يجد البعض اي حرج في اتباع سلوك مشين تعرض إلى انتقادات لاذعة في كم من مرة بسبب النتائج السلبية الناجمة عنه بحيث يذهب بعض الأشخاص إلى نشر وجباتهم بصفة يومية وموائد تحوي أكلات فاخرة تتوسطها أرقى الاسماك واللحوم دون ادنى اعتبار ل مرور البسطاء من هناك وإسالة لعابهم وكانت تلك العادة قد تعرضت إلى انتقادات فيما سبق لاسيما خلال الشهر الفضيل الذي تصطف فيه الأطباق على مرأى الزوالية إلى جانب تأثير ذلك على النسوة الحوامل اللواتي يجتزن فترة الوحم واشتهائهن لكل ما تقع عليه أعينهن. وتُعرض تلك الوجبات خاصة عبر الستوريات وحتى صفحات الفايسبوك بحيث اصبحت محل تقليد وتنافس في من يفتك حصة الأسد حول افخم الأطباق وأرقى الموائد واقتحمت الحلبة حتى بعض الطباخات المعروفات في الجزائر اللواتي صرن يعرضن اطباقهن التي تعكس حياة الترف عبر الستوريات من أجل التباهي لا غير فما الجدوى من ذلك؟! تنعدم الفائدة من تلك السلوكات دون شك وهو ما عبر به العديد من المواطنين اللائي ناقشنا معهم تلك العادات التي تحولت إلى سلوك يومي التصق بالبعض. تقول الشابة سهام وهي جامعية إنها في العديد من المرات اثناء عبورها بصفحتها الفايسبوكية تقترن بتلك الصور والستوريات التي تعرض انواع من المأكولات عبر الموائد في البيوت أو حتى عبر المطاعم الراقية بحيث يصور هؤلاء الطعام ويشهّرون به قبل أكله ورأت ان الغرض هو التباهي على الغير وهي تناهض تلك السلوكات التي تبعد عن مبدأ القناعة فالجزائري بطبعه قنوع فلماذا يمارس البعض تلك العادات التي تكثر سلبياتها وتنعدم فوائدها؟ - تتساءل- وصارت تلك الممارسات حتى خلال الشهر الفضيل دون اعتبار للعائلات البسيطة التي تتزعزع مشاعرها لرؤية تلك الاطباق في الوقت الذي تعاني فيه الحاجة والعوز. أما السيد كريم فقال إن البعض ينشرون فيديوهات وهم يأكلون ويتسامرون في المطاعم أو البيوت وقال انها عادات دخيلة على مجتمعنا التي كانت فيه الأسر تستر ما تأكل سواء أكانت وجبات بسيطة أو فخمة فكل يوم برزقه ونعمه لكن اليوم اصبح الطعام أو الاكل محل للتنافس والمقارنة بين البعض من اجل التفاخر والتباهي ورأى ان العادة حسب رأيه هي جد مشينة ولا تعكس شيم مجتمعنا القنوع والبسيط والمتواضع الذي كانت فيه الأسر بالامس تقسم اللقمة مع الجار والاهل والاحباب وحتى الغرباء وعابري السبيل فشتان بين الامس واليوم الذي رفع فيه البعض شعار كول وغزّل -يضحك-. بالفعل رفع البعض على حد قول محدثنا شعار كول وغزّل أو حتى كول وصوّر وهي عادات جد مشينة فكل شخص يأكل حسب قدرته المادية ومستواه المعيشي والانسان القنوع قنوع بطبعه واذا نظرنا من ناحية الايجابيات نجدها تنعدم بل تتعدد السلبيات من خلال زعزعة مشاعر البسطاء في زمن غلت فيه المعيشة وصارت باهظة جدا من دون ان ننسى الأذية التي تتعرض لها النسوة الحوامل عند المرور وهن في فترة الوحم أو حتى المرضى بشكل عام الذين تشتهي نفوسهم بعض المأكولات والفواكه والعصائر المصطفة بتلك الصور ونقول لهؤلاء لا ترتكبون ذنوبا بأفعال عمدية عن قصد أو عفوية دون قصد تمخضت في مجملها عن سلبيات التكنولوجيا .