إن أحببتها أحبك الله سورة الإخلاص.. كنز من الجنة عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب {قل هو الله أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك.. فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ.. نزلت سورة الإخلاص بمكة المكرمة وهي أربع آيات جمعت فيها جوامع الكلم والإعجاز اللغوي والبلاغي بما شهد به الكافر قبل المؤمن لدرجة أن اليهود والنصاري يحفظون هذه السورة مثلما يحفظها المسلمون يقول الله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)﴾. تتضمن السورة الكريمة كل أصول العقيدة والتوحيد ومبادئ الإيمان ولذلك تعدل سورة الإخلاص ثلث القرآن كما ثبت في الحديث الصحيح فالقرآن الكريم الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم نزل على ثلاثة أقسام: ثُلُثٌ منها الأحكام وثلث منها وعد ووعيد وثلث منها الأسماء والصفات. وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات الخاصة بالمولى سبحانه التي لا يمكن لأحد أن يماثله أو يشابهه فيها. فاشتملت السورة على صفات وذات الله المقدسة فكل ما وصف الله به نفسه وذاته في هذه السورة بين الإثبات والنفي فهي صفات مختصة به لأن ذاته لا تماثل شيئا من الذوات وصفاته مختصة به فلا تماثل شيئا من الصفات بل هو سبحانه أحد صمد {لم يلد ولم يولد} {ولم يكن له كفوا أحد} فاسمه (الأحد دل على نفي المشاركة والمماثلة واسمه (الصمد) دل على أنه مستحق لجميع صفات الكمال. *حبها يوجب الجنة وكما بشر النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه الذي كان يختم بها صلاته بأن الله يحبه فحب سورة الإخلاص أيضا يوجب الجنة كما يوجب محبة الله للحديث المذكور آنفا ومنه قول ابن مسعود: من كان يحبُّ القرآن فهو يحبُّ الله . وحب سورة الإخلاص يوجب دخول الجنة قال عبيد الله عن ثابت عن أنس قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء وكان كلما أفسح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح ب قل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة وذكر الحديث وفيه: فَقَالَ النبي – صلى الله عليه وسلم -: يا فلان ما حملك عَلَى لزوم هذه السورة في كل ركعة فَقَالَ: إني أحبها. فَقَالَ: حبك إياها أدخلك الجنة . وقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن . وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن. فحشد من حشد ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ: قل هو الله أحد ثم دخل. فَقَالَ بعضنا لبعض: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن إني لأرى هذا خبرًا جاءه من السماء. ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إني قلت: سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا وإنها تعدل ثلث القرآن . *تكفي من الشر وتجلب الخير كله قراءة الإخلاص تكفي من الشر وتمنعه وتجلب كل الخير فعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إِلَى فراشه قرأها مع المعوذتين ومسح ما استطاع من جسده . وعن عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أُعَلِّمُكَ خَيْرَ ثَلَاثِ سُوَر أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَأَقْرَأَنِي: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا عُقْبَةُ لا تَنْسَهُنَّ وَلا تَبِت لَيْلَةً حَتَّى تَقْرَأَهُنَّ . *الدعاء بالإخلاص مستجاب الدعاء بسورة الإخلاص مستجاب بإذن الله تعالى فعن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يصلي يدعو يقول: اللهم إني أسالك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد الَّذِي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. قال: والذي نفسي بيده لقد سأله باسمه الأعظم الَّذِي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب .