تبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء السبت للمرة الأولى منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة منذ ثلاثة أيام، إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل. وقالت الكتائب في بيان مقتضب على موقعها الإلكتروني إنها تعلن مسؤوليتها عن إطلاق أربعة صواريخ من طراز (غراد) روسية الصنع على مستوطنة أوفكيم جنوب إسرائيل قرب الحدود مع قطاع غزة. وفي السياق ذاته، أعلنت (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسؤوليتها عن استهداف موقع (ناحل عوز) العسكري الإسرائيلي بقذيفتي هاون عيار 80 مللم. ومن جهتها قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن حصيلة الهجوم الصاروخي على مدينة بئر السبع مساء السبت ارتفعت الى قتيلين بوفاة شابة متأثرة بجراح "بالغة الخطورة" كانت قد اصيبت بها. وأوضحت الإذاعة أن صاروخا من نوع غراد روسي الصنع أطلق من قطاع غزة أصاب أحد المنازل في جنوب مدينة بئر السبع بشكل مباشر ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة أربعة بجروح خطيرة. وأضافت إن منظومة (القبة الحديدية) تمكنت في وقت سابق من اعتراض صاروخ غراد آخر أطلقه مسلحون فلسطينيون من قطاع غزة تجاه مدينة بئر السبع ولم تقع إصابات أو أضرار. كما سقط صاروخٌ ثالث من نفس الطراز خارج بئر السبع. ومن جهة أخرى قالت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس إن رئيس وزرائها إسماعيل هنية تحدث هاتفيا مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء مراد موافي "في إطار جهوده من أجل وقف العدوان الإسرائيلي". وذكر بيان صادر عن الحكومة المقالة أن هنية وموافي استعرضا "الأوضاع التي تسود قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني". وأضاف البيان إن المسؤول المصري أطلع هنية على الجهود المصرية المبذولة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وبحثا التحرك المشترك والجهود المبذولة لذلك "حيث تم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين بهذا الإطار". ومن جهته أكد أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في "حماس" أن أي حديث عن التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل "يجب أن يقترن أولا بوقف العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا الفلسطيني". وشدد بحر في بيان صحفي على "حق شعبنا ومقاومته في الدفاع عن النفس بكل السبل والوسائل المتاحة" معتبرا أن إسرائيل "تتغول على غزة لقناعتها الخاطئة بأنها الحلقة الأضعف في معادلة الوضع الراهن". وتابع: "لا تهدئة إلا بوقف عدوان الاحتلال، فشعبنا يدافع عن نفسه في وجه الهجمة العسكرية الصهيونية، ولم يكن هو البادئ في إشعال فتيل التصعيد الذي تحاول حكومة الاحتلال من خلاله تحقيق أجندة داخلية وخارجية مكشوفة". ويشهد قطاع غزة منذ يوم الجمعة تصعيدا أدى لاستشهاد 15 فلسطينيا وجرح العشرات في سلسلة هجمات إسرائيلية. وتأتي تلك التطورات في غزة عقب اتهام إسرائيل نشطاء قدموا من القطاع بشن هجمات مسلحة على مدينة إيلات المحاذية للحدود مع مصر الخميس، أسفرت عن مقتل ثمانية إسرائيليين وجرح عشرين آخرين، إضافة إلى سبعة من المنفذين. ونفت حركة حماس التي تسيطر على القطاع هذه الاتهامات، متهمة إسرائيل بالسعي لتصدير أزمتها الداخلية إلى القطاع من خلال التصعيد العسكري.