أعادتها إلى واجهة قضايا الأمة.. الجزائر تقود جبهة عربية لدعم فلسطين * القادة العرب يدعون لتأسيس لجنة برئاسة الجزائر لمساندة القضية الفلسطينية س. إبراهيم نجحت الجزائر في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة قضايا الأمة العربية من خلال القمة المنعقدة على مدار اليومين الماضيين وهو ما بدا واضحا من خلال حرص الجزائر وبتزكية عربية على قيادة جبهة لدعم فلسطين دوليا وبهذا الصدد دعا القادة العرب أمس الأربعاء إلى تأسيس لجنة وزارية عربية مفتوحة العضوية برئاسة الجزائر للتحرك على المستوى الدولي لمساندة جهود فلسطين في نيل المزيد من الاعترافات والحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة وعقد مؤتمر دولي للسلام وتوفير الحماية الشعب الفلسطيني. وبمناسبة القمة العربية العادية الحادية والثلاثين بالجزائر شدّد القادة العرب على أنّ أي خطة سلام لا تنسجم مع المرجعيات الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط مرفوضة ولن يُكتب لها النجاح. وطالب القادة العرب المحكمة الجنائية الدولية بالمُضي قدماً في التحقيق الجنائي حول جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الشعب الفلسطيني بما فيها جرائم الاستيطان والضمّ والعدوان على غزة وقتل المدنيين والصحفيين والمسعفين. مركزية القضية الفلسطينية جاء ذلك في قرار بعنوان متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجدات تفعيل مبادرة السلام العربية كما جدّد القادة العرب التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية جمعاء وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين وعلى حقّ دولة فلسطين في السيادة المطلقة على كافة أراضيها المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية ومجالها الجوي ومياهها الإقليمية ومواردها الطبيعية وحدودها مع دول الجوار. وأعاد القادة العرب التأكيد على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الصهيوني وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية بكافة عناصرها والتي نصّت على أنّ الشرط المسبق للسلام الشامل مع الكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات معها هو إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية واعترافها بدولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في تقرير المصير وحق العودة والتعويض للاجئين وحلّ قضيتهم بشكل عادل. وأبرز القادة العرب تأكيدهم على التمسك التام بمبادرة السلام العربية باعتبارها الموقف العربي التوافق الموحّد وأساس أي جهود مستقبلية لإعادة إحياء مسار السلام في الشرق الأوسط بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقّه في إقامة دولته المستقلة على خطوط 4 جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. عضوية كاملة في الأممالمتحدة؟ وأشار القادة العرب إلى دعمهم وتأييدهم خطة السلام التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاباته أمام مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بما فيها مضامين خطابه أمام الدورة ال77 للجمعية العامة يوم 23 سبتمبر 2022 والعمل مع اللجنة الرباعية الدولية والأطراف الدولية الفاعلة لتأسيس آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية مفاوضات سلام ذات مصداقية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين. وطالب القادة العرب الولاياتالمتحدةالأمريكية بالعمل بجد وإخلاص مع الأطراف المعنية لتنفيذ الالتزام بحل الدولتين على خطوط 4 جوان 1967 واستحقاق الشعب الفلسطيني لدولة مستقلة ذات سيادة قابلة للحياة ومتواصلة جغرافياً ودعوا واشنطن كذلك إلى إعادة فتح قنصليتها العامة في مدينة القدس الشرقية المحتلة وإلغاء تصنيف منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ك (منظمة إرهابية) وإعادة فتح مقرّ بعثة المنظمة في واشنطن. وأكدوا ضرورة تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة ودعوة الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى قبول هذه العضوية ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى الاعتراف بها وتبني ودعم حق دولة فلسطين بالانضمام إلى المنظمات والمواثيق الدولية بهدف تعزيز مكانتها القانونية والدولية وتجسيد استقلالها وسياداتها على أرضها المحتلة. ودعا القادة العرب إلى تأسيس لجنة وزارية عربية مفتوحة العضوية برئاسة الجزائر بصفتها رئيس القمة العربية ال31 للتحرّك على المستوى الدولي لمساندة جهود فلسطين في نيل المزيد من الاعترافات والحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة وعقد مؤتمر دولي للسلام وتوفير الحماية الشعب الفلسطيني. إدانة السياسات والإجراءات الإسرائيلية وأعاد القادة العرب التأكيد على إدانة السياسات والإجراءات الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية والتأكيد على إدانة نظام الفصل العنصري الذي تفرضه وتمارسه الدولة العبرية ضدّ الشعب الفلسطيني من خلال سياسات وتشريعات وخطط تستهدف اضطهاد الشعب الفلسطيني وقمعه والهيمنة عليه وتشتيت شمله وتقويض حرية التنقل وعرقلة الحياة الأسرية والتهجير القسري والقتل غير المشروع. وأدان القادة العرب الجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني في مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بما فيها استمرار الحصار على قطاع غزة. وطالب القادة العرب المحكمة الجنائية الدولية بالمُضي قدما في التحقيق الجنائي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي في حقّ الشعب الفلسطيني. وجدّدوا التأكيد على رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية وإدانة السياسة الإسرائيلية العنصرية في سن تشريعات تمييزية تقوض الحق التاريخي للشعب الفلسطيني ورفض أي تجزئة للأرض الفلسطينية والتأكيد على مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى فصل قطاع غزة عن باقي أرض دولة فلسطين. عباس يدعو لتشكيل لجنة عربية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في كلمة له خلال القمة ناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس القادة العرب لدعم الشعب الفلسطيني من أجل الخروج بقرار يقضي بتشكيل لجنة وزارية عربية من أجل التحرك على المستوى الدولي وفضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي والدفاع عن حقوق الفلسطينيين المنهوبة وتنفيذ مبادرة السلام العربية وحشد الدعم للحصول على عضوية فلسطين في الاممالمتحدة. بدعم العرب وبجهودهم يقول الرئيس الفلسطيني تستطيع فلسطين تحقيق هذا المطلب متوجها إلى القادة العرب للسعي بهدف منع نقل السفارات إلى القدس وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومواصلة تفعيل قرارات القمم العربية السابقة بشأن الدعم المالي لموازنة دولة فلسطين. وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد دعا خلال كلمته في افتتاح أشغال القمة إلى إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية لدعم القضية الفلسطينية مبرزا استعداد الجزائر لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأممالمتحدة للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الهيئة الأممية . السيسي: العرب قادرون على استرجاع حقوق الفلسطينيين شدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأربعاء على أنّ العرب قادرون على العمل الجماعي واسترجاع حقوق الفلسطينيين. في كلمته برسم افتتاح أشغال اليوم الثاني للقمة العربية ال31 على مستوى القادة أبرز السيسي أنّ القضية الفلسطينية تبقى جزءً لا يتجزأ من الهم العربي مؤكّداً على القدرة العربية للعمل الجماعي واسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني المهضومة وأكّد أنّ المعيار الحقيقي والتاريخي للتماسك العربي حول القضية الفلسطينية هو مبادرة السلام العربية. الرئيس المصري قال إنّ أمننا القومي كل لا يتجزأ ومن الأسباب التي تحقّق التكامل في كل المجالات داعياً إلى تبني مقاربة مشتركة شاملة تهدف إلى تعزيز القدرات الجماعية لمواجهة الأزمات العربية استناداً لتكريس مفهوم الوطن العربي الجامع. وشدّد الرئيس المصري على ضمان قوة وحدة الصف العربي على أساس تحقيق المنفعة المتبادلة والابتعاد عن التدخل في الشؤون العربية متوقفاً عند الأزمة الليبية التي يرى أنّ تسويتها السياسية والوصول لإجراء انتخابات رئاسية لن يكون سوى تحت قيادة ليبية بعيداً عن الاملاءات الخارجية.