لم يعد يفصلنا عن حلول عيد الفطر المبارك سوى يومين أو ثلاثة , وعليه فقد تحول اهتمام المواطنين والعائلات البجاوية فجأة من أسواق الخضر والفواكه والمواد الغذائية الى محلات الملابس التي صارت قبلة للزبائن خاصة في السهرات الليلية, من اجل اقتناء ملابس الاطفال وهذا مع اقتراب عيد الفطر المبارك والذي صار بالنسبة للفقراء و لعائلات المعوزة هاجسا يكلفهم مصاريف باهظة تثقل كاهلهم واحيانا تدفعهم للاستدانة من الغير حتى من اجل اقتناء البسة الشيفون وهذا لاسعاد الابناء, واثناء تجولنا هذه الايام في بعض الاسواق والمحلات التجارية لبيع الالبسة بمدينة بجاية التقينا(مريم. ب) وهي بصدد شراء البسة العيد لطفلتها الصغيرة, اعربت عن تذمرها الشديد من التهاب اسعار البسة الاطفال وعدم قدرة الاسر ذات الدخل المحدود على اقتناء الالبسة المناسبة لاطفالها فقميص صغير لطفلة لا يتعدى عمرها 3سنوات يكلف مبلغ 2800دج وترجع محدثتنا ارتفاع الاسعار بالدرجة الاولى الى جشع التجار وعدم وجود مراقبة للاسعار, اما مرافقتها (صباح) فتقول انها تفضل شراء البسة العيد من الاسواق بدل المحلات التجارية والتي تكلفها غاليا , وتشاطرها في ذلك امرأة اخرى التقيناها بسوق احدادن والتي تقول انها تفضل الاسواق الشعبية لقربها من بيتها وانخفاض الاسعار مقارنة بالمحلات. اما السيد ب. بوعلام وهو موظف بسيط قال في الموضوع ان العيد مناسبة دينية بهيجة يغتبط فيها المسلمون فيتجمعون مع بعضهم يتبادلون الزيارات ويتسامحون ويتكافلون في هذا اليوم المميز, لكنه يضيف ربما تقول بانني انسان غير عادي ان اخبرتك بان قروب العيد صار يفزعني ويجعلني انزوي لوحدي وافكر بعمق كيف استطيع ان اقتني الالبسة لستة اطفال كلهم في الطور الابتدائي الثاني وزيادة على ذلك مصاريف شهر رمضان الذي يقتطع كل مرتبي وكل ما ادخرته منذ عدة اشهر, انني اضطر, رغما عني ,لالجأ الى المقربين لاستدين ثم أشتري ملابس بأثمان جد منخفضة, المهم ان ادخل الفرحة على قلوب أبنائي ولو بملابس من النوعية الرديئة أو حتى البسة الشيفون المهم انقاذ الموقف. اما "عمر" صاحب محل لبيع ملابس الاطفال بمدينة بجاية, فيقول ان اقبال الزبائن في تزايد كبير في هذه الايام مقارنة بالايام الاولى من شهر رمضان, حيث تتوافد العائلات بشكل ملحوظ في السهرة لاقتناء ملابس الاطفال الذين عادة ما يختارون الملابس بانفسهم حيث يفضلون الملابس المستوردة وغالية الثمن أكثر من غيرها, ويضيف انه قام بتخفيضات في الاسعار ب 10 بالمائة لكن مع ذلك تبقى مرتفعة, اما عامر الذي و جدناه بنفس المحل والذي ظهر انه مثقل كثيرا بمصاريف رمضان وتكلفة ثياب الاطفال اياما قليلة قبل العيد, فقال ان هذه المناسبة صارت فرصة العمر بالنسبة للكثير من التجار الذين تتضاعف ارباحهم وتزداد اطماعهم والثمن بالطبع يدفعه المواطن البسيط والفقير وحدود الدخل مضيفا انه لم تعد في زماننا الرحمة في القلوب واصبح الفقراء يتضايقون من هذه المناسبات الدينية, كونهم يحسنون بالنقص امام الاثرياء, المهم لا تحرموا فلذات اكبادكم من فرحة العيد ولو ببذلة من البسة الشيفون.