واشنطن تتحدث عن حصيلة مروّعة الخرطوم تغرق في الدم.. أعلن السفير الأمريكي لدى الخرطوم جون غودفري عن وصوله إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان بالتزامن مع مطالبة قائد قوات الدعم السريع بتنحي خصومه في هيئة قيادة الجيش السوداني من أجل إتاحة الفرصة لإنهاء القتال المستمر منذ ثلاثة أشهر. ق.د/وكالت على وقع استمرار الاشتباكات العنيفة في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وصفت السفارة الأمريكية في العاصمة السودانية المعاناة الإنسانية من الصراع المدمر في السودان بالمروعة في حين دعا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) -في أول ظهور له منذ أشهر- إلى تغيير قيادة الجيش السوداني من أجل التوصل إلى اتفاق سلام. وأعرب روبرت وود نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي عن قلقه بشكل متزايد من التقارير التي تفيد بأن مجموعة فاغنر الروسية قد نقلت أنظمة الدفاع الجوي المحمولة مانباد إلى السودان عبر جمهورية إفريقيا الوسطى. وأكد وود أهمية الرقابة على هذه الأسلحة ورصد الوضع الأمني في جمهورية إفريقيا الوسطى والمنطقة بشكل أوسع. *ظهور حميدتي من جانبه قال حميدتي -في تسجيل مصور نشرته الحسابات الرسمية لقوات الدعم السريع على منصات التواصل الاجتماعي وظهر فيه بين جنوده- إنه في حال تغيير قيادة الجيش يمكن التوصل لاتفاق خلال 72 ساعة. وأضاف أنه يجري تدمير السودان ويتعين التوجه نحو السلام لكنه قال إن ذلك يستدعي أن يسلم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والقادة الآخرون أنفسهم حسب تعبيره. كما قال إن قيادة الجيش الحالية تعمل وفق توجيهات من وصفهم بفلول النظام السابق مشيرا -تحديدا- إلى القياديين السابقين في حزب المؤتمر الوطني المنحل: أحمد هارون وعلي كرتي. وتابع حميدتي أنه يعتذر لكل السودانيين والسودانيات بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف افريل الماضي التي وصفها باللعينة . وقال قائد قوات الدعم السريع إن قواته لا تضم في صفوفها منفلتين وإن مهمتها تحقيق الديمقراطية للسودانيين . وتواجه قوات الدعم السريع اتهامات من الجيش السوداني ومنظمات دولية بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين. ولم تذكر قوات الدعم السريع تاريخ أو مكان تسجيل المقطع المصور لقائدها. ويعد هذا ثاني ظهور علني لحميدتي بين قواته منذ اندلاع الصراع المسلح بينها وبين الجيش السوداني في افريل الماضي. وكانت قوات الدعم السريع نشرت سابقا تسجيلات صوتية أو بيانات تحدث فيها حميدتي عن الأوضاع الراهنة. *اشتباكات عنيفة وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القصف في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان . وأفادت المصادر بسماع دوي متقطع لأسلحة ثقيلة شمالي مدينة أم درمان وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأضافت أن الجيش استهدف تجمعات للدعم السريع بقصف مدفعي في منطقة بحري (شمالي الخرطوم). وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن الطائرات الحربية التابعة للجيش قصفت عددا من مواقع قوات الدعم السريع جنوبي الخرطوم وفي شرق النيل. من جانبها قالت قوات الدعم السريع إن وفدها ما زال موجودا في مدينة جدة السعودية وإن تمسكها بهذا المنبر هو تعبير صادق عن التزامها بتعهداتها أمام الوساطة السعودية الأمريكية وفق تعبيرها. واتهمت قوات الدعم السريع من سمّتهم الانقلابيين بعرقلة أي جهود لوقف الحرب وحل الأزمة. في المقابل أكدت القوات المسلحة رغبتها في التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل يوقف ما سمته العدائيات ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب. وأشار بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إلى أن وفد التفاوض عاد إلى السودان الأربعاء الماضي للتشاور مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى تم استئنافها بعد تذليل المعوقات . وأوضح البيان أن الخلاف حول نقاط جوهرية -مثل إخلاء المتمردين منازل المواطنين بكافة العاصمة وإخلاء المرافق العامة- أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات وعودة وفدنا للخرطوم . *كارثة إنسانية وفي ظل استمرار التصعيد قال كارل سكاو نائب المدير التنفيذي ورئيس العمليات في برنامج الأغذية العالمي إن الوضع في العاصمة السودانية الخرطوم وولايات دارفور يكشف عن كارثة إنسانية واسعة النطاق حيث إن السكان معزولون إلى حد كبير عن المساعدات وإن هناك انهيارا كاملا للخدمات. وحذر ساكو -في تصريحات له- من خطر حدوث أزمة إقليمية ناتجة عن هذا الأمر داعيا إلى عدم تجاهل ذلك وإيلاء الاهتمام الواجب للأوضاع الإنسانية في السودان.