كاتب بريطاني معروف: غزّة غيرت العالم.. قال الصحفي والكاتب البريطاني المعروف بيتر أوبورن إن غزّة غيرت من السياسة العالمية وها هو أمين عام الأممالمتحدة يغدو صوت الفلسطينيين الأفصح على الساحة الدولية وأشار أوبورن في مقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني إلى خيبة الأمل الكبيرة والإحباط الذي بدا على أمين عام الأممالمتحدة خلال خطابه الافتتاحي لمنتدى الدوحة. بيتر أوبورن كتب يقول: العدوان المستمر على قطاع غزّة والذي يلقى دعما لا محدودا من الإدارة الأمريكية قد يجعل منها شريكا في الإبادة الجماعية لافتا إلى أن البعض بدأ يطلق على الرئيس الأمريكي اسم جو الإبادة الجماعية . ومما جاء في المقال: ليس أنطونيو غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة بطبعه ثورياً. ولكن رئيس الوزراء البرتغالي السابق البالغ من العمر ثلاثة وسبعين عاماً خرج في مهمة غايتها تحقيق نمط من التغيير كذلك الذي كان مجرد حلم يراود تشي غيفارا ألا وهو قلب النظام العالمي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية. لم يذكر غوتيرش الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاسم في خطابه الافتتاحي الحماسي في منتدى الدوحة نهاية الأسبوع المنصرم. ولكنه لم يكن بحاجة لأن يفعل ذلك وهو يعبر عن اشمئزازه إزاء تداعيات قرار الولاياتالمتحدة اللجوء إلى استخدام حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار. قال غوتيرش: لقد حثثت مجلس الأمن على الضغط من أجل تجنب نكبة إنسانية وكررت مناشدتي له إعلان وقف لإطلاق النار. ترجمة ذلك: إذا حصلت إبادة جماعية في غزّة فأنت تتحمل مسؤوليتها يا جو بايدن . لقد بدأ البعض يطلق على الرئيس الأمريكي اسم جو الإبادة الجماعية . مع موت ما لا يقل عن 18400 فلسطيني حتى الآن – وهو أكثر من ضعف عدد من ماتوا في سريبرنيتشا قبل ثمانية وعشرين سنة – ليست هذه مجرد ثرثرة. لست محامياً ولكن في شهر أكتوبر وقع 800 خبير في القانون الدولي ودراسات الصراع على إعلان عام حذروا فيه من احتمال أن تكون إبادة جماعية ترتكب من قبل القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة. قدم هؤلاء دليلاً قوياً على حجم وحدة الهجمات الإسرائيلية مضيفين أن اللغة التي تصدر عن الشخصيات الإسرائيلية السياسية والعسكرية من الواضح أنها تعيد إنتاج لغة ومصطلحات ذات علاقة بالإبادة الجماعية والتحريض على الإبادة الجماعية . لم يلبث ذلك الوضع أن ازداد سوءاً منذ ذلك الوقت. فيما لو أكدت محكمة دولية صحة ما ذهب إليه هؤلاء الخبراء فلسوف ينجم عن ذلك توجيه الاتهام إلى الرئيس بايدن بأنه ساعد في ارتكاب الإبادة الجماعية وبأنه حرض عليها وهي جريمة أخطر بكثير من أي شيء اتهم به دونالد ترامب حتى الآن. ولا غرابة إذ ذاك أن بدت على بايدن هذا الأسبوع أمارات الإجهاد العصبي حيث صدر عنه ولو متأخراً تحذير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تفقد الدعم بسبب ما وصفه متأخراً أيضاً بالقصف العشوائي الإسرائيلي في غزّة. إن القصف العشوائي جريمة حرب. وهو ما لم يزل يُنفذ بدعم كامل من الولاياتالمتحدة وبفضل مدد مستمر من الذخيرة الأمريكية. لم يكن صعباً تلمس الإحساس بالتقزز الذي يوشك أن يتحول إلى عداء ضد الولاياتالمتحدة في منتدى الدوحة. لقد غيرت غزّة من السياسة العالمية. هيمن فشل المجتمع الدولي في التدخل في غزّة على النقاش في الدوحة وكان غوتيرش قد قدم تحليلاً ثاقباً حينما قال إن الإخفاق في الرد على الأحداث المريعة في غزّة أفضى إلى انهيار ما يفترض أنه نظام عالمي ليبرالي أنشأته الولاياتالمتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. في انعطاف تاريخي مذهل تقوم الديمقراطيات الليبرالية – التي انتحلت تلك الصفة من ذات نفسها– أي الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا بتقويض صدقية النظام العالمي الليبرالي من خلال منح نتنياهو تفويضاً مطلقاً. ها هو العالم يتغير بفضل شجاعة ومعاناة وتحمل الشعب الفلسطيني. وبينما ينال الخزي من الولاياتالمتحدة ها هو أمين عام الأممالمتحدة يغدو صوت الفلسطينيين الأفصح على الساحة الدولية.