واشنطن تمنح الكيان الصهيوني ترخيصاً لقتل الفلسطينيين تنديد دولي بالفيتو الأمريكي ضدّ مبادرة الجزائر س. إبراهيم توالت ردود الفعل الدولية المستنكرة لاستخدام الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو في مجلس الأمن يوم الثلاثاء أمام مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر ودعت فيه لوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة ما حال دون تمريره حيث أصرّت واشنطن على مواصلة منح الكيان الصهيوني ترخيصاً لقتل الفلسطينيين. وأعقب الاجتماع الجديد لمجلس الأمن حول القضية الفلسطينية بنيويورك تصويت الدول الأعضاء على مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر حيث صوتت 13 دولة لصالحه وامتنعت دولة واحدة فيما استعلمت واشنطن حق النقض للمرة الثالثة منذ بدء العدوان على غزة. وفي هذا الصدد أعرب الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأممالمتحدة عمار بن جامع عن أسفه لفشل المجلس مرة أخرى في أن يرتقي إلى مستوى نداءات الشعوب وتطلعاتها مؤكدا أن الجزائر لن تتوقف حتى يتحمل هذا المجلس كامل مسؤولياته ويدعو لوقف إطلاق النار . وأوضح السيد بن جامع قائلا: لقد كان مشروع القرار هذا يحمل رسالة قوية إلى الفلسطينيين مفادها أن العالم لا يقف صامتا أمام محنتهم لكن مع الأسف فشل المجلس مرة أخرى في أن يرتقي إلى مستوى نداءات الشعوب وتطلعاتها وهو الفشل الذي لا يعفيه من القيام بمسؤولياته ولا يعفي المجموعة الدولية من واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل ولا يعفي سلطات الاحتلال من واجب تنفيذ التدابير التحفظية لمحكمة العدل الدولية مؤكدا في هذا السياق أن الوقت قد حان لكي يتوقف العدوان ونتمكن من تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة . وتابع أن الوضع الحالي يفرض على الجميع مثلما أكده رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون العمل على إعلاء مبادئ ومقاصد الأممالمتحدة وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ووضع حد للظلم التاريخي المسلط عليه . ترخيص للقتل بدوره أكد مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة فاسيلي نيبينزيا أن واشنطن تمضي في منح الكيان الصهيوني ترخيصا للقتل مشددا على أن الجزائر عقدت مناقشات بحسن نية لاعتماد مشروع قرارها لكن واشنطن تواصل إصرارها على عدم تدخل المجلس في الخطط الأمريكية كما استخدمت حق النقض ضد مشاريع قرارات مماثلة في الماضي. ودعا نيبينزيا أعضاء مجلس الأمن إلى مواجهة الفوضى التي تمارسها واشنطن لافتا إلى أن الرأي العام لن يغفر بعد الآن لمجلس الأمن تقاعسه عن التحرك . من جهتها أعربت الصين على لسان مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة جانغ جون عن خيبة أملها وعدم رضاها بشأن نتيجة التصويت مبرزة أن ما دعا إليه مشروع القرار المقدم من قبل الجزائر نيابة عن مجموعة الدول العربية قائم على أدنى متطلبات الإنسانية وكان يستحق دعم جميع أعضاء المجلس . واعتبر جانغ جون أن نتيجة التصويت تظهر بشكل جلي أن المشكلة تتمثل في استخدام الولاياتالمتحدة للفيتو الذي يحول دون تحقيق إجماع في المجلس ومنه يقول أن الفيتو الأمريكي يوجه رسالة خاطئة تدفع الوضع في غزة إلى أوضاع أكثر خطورة . ومن هذا المنطلق أكد مندوب الصين أنه بالنظر إلى الوضع على الأرض فإنّ استمرار التجنب السلبي للوقف الفوري لإطلاق النار لا يختلف عن منح الضوء الأخضر لاستمرار القتل . باريس تتأسف من جانبها عبرت باريس عن أسفها لفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع القرار حيث قال مندوب فرنسا نيكولاس دي ريفيير أن بلاده تأسف لعدم اعتماد مشروع قرار الجزائر لافتا إلى الحاجة الملحة للغاية للتوصل دون مزيد من التأخير إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار يضمن في النهاية حماية جميع المدنيين ودخول المساعدات الطارئة بكميات كبيرة . وفي ذات السياق أعربت مندوبة سويسرا لدى الأممالمتحدة باسكال كريستين بيريسويل عن أسفها لعدم اعتماد مشروع القرار مشددة على مسؤولية مجلس الأمن في حماية مبادئ القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين مشيرة في السياق إلى ضرورة حماية المدنيين في غزة وإيصال المساعدات بشكل عاجل دون عوائق للمدنيين حسب اتفاقية جنيف الرابعة. كما أعربت مندوبة قطر الدائمة لدى مجلس الأمن عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار الجزائر والمدعوم من المجموعة من العربية وتؤيده الأغلبية الساحقة من أعضاء المجلس لأنه مشروع قرار إنساني في مضمونه ويتسق مع القانوني الدولي الإنساني . ومن الجانب الفلسطيني وصف مندوب فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة رياض منصور استخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو) بأنّه غير مسؤول . وأكد منصور أن الرسالة الموجهة اليوم من واشنطن إلى الاحتلال الصهيوني باستخدام حق النقض هي أنه يستطيع الاستمرار في الإفلات من العقاب . بدورها أدانت الرئاسة الفلسطينية استخدام الولاياتالمتحدة الأميركية مجددا حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي معربة عن استغرابها من استمرار الرفض الأميركي لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني واعتبرته تحد لإرادة المجتمع الدولي. اتحاد المحامين العرب يستنكر الفيتو الأمريكي أعرب اتحاد المحامين العرب أمس الأربعاء عن استنكاره الشديد لاستخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر إلى مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة. وأكد بيان للأمانة العامة للاتحاد أن العالم أصبح على يقين بأنّ الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تسمح أبدا بتمرير أي قرار يقف ضد جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال (الصهيوني) في قطاع غزة والتي راحت ضحيتها آلاف الأرواح من المدنيين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء . وإذ انتقدت الأمانة العامة للاتحاد ب شدة نظام مجلس الأمن الدولي جددت التأكيد على موقف الهيئة الثابت الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى يتحرر آخر شبر من أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . البرلمان العربي يعرب عن أسفه الشديد أعرب البرلمان العربي عن أسفه الشديد لنقض مشروع القرار الذي يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة ومحيطها والذي تقدمت به الجزائر في مجلس الأمن محذرا من خطورة إبقاء الوضع على ما هو عليه والاتجاه به نحو التصعيد دون تحريك ساكن من المجتمع الدولي ومجلس الأمن والانصياع لآلة الحرب الصهيونية. وقال البرلمان العربي في بيان له إن ما يحدث داخل أروقة مجلس الأمن يؤكد أننا أمام منظومة غير قادرة على ضبط الأمن والاستقرار الدوليين داعيا إلى ضرورة إصلاح هذه المنظومة حتى تستطيع القيام بالدور المنوط بها وهو نشر السلم والأمن دون ازدواجية . وشدد البرلمان العربي على أن استمرار المجازر الوحشية في قطاع غزة هو وصمة عار في جبين الإنسانية مطالبا المجتمع الدولي ب تحمل مسئولياته لوقف نزيف الدم الفلسطيني . المرة الثالثة يشار إلى أنها المرة الثالثة التي تستعمل فيها واشنطن حق الفيتو منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي حيث سبق لها أن استعملت حق النقض مرتين قبل الآن فبينما يسعى العالم إلى إيقاف العدوان الوحشي على قطاع غزة والعمل على التوصل إلى السلام هناك أحبطت الولاياتالمتحدةالأمريكية كل الجهود الدولية عن طريق استخدام حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة شهري أكتوبر وديسمبر الماضيين. ويأتي فشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار الجزائر رغم دق مختلف الدول والمنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية الدولية ناقوس الخطر.