عُدوان ثلاثي على أهلِنا في غزّة غارات وجوع وبرد يعيش ما يقرب من مليوني شخص من النازحين داخليا في قطاع غزّة في الغالب في أماكن مكتظة مع إمكانية محدودة للغاية للحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي مما أدى إلى زيادة حادة في انتشار الأمراض. ق.د/وكالات بالنسبة للأشخاص العاديين من شأن التعرض لسوء التغذية أو البرد لمدد طويلة التأثير على حالتهم الصحية. وتتضاعف هذه المخاطر في حالة أطفال قطاع غزّة الذين يمثلون أكثر من نصف سكانه. ومن شأن انخفاض حرارة الجسم وسوء التغذية التأثير على الصحة العقلية وعمل القلب والرئتين والجهاز الهضمي. يشار إلى أن أسعار الضروريات الأساسية مثل الملابس الشتوية والمواد الغذائية ارتفعت في غزّة في ظل استمرار الحرب والحصار مما صعب على النازحين والعاطلين عن العمل الآن شراء هذه المواد. ومع ندرة الوقود وضعف فرص الوصول إلى سخانات الكهرباء أو الغاز يلجأ نازحو غزّة إلى قطع الأشجار للحصول على الحطب للتدفئة وتسخين المياه لأغراض الطهي والاستحمام. لقد اضطروا إلى قطع أشجار الزيتون التي تستغرق سنوات لتنمو وهي تشكل كذلك مصدرا رئيسيا للغذاء والزيت في الأراضي الفلسطينية. ويكافح النازحون الفلسطينيون أيضًا من أجل العثور على الغذاء الكافي علما أن الجوع يجعل من الصعب على جسم الإنسان أن يبقى دافئًا. وبسبب الازدحام غير الاعتيادي انتشرت بينهم الأمراض الموسمية مثل الأنفلونزا ونزلات البرد. وقال الدكتور محمد زيارة (36 عاما) وهو طبيب يعمل في المستشفى الأوروبي في خان يونس بجنوب غزّة حتى موظفو (المستشفى) يصابون بشكل متكرر بنزلات البرد أو الفيروسات الموسمية . يشار إلى أن الدكتور محمد زيارة كان في الأصل يعمل في مستشفى الشفاء في شمال غزّة لكنه نزح بدوره جنوبًا في نوفمبر الماضي بعد صدور الأمر بإخلاء أكبر منشأة طبية في القطاع. ويقول الدكتور زيارة إن مسكنات الألم أو أدوية البرد والأنفلونزا التي لا تتطلب وصفة طبية غير متوفرة حاليا بسبب استمرار الحصار والحرب والمستشفيات مثقلة بالأعباء ولا يمكنها علاج سوى المصابين بجروح خطيرة أو المصابين بأمراض مزمنة. وتابع أن معظم القضايا الطبية والأمراض هنا لا يتم الاعتناء بها. لقد انهار النظام الطبي بالكامل مضيفا أن هذا النظام كان قبل الحرب ومع استمرار الحصار ونقص الأدوية جاثيا على ركبتيه بالفعل . * أمراض غزّة ومشكلة الوقاية منها يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية لاحظت زيادة في الأمراض المعدية بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي الحادة والجرب واليرقان والإسهال. وفي الجنوب يمكن لحالات متلازمة اليرقان الحادة المبلغ عنها أن تكون علامة على التهاب الكبد الذي يلوح في الأفق. وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس في وقت سابق ما قد يكون سعالا أو نزلة برد بالنسبة لك أو لي هو حكم الإعدام على الأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية والإجهاد . ومع توقف خدمات الصرف الصحي عن العمل وتدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع ثارت المخاوف من ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والأمراض المعدية. وبوجود ملاجئ مكتظة بالنازحين بما يفوق طاقتها الاستيعابية هناك نقص في المراحيض. *دراسة تحذر من تسجيل 85 ألف شهيد خلال 6 أشهر نقلت مصادر اعلامية دراسة لعلماء أوبئة أكدت أن تصعيد الحرب على قطاع غزّة قد يؤدي لاستشهاد نحو 85 ألف فلسطيني خلال 6 أشهر بسبب الإصابات والأمراض. وأشارت إلى أن هؤلاء الضحايا يضافون إلى أكثر من 29 ألف فلسطيني استشهدوا منذ بداية العدوان على غزّة. وأوضحت أن الدراسة -التي أشرف عليها باحثون من جامعة جونز هوبكنز وكلية لندن لحفظ الصحة والطب الاستوائي- تتوقع وفي حال عدم حدوث تغيير في المستوى الحالي للقتال ووصول المساعدات الإنسانية تسجيل نحو 58 ألف وفاة إضافية خلال الأشهر الستة المقبلة وسيرتفع الرقم إلى أكثر من 66 ألفا إذا كان هناك تفش للأمراض المعدية مثل الكوليرا. ووجدت الدراسة أنه حتى في أفضل الاحتمالات عبر وقف فوري ومستدام لإطلاق النار مع عدم تفشي الأمراض المعدية يمكن أن يموت 6500 شخص آخر من سكان غزّة خلال الأشهر الستة المقبلة نتيجة مباشرة للحرب. وقال أستاذ علم الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي الدكتور فرانشيسكو تشيتشي إن الدراسة قدرت عدد الوفيات الزائدة المتوقعة من البيانات الصحية التي كانت متاحة في غزّة قبل بدء العدوان على غزّة ومن البيانات التي تم جمعها خلال أكثر من 4 أشهر من الحرب.