بقلم: خلدون الشيخ أخيراً رأينا مباريات مشوقة في دوري أبطال أوروبا ربما هذا هو لسان حان الغالبية العظمى من مشجعي كرة القدم بعد الجولة الاولى من المسابقة المتجددة بنظام مستحدث وروح وثوب جديدين حيث تمتعنا على مدى 3 ليال بأعلى مستوى من كرة القدم على صعيد الاندية. مرحبا بكم في نظام دوري أبطال أوروبا الجديد المكون من 36 فريقًا حيث هذه المرة الأولى منذ عام 1992 التي تشهد فيها أكبر بطولة أوروبية تغييرا كبيرا بهذا الحجم. ففي السنوات الأخيرة كان دور المجموعات يتألف من 32 فريقا موزعة على ثماني مجموعات من أربعة فرق ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى دور ال16 لكن بدءا من هذا الموسم سيشارك 36 فريقا في البطولة الموسعة حيث يلعب كل فريق ضد ثمانية فرق مختلفة أربعة على أرضه وأربعة خارجها في مرحلة الدوري. الفرق التي تحتل المراكز الثمانية الأولى ستتأهل مباشرةً لدور ال16 بينما ستتنافس الفرق التي تحتل المراكز من التاسع إلى الرابع والعشرين في مباريات الملحق بنظام الذهاب والإياب للحصول على فرصة الانضمام إليها. والفرق التي تحتل المركز الخامس والعشرين أو أقل سيتم إقصاؤها ولن يتم نقلها الى مسابقة الدوري الأوروبي مثلما كان يحدث في السنوات الماضية مع أصحاب المركز الثالث في المجموعات الثماني الماضية. وبعد مشاهدة الفرق الكبيرة تناضل من أجل الحصول على النقاط الثلاث من البداية فان الجميع بات يخمن ما يحتاجه كل فريق كي يضمن تأهله من مجموعة واحدة مكتظة بالأندية الحالمة بالتأهل ووفقا للتوقعات فإن الحصول على 16 من أصل 24 نقطة يمنح فرصة بنسبة 98 للوصول إلى المراكز الثمانية الأولى في حين أن 15 نقطة تمنح فرصة بنسبة 73 . وتشير التقديرات إلى أن 10 نقاط تضمن بنسبة 99 الوصول إلى المراكز ال24 الأولى الكافية للعب دور فاصل بينما تمنح تسع نقاط فرصة بنسبة 69 . من دور ال16 فصاعدا سيستمر دوري الأبطال وفقًا للنظام السابق بمباريات خروج المغلوب بنظام الذهاب والإياب وصولاً إلى النهائي الذي سيقام يوم السبت 31 ماي. وكما الحال في الموسم الماضي لن تكون هناك في الحسبان قاعدة الأهداف خارج الأرض في اللعب. والفرق التي تنهي مرحلة الدوري في المراكز الثمانية الأولى ستكون فرقًا ذات تصنيف وستواجه الفائزين من مباريات الملحق في دور ال16 التي تقام بين فرق المراكز من التاسع حتى 24 وستلعب أيضا مباريات الإياب على أرضها. أي أن الفرق باتت تحدد مسارها للوصول إلى النهائي الذي سيقام في ملعب أليانز أرينا في ميونيخ وربما تعرف مسبقاً مصيرها من خلال النتائج التي تحققها وهو أيضا أمر لم يحدث في السابق. *اسرار البطولات والجميل في توقع الصراعات أن كل فريق يحقق مثلاً 3 انتصارات في أول 3 مباريات لن يضمن تأهله على غرار ما كان يحدث في البطولات السابقة بل عليه أن يصارع حتى الجولة الثامنة لأن منافسيه في مجموعة واحدة وقد لا يتشارك معهم في اللعب ضد نفس المنافس وأيضا كي يضمن مكاناً بين الثمانية الأوائل. وكونها هذه النسخة الاولى من المسابقة فان التوقعات ستبقى غير دقيقة الى أن تنتهي المنافسات لكن رغم اعتبار البعض أن هذه هي مسابقة الدوري السوبر التي اقترحها رئيس ريال مدريد وشركاؤه لكن الواقع غير ذلك تماماً لأن الاقتراح الأولي لفلورنتينو بيريز كان عبثياً بدأه بالاعلان عن مشاركة 14 نادياً تقلصوا الى 10 وسرعان لم يتبق منها سوى 3 وهي كانت عبارة عن دوري من مجموعة واحدة من دون صعود أو هبوط والكل يلعب ضد بعضه لكن النسخة الجديدة من دوري الأبطال هي فكرة اقتبست من أسلوب ادارة الدوري السويسري لكن مع زيادة عدد الفرق علما أن هذه البطولة بدأت في موسم 1955-1956 كمسابقة دعوة مكونة من ستة فرق فقط وكانت تُعرف باسم كأس الأندية الأوروبية البطلة . ومنذ عام 1967 توسعت البطولة لتشمل 32 فريقا وأصبحت تُعرف باسم كأس أوروبا وكانت تُلعب بأربع جولات بنظام الذهاب والإياب قبل النهائي. وفي عام 1992 تم تحويلها إلى دوري أبطال أوروبا كما نعرفها اليوم وتمت إضافة دور المجموعات مع دخول دور ال16 مرحلة خروج المغلوب. وحدث تغيير مؤقت إلى نظام المجموعتين ولكن تم إلغاء هذا النظام والعودة إلى نظام المجموعات الواحد في موسم 2003-2004. يذكر أن بطولتي الدوري الأوروبي ودوري المؤتمرات ستشهدان تغييرات مشابهة لتلك التي أدخلت في دوري الأبطال هذا الموسم. وسيتبع الدوري الأوروبي نفس صيغة دوري الأبطال وستتم إعادة تسمية دوري المؤتمر الأوروبي إلى دوري يويفا المؤتمر حيث ستلعب الفرق ست مباريات ضد ستة منافسين مختلفين في مرحلة الدوري على عكس اللعب 8 مباريات كما في دوري الأبطال او الدوري الاوروبي. لم أتوقع التفاؤل بشأن نجاح هذه المسابقة لكن مع نهاية أول جولة انقشع التشاؤم وحل انطباع الى اننا مقبلون على سهرات وليال من الاكثر متعة في كرة القدم العالمية.