دعم لقضايا التحرّر وحضور قوي في المحافل الدولية هذا حصاد دبلوماسية الجزائر خلال 2024 س. إبراهيم تقترب سنة 2024 من نهايتها ومعها يستحضر الجزائريون أحداثا كثيرة طبعت المشهد العام في شتى المجالات حيث برز الشق الدبلوماسي كواحد من الملفات المهمة الذي نال اهتماما واسعا من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. ورصد تقرير لملتيميديا الإذاعة الجزائرية نُشر على موقع الإذاعة نجاح الجزائر في تعزيز حضورها الدبلوماسي هذا العام وهو ما مكنها من نيل مكانة محترمة بين الدول التي تتشارك معها نفس المبادئ والقيم. ولم يكن استلام الجزائر لعهدتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بداية من شهر جانفي 2024 إلا تتويجا لعودة قوية للدبلوماسية الجزائرية التي لم تخيب آمال الدول الافريقية والعربية المعلقة عليها لإعلاء صوت افريقيا والدفاع عن القضايا العادلة في العالم. وقد أظهرت مواقف الجزائر اتجاه الكثير من القضايا الدولية مدى تمسكها بمبادئها المتمثلة في الدفاع عن قضايا التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها وقد حاولت الجزائر استغلال عضويتها داخل مجلس الأمن لخوض معارك دبلوماسية لصالح القضية الفلسطينية بداية بدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة بهيئة الأممالمتحدة إلى العمل على رفع الظلم عن الفلسطينيين من خلال حشد الدعم الدولي لإرغام الكيان الصهيوني على وقف فوري لإطلاق النار وصولا إلى دعم جنوب إفريقيا في مسعاها لمتابعة مجرمي الكيان في المحكمة الجنائية. وعلى نفس النهج أخذت الدبلوماسية الجزائرية على عاتقها مسؤولية إيصال صوت الشعب الصحراوي بعد أن نادت الجزائر عبر أروقة مجلس الأمن الدولي باحترام الشرعية الدولية ووقف الانتهاكات المغربية الممارسة في حق الشعب الصحراوي الأمر الذي كان له الانعكاس الواضح في قرارات محكمة العدل الأوروبية التي صفعت النظام المخزني وأنصفت الشعب الصحراوي بعد أن أقرت ببطلان اتفاقيات التجارة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب المتعلقة بالثروات المستغلة في الأراضي الصحراوية المحتلة. زيارات استراتيجية لرئيس الجمهورية على صعيد العلاقات الدولية حرصت الجزائر خلال هذه السنة على ربط علاقات وثيقة مع عدة دول سيما منها العربية وقد بدا ذلك واضحا من خلال إيلاء رئيس الجمهورية الأهمية البالغة للمشاركة في الاجتماع التشاوري الأول المنعقد في تونس بين قادة كل من الجزائروتونس وليبيا وهو ما جعل كثيرين يعتبرون حضور الجزائر في هذا الاجتماع خطوة هامة تضاف إلى الانتصارات المتتالية التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية سنة 2024. بالمقابل كانت زيارة رئيس الجمهورية لمصر بمثابة أول خرجة للرئيس إلى الخارج بعد إعادة انتخابه لعهدة ثانية شهر سبتمبر الماضي والثانية له بعد أخرى أجراها شهر جانفي 2022 في وقت كانت زيارة مسقط بمثابة حدث تاريخي لكونها أول زيارة لرئيس جزائري إلى سلطنة عمان. كما كان لرئيس الجمهورية زيارة هامة لموريتانيا شارك من خلالها في مؤتمر دولي حول التعليم وتشغيل الشباب بإفريقيا وقد صنعت الزيارة الحدث لكونها أول زيارة لرئيس جزائري إلى موريتانيا منذ نحو 37 سنة إذ كانت آخر زيارة مماثلة عام 1987 أجراها الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد لمدينة نواذيبو الموريتانية لتدشين مصفاة نفط بها وذلك في عهد الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع. الجزائر وجهة... انعكس الحضور القوي للدبلوماسية الجزائرية إيجابا على صورة البلد بحيث بات مقصدا لرؤساء دول وحكومات وذلك ضمن مسعى تعزيز العلاقات الثنائية وتوطيدها في صورة رئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو التي قامت بزيارة دولة للجزائر استغرقت أربعة أيام وهي الأولى من نوعها لرئيس هندي إلى الجزائر حيث عرفت الزيارة إقامة أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائريالهندي والاتفاق على ترقية مستوى التعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين. كما كان لرئيس جنوب إفريقيا السيد سيريل رامافوزا زيارة هامة للجزائر وذلك ضمن رغبة البلدين الأفريقيين بالمضي قدما في الشراكة التاريخية والاستراتيجية التي تربطهما خصوصا في ظل توافق البلدين السياسي حول أغلب الملفات والقضايا الأفريقية والدولية. بالمقابل قام الرئيس التونسي السيد قيس سعيد بزيارة للجزائر للمشاركة في الاحتفال بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ انتخابه لولاية ثانية.