مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي قِطاف من بساتين الشعر العربي ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء أو قطعا منها وتنشرها توثيقا لإبداعاتهم وتقديرا لكفاءاتهم واعتزازا بمهاراتهم واحتراما لمنازلهم في المجتمع وليُكرَّموا من المؤسسات العامة والخاصة وليُدعَون إلى الملتقيات وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليُنتقَى مِنها في مناهج التعليم وأثناء الامتحانات ولتدرس بأبحاث علمية في الجامعات وأثناء الترقيات العلمية وليَختار الطلبة دواوين وقصائد لدراستها في أطروحاتهم ومذكراتهم ولتُنشَر في كتب وليتعلم المبتدئون من الشعراء الفحول وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود به القرائح. ///// الفجر لاح في ليلة القدر الشهيد عبد اللطيف القانوع * الشاعر محمد براح - الجزائر أسكن رصاصك مزق باللظى الجسدا فلن نغادر لو أحرقتم الكبدا أسكن رصاصك في صدري فإن لنا من ألف روح دماء تعشق البلدا إني أنا ثورة الأطفال من حجر مذ كنت شبلا وهاني واقف أسدا وألف ألف رضيع شب يكرهكم لا يرهب الزحف كلا لا يهاب ردى إن يمض سيدنا يخلفه سيدنا فالسيد أكبر من أرتالهم عددا القادة الآن تلو القادة انتقلوا إلى السماء وفي الأكفان قطر ندى السيف أصدق إنباء إذا نطقوا والبندقية في الوجدان عذب صدى عمر الجبان قصير في شرائعنا كل الزمان إذا ما عاش ضاع سدى لا حسن يبدو قريبا في ملامحهم إلا إذا قيل نقضي نحبنا شُهدا تمضي الكتائب للجنات ثابتة وليس فيها جبان خائن أبدا يموت منها الفتى لله مرتجلا هناك صلى هنا يدعو هنا سجدا ما خان عهدا ولا أيمان ينكثها فمات في الدرب كرارا كما وعدا هذا زبانا وذاكم في الفدا عمر وذاك لطفي وكل ما مات متئدا القادة الشهب تترى في تزاحمهم إلى الشهادة والخزان ما نفدا شعب كهذا فريد في توثبه ومرهف الروح في قربانه انفردا ويرتدي لمنايا الموت بدلتها وللحياة يظل القلب متقدا إني أبايعهم والروح مفعمة بحبهم وإلى الأيدي مددت يدا هذي الدماء ستؤتي أكلها ثمرا ولن تضيع دماء الباذلين سدى إن لم يكن يومنا عرسا نسر به فيومنا قادم حتما يكون غدا. ///// بكائية على أسوار بغداد * الشاعر عامر الرقيبة - العراق مِن صدمتي قد أُلجِمَ الحرفُ ولِما جرى أعيى فمي الوصفُ بغدادُ إنّ قلوبَنا عُصِرتْ حزناً عليكِ وهدّها الخوفُ وتكسّرتْ كلماتنا خجلا مما اعتراكِ وأطرقَ الطرفُ بغدادُ كيفَ الحالُ؟ كيف غدتْ فيكِ الرّبى والنهرُ والجُرفُ؟ في بيتنا النّارنجُّ كيف غدا؟ أعليهِ ما زال النّدى يغفو؟ هل يا تُرى أغصانُهُ كبُرَتْ؟ لَكأنّها بالقلب تلتفُّ فمن الحمائم حولها حِلَقٌ ومن السنونو فوقها صفُّ أوّاهُ يا بغدادُ.. إنّ بنا شوقاً شديدا دونه اللهفُ أدمنتُ فيكِ الحبَّ من صِغَري ولغيره بسواكِ لا أهفو جسرُ الرصافةِ منذ فارقني نِصفٌ هناك وفي الحشا نِصفُ بغدادُ أتعبني الحنينُ وما عنه الفؤادُ بوسعه الكَفُّ في كلّ يوم عنكِ يقتلني خبرٌ يطلُّ كأنّه السيفُ ومشاهدٌ لكأنّها جبل فوقي ينوءُ بحمله الكتْفُ القدسُ كانت همُّنا زمنا والآنَ بعدَكِ همُّنا ضِعْفُ شاخ الفؤادُ من الأسى وغدا عُمْرُ الفؤادِ كأنه ألفُ أُخِذَ البريءُ بذنب ظالمِه وعلى القضيّةِ أُسْدِلَ السَّجْفُ بغدادُ كم عين بكتْكِ وهلْ بعد الجريمةِ ينفعُ العطفُ؟ بأكفِّنا اغتلناكِ من زمن وغدا بذاك ستشهدُ الكفُّ منذ ارتضينا العنفَ يحكمُنا أضحى يشوبُ طباعَنا العنفُ ساد الهوى فينا وصارَ لهُ مثلَ العبيدِ قلوبُنا الغُلْفُ بالايدلوجياتِ كمْ خُدعَتْ فينا العقولُ وغرّها الزيفُ وكم اطّرحنا خلفَنا قِيَما من دونها الإسلامُ لا يصفو هذا الذي نلقاهُ من يدنا مهما علا بشموخه الأنفُ فمن ِابتنى بالظلم دولته سيخرُّ يوما فوقه السقْفُ بغدادُ عنكِ الأرضُ تسألني ويجيشُ من أحزانِها الجوفُ وعليكِ يبكي النخلُ من جزع ويئنُّ فوق جذوعه السّعْفُ ماذا أحدّثُ عنكِ يا نغما يحلو به الإنشادُ والعزفُ قيثارةُ الشعراءِ قد كُسِرتْ منذ انكسرتِ وحُطّمَ الدُّفُ فلتغفري ضعفي وحشرجتي إنّ المُحبَّ بطبعِه الضَّعْفُ. ///// انحناء واستثناء * الشاعر محمد صالح العبدلي - اليمن هلْ للكرامةِ في نبضِ العبيدِ دَمُ؟! أمْ هلْ لجرح نَبَا إحسَاسُهُ أَلَمُ؟ أمْ للشعوبِ التي كانَ اسمُهَا عرَبًا عن وزْرِ ما اقترفتْ في نفسِهَا ندَمُ؟! أبعدَ ما أُمَّتِ الدنيا بها أُمَمًا تحوَّلَتْ لعبةً تلهو بها الأُممُ؟! وكيف هانَتْ فهِينَتْ واستُهِيْنَ بها حتى غدتْ شتمةً في ثغرِ من شَتَمُوا؟! إلامَ إحساسُها بالعارِ مفتقدٌ من حاكم يمتطيه نحوها العَجَمُ؟! ما عادَ شيءٌ بها باق لتفقدَهُ إلا فتاوى بطاعاتِ الأُلى حَكَمُوا هل لعنةُ اللهِ في الدنيا بها نزلت فقام في أمرِها عن رأسِهَا القَدَمُ سَلُوا بلادَ رسولِ اللهِ هل لحِقَتْ مَسْراه أم سبَقَتْ؟ والمسلمون عَمُوا لله درُّ رجال هم لأُمَّتِهِم فخرْ الوجودِ بمسرى المصطفى عُلِمُوا ودَرُّ غزَّةَ أبطالًا بهم عَظُمَتْ للحقِّ بأسًا وهُمْ باللهِ قد عَظُمُوا أيَّامُهُم في جبينِ الدَّهرِ ناصعةٌ ودهرُهُم في فمِ التأريخِ مُبتَسِمُ ما في الثَّرى مِثلُهم أسْدٌ إذا زأرَوا ولا كغزَّةَ في إنجابِهِم أَجَمُ داسُوا تَعَمْلُقَ إسرائيلَ عَمْلَقَةً أمامَها كلُّ مَنْ فوقَ الثَّرى قَزَمُ شموخُهُم -وبلادُ العُرْبِ قادَتُهَا تمشي على أربع - بالكفرِ مُتَّهَمُ تَكَبَّرُوا عِزةً باللهِ ضاقَ بها مَنْ بَيْنَ أقدامِ إسرائيلَ قد جَثَمُوا حِصَارُ غزَّةَ تأدِيبًا لعِزَّتِهَا عارُ انتقام لِمَنْ بالعارِ قد وُصِمُوا لكنَّ إحناءَها حُلْمٌ وأمنيَةٌ أرْجَى لمعشَرِهم مِنْ نَيْلِهَا إِرَمُ أقسمتُ باللهِ أنَّ اللهَ ناصِرُهُم وموعدُ القدسِ للتحرير يرتَسِمُ ما ضرَّ قلتَهُم في الناسِ إنْ عَظُمَتْ باللهِ ضربتُها في قهرِ من ظَلَمُوا أو ضرَّهُم عَرَبائِيلٌ وإنْ حَشَدوا الجيوشَ أزرًا ل إسرائيل أو دَعَمُوا سَيُهزَمُون -بلا شكّ - وقد جَهروا بأمرِهم مثلَما في سِرِّهِ هُزِمُوا. ///// تحَيَّرتِ الأقلامُ * الشاعرة حورية منصوري - الجزائر تَحَيَّرَتِ الأقْلَامُ والنُّونُ قَدْ سَبَقٔ فثَارَ كمَا المَجْنُونِ والعُرْبُ لَمْ تَفِقْ نِيَامٌ وَلا الأَحٔلامُ بَيْنَ جُفُونِهمْ كأعْجازِ نخل قدْ بَدَؤا والبَلاءُ دَقْ لقدْ سَلَبَ الصهيون منَّا عمامةً وبرنُوسَ عِزّ والضَّمِيرُ قدِ انْطَبقٔ أيَا أَمَّةَ المِلْيَارِ عَارٌ عَليْكُمُ وتَبًا لكمْ فالخِزْيُ فيكُمْ قَدِ التَصَقْ فلا نَخْوةٌ ثَارَتْ ولا هِمَّةٌ بدَتْ لقد فاضَتِ الأوْزارُ في رَعْشَةِ الغَسَقْ تضِيقُ بيَ الأرجَاءُ والكوْنُ فالأسَى تمكَّنَ منّي لا سُيُوفًا بها أثِقْ وقَالُوا لَنا أشْبالُ غزَّةَ والرَّدَى يُتالبُهُمْ: يا عُرْبُ إنَّا كَما الوَدَقٔ نبلِلُ الأزهارَ ما مَاتَ جِذْرُهَا وذاكَ الثَّرَى يُفدَى إلى آخِرِ الرَّمَقْ وَقَالُوا لنا أَطفالُ العِزَّةِ: ذِي الرُّبَى نفُوزُ فللأبرَارِ جنَّةُ الأُفُقْ سيَكْتُبنا التَاْرِيخُ مليُونَ مَرَّة وتَبْقَوْنَ أنتُمْ تَحْتَ حُكْم مِنَ الورَقْ فمنْ ذَا لنَا لَبَّى النِّدَاءَ شهامةً ومن سَيَعُضُ الظُّلْمَ يا حَضْرَةَ الوَشَقْ؟ خُذِلْنا فحِزْبُ الصَّمْتِ هَانُوا.. تمَاوَتُوا وخنزيرُ أمريكا علَى جلِّهِم بصَقْ تحيَّرَتِ الأقلامُ حِينَ تَراقَصُوا على جُثَثِ الأطفالِ مَنْ دنَّسُوا العَبَقْ عليْنا قَضَوْا ما ظَلَّ ظِلٌ لِعُشْبة ولا قَبْرُ يأوِينَا ولا أملٌ انْبَثَقْ لقد حَصَدُوا الأحْيَاءَ حَصْدًا وَهَجَّرُوا وغزَّةَ تأبَى أَن تَمُوتَ وتُشْتَنَقْ فلا عيدَ عِشْنا والمَنايا نَوَاهلٌ تطايَرَتِ الأشْلاءُ يا خالِقَ الفَلَقْ ترَكْنَا رِسَالات لَكُمْ وقضيةً فلا تهِنُوا فالحقُّ منا سَيُعتَنَقْ ومُوسَى عَصَاهُ اليَّوْمَ تَضْرِبُ صمتَكُمْ لينْفلِقَ الصُّبْحُ الّذي يَلِدُ الشَّفَقٔ. ///// شمسنا أشرقت من غروب! * الشاعر محمد عطوي - الجزائر لقد أشرقت شمسنا من غروبْ وما نحن نرغب في أن نتوبْ فحلّ الخراب علينا عقابا وأفقد فينا رشاد الحروبْ وغاب الفوارس عنّا غيابا وغاب الصّليل بكلّ الدّروبْ ومجّ الصّهيل حمانا جميعا وعمّ السّكون الفظيع العجيبْ تباد شعوب أمام العيون وفينا توقّف نبض القلوبْ نسينا الجهاد لأجل حمانا وفي كلّ يوم تزيد الخطوبْ علينا تداعى اليهود النّجاس بهذا الزّمان الغريب العصيبْ ونحن الكثير القليل الوجودِ ونحن الكثير القليل المجيبْ تداعت علينا الأعادي ذئابا وكانوا لدينا ككيس الحبوبْ بفكّيْ رحانا طحينا سمينا يصير سميدا بكفّ المغيبْ تثاقل فينا الجسوم صخورا فزدنا نُخورا وزاد النّدوبْ تشرذم أولو الأمور لدينا وليس سواهم لدينا العيوبْ تَمَنْصَبَتِ الرّوحُ فيهم جميعا تَمَكْسَبَتِ النّفسُ دون رقيبْ فسلّوا السّيوف علينا جميعا أماتوا شعوبا خلاف الشّعوبْ فذابت عزائم قوم عظيم وغابت مكام قوم نجيبْ ولم يبق فينا صلاحٌ وجيها ولم يبق فينا الحبيب الطّبيبْ إلا حماس بكلّ حواس تجاهد عنّا وليست تغيبْ تبيد العدوّ وليست تباد إذا انطلقت فهْي ليست تخيبْ يباركها الله أنّى تجلّتْ وما قد تخلّت عن المستطيبْ يوفّقها الله عند الجهاد بصدق النّوايا وحبّ الحبيبْ ومن يتخلّ يهُنْ في الحياة وليس له في غد من نصيبْ ومن يتخاذلْ يهنْ في الوجودِ ويوم الخلود يكن كالصّليبْ فسوف يكون بجوّ مهين يضيق عليه الفضاء الرّحيبْ وليس سينفع مال غزير ولا من بنين شفيع قريبْ سوى من أتى الرّبّ عبدا بريئا