لان بعض التوابل، او بعض المواد الغذائية أساسية في اطباق الجزائريين، ولا يمكنهم الاستغناء عنها، فان ارتفاع اسعارها لا شك يؤثر على المواطن البسيط، والذي يفاجيء في كل مرة يدخل فيها الى السوق باسعار لا، ولم يكن يتوقعها، مثلما حدث مع مادة الثوم، والتي عرفت ارتفاعا غريبا في الايام القليلة الاخيرة. مصطفى مهدي. كان المواطنون في سوق هواء فرنسا يتساءلون عن السبب الذي ادى الى ارتفاع سعر الثوم في المدة الاخيرة، هذه المادة التي تحتاجها ربات البيوت في الطبخ، وفي اضافة نكهة خاصة على اطباقها، ولكنها مع ذلك ليست مادة ثانوية، بل اساسية، لا يمكن لبعض الاطباق ان تحضر دونها، وهو الامر الذي جعل النسوة اللائي كن يشترين يتدمرن من سعر هذه المادة الذي التهب في المدة الاخيرة، وعندما اقتربنا من بعض الباعة قال لنا كمال انه يبيع ال كيلوغرام الواحد بثمانمائة وخمسين دينارا، وان الثوم الصيني يبيعه بسبعمائة دينار، وان ارتفاع الاسعار ليس ذنبه، او ليس و من رفعها، ولا بائعو التجزئة، ولكن هذه المادة نصت من السوق، وهو، يقول لنا، يشتري الكيلوغرام بثامنمائة وثلاثون دينار، فمن الطبيعي ان يبيعها بذلك السعر، لكن السيدة بهية، والتي اشترت بضع حبات، قالت لنا ان الامر غير طبيعي، ان يرتفع سعر الثوم من خمسمائة دينار، الى ثمانمائة وخمسون دينارا، وتقول انه لا بد ان تقف عند الامر، فالتجار، تقول لنا يفعلون يرفعون الاسعار متى ارادوا ولا يتحدث احد معهم، فلا مصلحة مراقبة الاسعار تتكفل بهم ولا شيء، والا كيف تفسرون، تقول، اختلاف الاسعار من سوق لاخرى، وهو دليل على ان تجار التجزئة يستغلون الفرص لكي يرفعوا الاسعار، ويمتصوا المواطنين الفقراء، اما راضية، فهي الاخرى كانت تتحدث الى بائعن واتهمته بانه سارق، وكانت جد غاضبة عندما تحدثنا اليها، حيث قالت انه لو تعلق الامر بمادة اخرى لهان الامر، ولقاطعتها وانتهىن ولكن بما ان الثوم تحتاجه في كل الاطباق، او اكثرها، فان الامر يعتبر استغلالا، وتقول لنا انه في كل مرة يرفعون فيه ثمن مادة ما تقاطعها، وحتى السكر، تضيف، عندما رفعوا ثمنه لم تشتره، رغم انه مريضة، وجسمها يحتاج الى السكر، الى انها اصرت على ان لا تشارك اللصوص جريمتهم، الى ان انتهت بان قالت ان الامر عادي مادام الناس لايحتجون ولا يقاطعون تلك المنتوجات، فلم لا يحدث هذا، وكيف لا يجد البعض الفرصة مواتية للسرقة. بعض الباعة الذين تقربنا اليهم بغرض السؤال عن سبب رفع سعر الثوم ابوا ان يصارحونا، بل ابى بعضهم ان يتحدث الينان واكتفوا بان قالوا انهم يشترونه غاليا، و انهم لذلك يبيعونه بتلك الاسعار، وهو ما يجدونه امرا طبيعيا، لكن ما ليس طبيعيا ان تختلف الاسعار من سوق لاخرى، ففي سوق باب الواد بلغ سعر الثوم سبعمائة وعشرون دينار، فيما تجاوز في سوق القبة السبعمائة وخمسون دينار، اما في سوق بني مسوس فيرتفع ليصل الى ثمانمائة دينار، وهكذا، فالاسعار متضاربة، وهو ما يدل على ان هناك ال كثير من التجار، الذي، حتى وان يكن لهم ذنب في ارتفاع الاسعار المفاجيء ذلك، الا انهم عادة ما يستغلون الوضع ليضاعفوا منها، خاصة وانه لا توجد رقابة في بعض المناطق، او بعض الاسواق.