عرضت خلال الأيام الأخيرة، فاكهة الرمان، بصورة ملفتة، بالنظر إلى انه موسم جنيها، وصار الإقبال عليها كبيرا من طرف المواطنين، لمذاقها الرائع وشكلها الجذاب، وكذا أسعارها المناسبة حيث لا تتجاوز 65 دج للكيلوغرام الواحد، كما أن العديد من الباعة يجلبونها إلى داخل الأحياء في ساعات الأمسية، ويقبل عليها الكثير من الأطفال والكبار أيضا، ويدرك الجزائريون القيمة الكبيرة لفاكهة الرمان، لاسيما في المجال العلاجي، خصوصا وان لقشره فوائد علاجية متنوعة، يعتقد الجزائريون، ومتبعو الطب التقليدي والشعبي في فائدتها كثيرا. يحتوي ثمر الرمان الحلو على 10.1% مواد سكرية، 1% حامض الليمون، 84.20% ماء، 2.91% رماد، 3% بروتين، 2.91% ألياف وعناصر مرة وفيتامينات (ا، ب، ج) ومقادير قليلة من الحديد والفوسفور والكبريت والكلس والبوتاس والمنغنيز وفي بذوره ترتفع نسبة المواد الدهنية 7 إلى9%. وقد اكتشف العلماء أن الرمان غني في عناصره الغذائية وخاصة بالفيتامينات وله خواص وقائية وعلاجية عظيمة فهو مسكن للآلام ومخفض للحرارة ويفيد في حالات العطش أثناء الطقس الحار وقابض لحالات الإسهال ومانع للنزيف وخاصة الناتج عن البواسير والأغشية المخاطية. وعصيره يشفي بعض حالات الصداع وأمراض العيون وخاصة ضعف النظر وإن مغلي أزهار الرمان يفيد في علاج أمراض اللثة وترهلها. وللرمان فائدة لحالات الحمى والإسهال المزمن ولطرد الديدان المعوية خاصة الدودة الشريطية وعلاج البواسير، كما هو نافع للبرد والرشح ولعلاج الأمراض الجلدية والجرب وذلك بخلط مسحوق قشوره الجاف مع عسل النحل واستعماله يومياً على شكل دهان موضعي. وقد عرف الفراعنة قتل ديدان البطن بواسطة حرق قشور الرمان وخلطها بالعسل، والادهان بهذا المخلوط ينفع لإزالة آثار الجدري وأما ذر القشور المحروقة على الجروح والقروح المزمنة فإنه يشفيها، وتساعد أزهار الرمان بالإضافة إلى إيقاف النزف وعلاج الإسهال المزمن، على قطع السيلان الأبيض من المهبل. وورد في عدة روايات من أهل بيت العصمة والنبوة توصي بتناول الرمان وتصف بعض مزاياه التي أكدها الطب الحديث فمنها ما روي عن الإمام علي رضي الله عنه أنه قال: كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة، وقال: أطعموا صبيانكم الرمان فإنه أسرع لألسنتهم، وقال لصعصعة بن صوحان: كله مع قشره (أي مع شحمه) فإنه يذهب بالحفر (صفرة تعلو الأسنان) وبالبخر (النتن في الفم) ويطيب النفس. كما ان استهلاك كمية صغيرة من شراب الرّمّان يوميا قد يضمن التمتع بشرايين سليمة شابة ومرنة، وهو ما أثبتته دراسة جديدة نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية مؤخرا، فقد وجد الباحثون أن تناول مقدار قليل من شراب الرّمّان كل يوم يعكس التصلب والتضييق في الشرايين السباتية المغذية للرقبة والدماغ، مما يساعد في الوقاية من مضاعفات التصلب الشرياني المسبب للسكتات الدماغية وأمراض الخرف. وأرجع الخبراء هذه الفوائد إلى غنى شراب الرّمّان بمجموعة كبيرة من المواد القوية المضادة للأكسدة كالمركبات التي تعيق عمليات تأكسد البروتينات الشحمية قليلة الكثافة الحاملة للكوليسترول السيئ والمسببة لتصلب الشرايين.